إقالة مسئول ديني في تونس والسبب مفاجأة

عربي ودولي

بوابة الفجر


أعلنت الحكومة التونسية السبت، إقالة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى (استشاري) عبد الله الوصيف وذلك بعد اتهامه المفكر التونسي يوسف الصديق الذي يقدم برنامجا إذاعيا بـ"تحريف" معاني القرآن والسنة وتشبيهه إياه بسلمان رشدي. 

وقالت هيئة الإعلام السمعي البصري في بيان إن الوصيف بعث بمراسلة إلى الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية، استنكر فيها "محتوى برنامج للمفكر يوسف الصديق يتناول من خلاله مسائل حضارية وتاريخية ودينية". 

وفي المراسلة التي قالت هيئة الاتصال إنها تلقت نسخة منها، كتب الوصيف أن الصديق يمارس "تحريفا متعدما لمعاني القرآن الكريم والسنة النبوية" مضيفا أن هذا "النوع من الدس والتحريف لمعاني القرآن الكريم يذكر بممارسات سابقة سلكها آخرون مثل سلمان رشدي الايراني ومحمد أركون الجزائري وأعتبر ان مثل هذه البرامج هدمية للامن الثقافي والعقدي". 

يذكر أن سلمان رشدي البريطاني من أصول هندية هو صاحب كتاب "آيات شيطانية" الذي أدى إلى إصدار آية الله الخميني في 1989 فتوى بقتله ما أجبره على العيش عشر سنوات متخفيا. 

أما محمد أركون فهو مفكر جزائري تميز فكره بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات الشرقية والغربية. ومن آرائه المثيرة للجدل قوله بأن القرآن شابه تحريف بسبب عدم أمانة النقل. 

والمجلس الإسلامي الأعلى في تونس هو هيئة استشارية تخضع لسلطة الحكومة ومكلفة بإبداء الرأي في القضايا التي تحال عليها من الحكومة خصوصا ما يتعلق بالمسائل العقدية. كما ينظر المجلس أيضا في برامج تدريب الأئمة والوعاظ. 

وأعلنت الحكومة التونسية السبت في بيان أنها أقالت الوصيف من مهامه. 

وأوضح ظافر ناجي المستشار الإعلامي لدى رئاسة الحكومة في تصريحات إذاعية أن مراسلة الوصيف للإذاعة العامة، تمت دون أعلام مسبق للحكومة وبشكل فردي وهي "تحتوي على استنتاجات واتهامات خطرة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة" مشيرا إلى أن الجميع يدرك أن مضمون المراسلة يتعلق بـ"موضوع على غاية من الأهمية والحساسية، وهو ما يتطلب التحري والتثبت والتروي قبل اطلاق الاستنتاجات والأحكام". 

وأضاف أن المسئول المقال "تجاوز الصلاحيات المخولة للمجلس الإسلامي الأعلى".