عسكريون: "الجيش" يستمر فى قطع جذور الإرهاب فى سيناء

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


بعد كل عملية إرهابية كبيرة فى سيناء، تكثف دوريات القوات المسلحة، من عمليات التمشيط والمداهمة للأوكار والبؤر الإرهابية، وترد بقوة على تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، الذى تهرب عناصره كالفئران، ليتم صيدها من داخل أوكارها، عن طريق الضربات الإستباقية التى تصل إلى عمق مخابئ الإرهابيين، وتضربهم فى عقر دارهم.
 
وفى هذا السياق تواصل  طائرات الهليكوبتر المسلح عمليات الاستطلاع الجوى، حيث قصفت عدد  من الأوكار بالمنطقة الصحراوية المتاخمة لرفح والشيخ زويد، أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات من العناصر التكفيرية التى فرت هاربة داخل المناطق المأهولة بالسكان، ليصل إجمالى عدد العناصر التكفيرية التى تم تصفيتها والقضاء عليها فى أعقاب الهجوم الإرهابى الذى وقع يوم الأربعاء الماضى، بشمال سيناء إلى 205 من العناصر التكفيرية خلال الأيام الثلاثة الماضية.
 
فى البداية قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن خطة "قطع الجذور" تنفذ الأن على قدم وساق، حيث تشن مروحيات الأباتشى العديد من الغارات الجوية المفاجئة، ونشرت وسائل الإعلام أنباء نجاحها فى  استهداف 3 تجمعات لعناصر التنظيم الإرهابى بشمال سيناء، كما تمكنت من تصفية عشرات  العناصر الإرهابية وإصابة أخرين،  وتمكنت أيضا من تدمير 4 منازل كانت تستخدمها تلك العناصر كمأوى لها، ونقطة انطلاقة لعملياتها الإرهابية.
 
وأوضح الخبير العسكرى أن الخطة فى سيناء،  تعتمد على تكثيف الضربات الإستباقية فى رفح والعريش والشيخ زويد، وفيها معاقل الجماعات التكفيرية، بهدف تدمير ما تبقى من بنيتها الأساسية من أوكار ومخازن سلاح وعشش وسيارات ودراجات نارية، بالإضافة إلى تصفية والقبض على العشرات من العناصر الخطرة.
 
وأشار سويلم إلى أهمية نشر عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة والدوريات ليس بشمال سيناء فقط، ولكن بمحافظتى شمال وجنوب سيناء و مدن القناة أيضا. وتكثيف القوات بمداخل ومخارج تلك المدن، حتى لا تتسلل العناصر الخطرة، من أوكارها إلى مدن أخرى خلال المطاردات.
 
متوقعا أن تكثف الطائرات من طلعاتها وزيادة عمليات المسح الجوى والتمشيط خلال الأيام المقبلة،  إلى جانب الدفع بقوات إضافية على الحدود مع غزة بهدف منع أى محاولات للتسلل أو التهريب أو دخول أو خروج عناصر مسلحة أو سيارات أو أسلحة.
 
من هذه الزاوية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الإستراتيجية، أتصور أن عناصر خارجية مدربة  جاءت لإرتكاب جرائم معينة، بالتزامن مع الأحداث التى تشهدها مصر حاليا، ومن ثم فلابد من تكثيف الطلعات الجوية لمسح المناطق المحيطة بالكمائن، مشيرا إلى أنه بفعل تلك الطلعات تم إحباط هجمات إرهابية عديدة إستهدفت كمائن الجيش فى مناطق متفرقة من الشريط الحدودى المتاخم لغزة، فى رفح والشيخ زويد والعريش، وهى المنطقة المعروفة فى خريطة تقسيم سيناء بالمنطقة "ج"، وتحديدا فى نصف مساحتها.
 
وأضاف اللواء فؤاد، قائلاً :" أن الجيش الأمريكى بكل إمكاناته ظل عشر سنوات يحارب الإرهاب المتأسلم فى أفغانستان ولم يقضى عليه"، وفعل نفس الأمر فى العراق، ومازال الإرهاب يضرب العراق، لافتا إلى أن ما يحدث فى سيناء يسمى فى العلم العسكرى" حرب غير متماثلة" أى أنها حرب عصابات ليس لها حسابات وترهق أى جيش نظامى وتستغرق وقتا وتحتاج إلى خطط طويلة المدى, مشددا على أن عملية "صيد الفئران" التى نفذتها قوات الفريق أسامة عسكر بنجاح، تتطور الأن إلى عملية قطع الجذور لإختراق أوكار ومخابئ الإرهابيين من الداخل.
 
وأضاف خبير العلوم العسكرية إنه لابد للإرهاب من بيئة حاضنة، ومن ثم يجب أن تنشط أجهزة المعلومات التابعة للجيش والشرطة، وبالتعاون مع أبناء القبائل الوطنيين ممن يساعدون القوات ويمدونها بالمعلومات حول العناصر الإرهابية ومخابئها بين مساكن الأهالى، مشددا على أنه بدون الإختراق المعلوماتى يصعب التصدى للعمليات الإرهابية، كما يصعب ضبط أى تكفيريين؛ لأن القوات تلتزم بضبط النفس حرصا على أمن أهالينا المدنيين فى سيناء.