عبدالرحمن سليم يكتب: الظالمون يعلمهم الله.. لا تحفل بهم

مقالات الرأي

عبدالرحمن سليم
عبدالرحمن سليم


"منع الشيخ محمد جبريل من إمامة المصلين بمصر بعد دعائه على الظالمين"، خبر أصابني بهيستيريا الضحك، ضحكًا لم يفارقني حتى البكاء، فأي هراء هذا وأي حماقة تلك، ففي بلد العك اللطيف لا تقلق، فدومًا هناك مراقبًا ينظر إليك على مضضٍ، قرارته جاهزةً في أي وقت، فقط عليه أن يستأذن فيؤذن له.

والمراقبون في وطننا تختلف درجاتهم الوظيفية بدءً من المُخبرين وحتى الوزراء، والكل يعمل لخدمة ذلك السيد الساكن قصره، فيجتهد قدر استطاعته طمعًا في كلمة رضا أو مكافاءة أو تجاوز ذلك التغير الوزاري المحتمل بسلام.

قرار منع جبريل جاء بعد أقل من 15 ساعة على دعائه، وهنا لاطمتني أمواج من الأسئلة التي لا تحتاج لإجابات بقدر ما تحتاج لمن يفهمها، هل محمد جبريل موظفًا بالأوقاف أو معتمدًا لديها برخصة تسمح له بالإمامة، وإن كان موظفًا أو لديه رخصة فهل تم تحويله للتحقيق معه وانتهى التحقيق بإدانته ومن ثم منعه، وإن لم يكن موظفًا ولا لديه رخصة ففيما المنع أصلاً فالمنع لا يحدث إلا مع من هم تحت طائلة المانع، وما هي المادة الدستورية التي استندت إليها الأوقاف في حكمها عليه بالمنع، ومع استبعاد فرضية تحويله للتحقيق؛ لضيق الوقت، فهل جاء قرار الوقف من الوزارة أم من الرئاسة؟.

الأوقاف تعللت بأن الدعاء على الظالمين لا يكون بالمساجد، فلتوضح لنا الأوقاف إذًا أين يكون، وكيف تُحرم الأوقاف ما طلبه الله عز وجل في قوله "إدعوني أستجب لكم"، فإن كنا لا ندعوه في بيته عز وجل فأين ندعوه، ولماذا الخوف من الدعاء على الظالمين، وهل الله بحاجة للدعاء عليهم حتى تنتفضوا هكذا؟.

لا تقلقوا، فالله يعلمهم، فهو من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، الطريف أن بعضًا من الظالمين يخافون الله، وهذا جديد، فإن كنت كـ"ظالم" تخاف الله من أن تصيبك دعوة أحدهم؛ فلتحجب ظلمك عن من ولاك الله عليهم ولترد إليهم مظالمهم التي لديك، ولتتق الله ربك ولا تعيثُ فيها فسادًا، كفاك ظُلمك الماضي، ولا تنس أن الله قال "ألا إن لعنة الله على الظالمين" - ولا احنا اللي هنعرفك يامولانا -.