د. نصار عبدالله يكتب:عاش حمارًا ومضى حمارًا

مقالات الرأي





لم أكن أتوقع أن تصلنى تعقيبات حول قصيدة «برز الثعلب يوما» لأحمد شوقى التى نشرت نصها الكامل فى العدد قبل الماضى، لكننى تلقيت أكثر من إيميل من القراء الأعزاء يبدون فيها إعجابهم بتلك القصيدة، وفى أكثر من مكالمة هاتفية مع بعض الأصدقاء قال لى أكثر من واحد منهم إنه كان يحفظ بالفعل بيتين أو ثلاثة من القصيدة، لكن هذه هى المرة الأولى التى تتاح له فرصة قراءتها كاملة.. ولقد دعانى بعضهم من فرط إعجابهم بهذا اللون من الشعر الذى أبدع فيه شوقى أن أقدم لهم نماذج أخرى مختارة منه، وهأنذا أستجيب لدعوتهم وأقدم لهم القصيدة التى كتبها شوقى عن احتفال الأسد ملك الغابة بإنجابه أول أشباله الذى سوف يصبح وليا للعهد!!

لمَّا دعا داعــــــى أبى الأشباِلِ

مــــــــــــبشِّراً بأولِ الأنجالِ

سعَتْ سباعُ الأَرضِ والسماءِ

وانعقـــــــــد المجلسُ للهناءِ

وصدرَ المرسومُ بالأمانِ

فى الأَرضِ للقاصى بها والدَّاني

فضاقَ بالذيولِ صحنُ الدار

من كلِّ ذى صوفٍ وذى منقار

حتى إذا استكملَتِ الجمعيَّه

نادى منادى اللَّيْث فى المَعيَّهْ

هل من خطيبٍ محسنٍ خبيرِ

يدعو بطول العمر للأمــير؟

فنهض الفيلُ المشيرُ السامي

وقال مـــــــا يليقُ بالمـــقام

ثم تلاه الثعلبُ السفيرُ

ينشدُ، حتـــــــــى قيلَ: ذا جــــريرُ

واندفعَ القردَ مديرُ الكاسِ

فقيلَ: أحسنتَ أبا نـــــــواسٍِ

وأَوْمأَ الحِمارُ بالعقيرَه

يريدُ أَن يُشـــــــــــرِّفَ العشيره

فقال: باسمِ خالِقِ الشـــــعيرِ

وباعثِ العصــا إلى الحمير

فأزعج الصوتُ ولىّ العهد

فماتَ من رعدتِه فى المهد

فحملَ القومُ على الحمارِ

بجملة ِ الأنيــــابِ والأظفار

وانتُدبَ الثَّعلبُ لِلتأبيــــنِ

فقال فى التعريضِ بالمسكينِ

لا جعَلَ الله له قرارا

عاشَ حِماراً ومضى حمارا