"واشنطن تايمز": "أردوغان" أوفد رئيس المخابرات لتحذير "مرسي"

عربي ودولي

أرشيفيه
أرشيفيه


قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، إن العداء المرير بين تركيا ومصر، وهما حليفان حيويان لأمريكا في الشرق الأوسط، يعرقل تحقيق آمال إدارة أوباما في التصدي للمتشددين السنة واحتواء طموحات إيران.
 
وأضافت نقلا عن أصوات مصرية التابع لرويترز، أن مصر تتهم تركيا بالعمل مع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء في تراجع جديد لمستوى العلاقات السيئة بالفعل بين القوتين الإقليميتين.
 
وأقنعت واشنطن أخيرا تركيا بالانضمام إلى جهد أكبر للتصدي للتنظيم المتشدد عبر الحدود في سوريا في حين تتصدى حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتصاعد في عنف المتشددين.
 
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية سامح شكري قوله للصحفيين في القاهرة يوم الأحد إن مصر تطالب كل دول المنطقة منذ وقت طويل ببذل مزيد من الجهد في التعامل مع خطر تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك مراقبة الحدود والسيطرة عليها. وعبر شكري عن أسفه لأن هذا ليس هو الحال مع تركيا.
 
وأضافت أن مسؤولا مصريا كبيرا قال في وقت لاحق إن مصر لديها أدلة تربط الحكومة التركية بجماعة أنصار بيت المقدس في سيناء، والتي غيرت اسمها إلى ولاية سيناء بعدما بايعت تنظيم الدولة الإسلامية.
 
وقال المسؤول "هذا فضلا عن الدعم الذي يقدمه الأتراك للإخوان المسلمين وحركة حماس."
 
وأشارت الصحيفة إلى نشر صور في مصر يوم الرابع من يوليو لأربعة أشخاص قتلوا او اعتقلوا في سيناء يشتبه بأنهم عملاء للمخابرات التركية.
 
وقالت الصحيفة إن مصر أدلت بالتصريحات القوية بعدما نفذت تركيا أول هجماتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا قبل أيام وسمحت للقوات الأمريكية باستخدام القواعد الجوية التركية في غارات قصف ضد المتشددين بعدما مانعت في انطلاق هجمات امريكية من اراضيها على مدى العام المنصرم.
 
وقال النائب السابق لرئيس وحدة التقييم في المخابرات العسكرية الإسرائيلية جاك نرياه إن التعاون الأمريكي التركي يعكس على الأرجح محاولة أنقرة احتواء الضرر وتحسين صورتها في واشنطن.
 
وأضاف نرياه "أعتقد أنه بعدما نشر المصريون أسماء العملاء الأتراك الأربعة المعتقلين بدأ الأمريكيون في توجيه أسئلة صعبة لأنقرة." وتابع أن "الأتراك يحتاجون إلى طمأنة الأمريكيين إلى أنهم في الواقع أخيار وهذا سبب أنهم سمحوا فجأة للأمريكيين باستخدام قاعدة انجرليك الجوية لمهاجمة تنظيم الدولة الاسلامية."
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي بنى مسيرته السياسية على توسيع دور الإسلام في النظام العلماني التركي انتقد "الانقلاب العسكري" في يوليو 2013 ضد محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب بصورة ديمقراطية.
 
وأضافت أن ارتباطات اردوغان مع مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي دفعت به الى السلطة اثارت غضب الجيش المصري منذ يونيو 2013 حين أوفد رئيس المخابرات التركية حقان فندان إلى القاهرة لتحذير مرسي من العلاقات بين منظمي احتجاجات الشوارع وبين الجيش.
 
وقالت الصحيفة إن مصر تعتقد أن فندان نقل إلى مرسي معلومات مخابرات عن أن الجيش على وشك أن يوجه إنذارا نهائيا للرئيس الذي كانت تحوطه المشاكل بضرورة تلبية المطالب الشعبية أو ترك المنصب. وأشارت إلى أن الجيش أطاح بمرسي في يوليو بعد الاحتجاجات الشعبية الحاشدة وسرعان ما أعلنت مصر الاخوان المسلمين جماعة ارهابية.
 
وذكرت الصحيفة أن المتحدث العسكري المصري قال يوم 12 يوليو إن السلطات كشفت "خلية ارهابية" تتلقى تعليمات من قيادة الإخوان المسلمين في تركيا وإن مهمتها هي زعزعة الاستقرار في مصر. واشار المتحدث إلى أن اسطنبول تعمل كمركز بث لجماعة الاخوان المسلمين التي تدعو للإطاحة بالسيسي.
 
وأشارت الصحيفة إلى تأكيدات المسؤولين المصريين أيضا على ظهور أسلحة تركية في أيدي جماعة أنصار بيت المقدس أثناء هجوم على القوات المصرية في الشيخ زويد في اول يوليو . وقال المسؤولون أيضا إن الضربة ضد قطعة بحرية مصرية قرب سواحل غزة يوم 15 يوليو استخدمت فيها اسلحة تركية ايضا على الأرجح.
 
ويقول المسؤولون المصريون إن من المحتمل أن الأسلحة التركية تأتي من ليبيا وأشاروا إلى تقرير للأمم المتحدة في فبراير 2014 فصل كيفية تدفق الذخائر التركية إلى ليبيا.
 
وذكرت الصحيفة أن الخلاف الدبلوماسي بين مصر وتركيا أثر أيضا على موقف البلدين من إسرائيل. وأشارت إلى أن مصر عينت أواخر يونيو الماضي حازم خيرت كأول سفير لها في اسرائيل منذ ثلاث سنوات. ولم تعين مصر بعد سفيرا في تركيا منذ طردت القاهرة السفير التركي وخفضت العلاقات بين البلدين في 2013 بعدما دعا إردوغان إلى اطلاق سراح مرسي الذي يخضع للمحاكمة حاليا.
 
وحذرت إسرائيل أيضا من تورط تركيا في سيناء وهو ما أرجعه مراقبون محليون إلى اختراق تركي لقطاع غزة التي تسيطر عليه حركة حماس.
 
ونقلت الصحيفة عن الناشط البدوي السيناوي ابو سليمان البالغ من العمر 35 عاما قوله "يوجد عشرات من الأتراك يقيمون في غزة وهم ليسوا مواطنين عاديين ولا عمال مساعدات."
 
وقال إنهم "بدأوا في الاتصال بالدولة الإسلامية في سيناء باستخدام غزة كقاعدة مخابرات."