"داعش" يفاجئ "أردوغان" على طريقة حماس

عربي ودولي

أرشيفيه
أرشيفيه


غاب الحديث في تركيا أمس، عن الحملة الأمنية على تنظيم «داعش»، بعد تراجع العمليات العسكرية ضده منذ إطلاقها في 25 (يوليو) الماضي رداً على هجوم انتحاري شنه التنظيم في مدينة سوروتش (جنوب شرق) وأسفر عن 32 قتيلاً. كما أفرجت السلطات عن غالبية الذين أوقفوا خلال أسبوع بتهمة الانتماء إلى التنظيم.

ووفقا للحياة اللندنية، رصدت كاميرات آليات لـ «داعش» تحفر أنفاقاً وخنادق قرب مدينة جرابلس السورية أمام عيون قوات حرس الحدود التركي، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوة على الاتهامات بأن بلاده تساعد داعش»، متهماً «قوى سوداء» بنشر دعاية إعلامية «خاطئة» حول بلاده.

في المقابل، قصفت 30 طائرة تركية من طراز «أف 16» مواقع لحزب العمال الكردستاني منطقة شرناق ليل الخميس الجمعة، قبل أن تتهم السلطات «الكردستاني» بقتل شرطيَين بالرصاص في هجوم استهدف مركزاً أمنياً في مدينة بوزانتي بمنطقة أضنه (جنوب). ورفع ذلك إلى 13 عدد قتلى رجال الأمن والعسكريين منذ اندلاع موجة العنف الجديدة في 20 تموز.

ونددت أنقرة بانتقاد بغداد «انتهاك المقاتلات التركية المجال الجوي للعراق وسيادته» لقصف معاقل حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمال العراق. وأورد بيان لوزارة الخارجية التركية: «رغم دعمنا للعراق في حربه على تنظيم داعش، لكن موقفه من هجماتنا على الكردستاني كان مخيباً، ولم يلتزم وعوده منع شن هجمات إرهابية على تركيا انطلاقاً من أراضيه، ولم يحرك ساكناً تجاه استيطان إرهابيين شمال أراضيه».

وشدد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو على ضرورة مواصلة العملية العسكرية «لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، وتأديب قيادات الكردستاني، والثأر لرجال الأمن الذين سقطوا على يديه»، مؤكداً عدم إمكان استئناف عملية التفاوض مع «الكردستاني» في هذه الظروف، «رغم أننا نتمسك بها ولا نريد أن نتخلى عنها».

في المقابل، دعا صلاح الدين دميرطاش، زعيم حزب «الشعوب الديموقراطية» المؤيد للأكراد إلى وقف الحكومة و»الكردستاني» كل الأعمال العسكرية للعودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات. وأبدى عدم اهتمامه بالتحقيق الذي فتِح في حقه وفي حق الرئيسة الثانية للحزب فيجن يوكسيكداغ بتهمة «الترويج لمجموعة إرهابية»، ما يهدد بإسقاط الحصانة البرلمانية عنهما وسجنهما. وقال: «لن تمنع هذه الأمور الحركة الكردية من مواصلة طريقها».

وكان دميرطاش اتهم أردوغان مباشرة بالوقوف وراء التصعيد الأخير، عبر «استخدام جيش وفريق استخبارات خاص وأموال لإشعال الفتنة على الأرض، وتغيير مزاج الناخب التركي والكردي قبل الانتخابات المبكرة لتغيير النتائج».

في ألمانيا, دعا وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الحكومة التركية إلى «عدم نسف الجسور مع الأكراد، بعدما بناها الطرفان بصعوبة في السنوات الأخيرة».

وتابع في حديثه لصحيفة بيلد الشعبية: «يجب أن تحترم أنقرة انتخاب حزب كردي (حزب الشعب الديموقراطي) في البرلمان، وليس من مصلحة أحد أن تعود تركيا إلى الفترات السابقة من العنف بلا نهاية: لا الحكومة التركية ولا المسؤولين السياسيين الأكراد».

وأكد شتاينماير ضرورة حماية تركيا مواطنيها من الترهيب، «لكن آخر ما يحتاج إليه الشرق الأوسط هو توسيع رقعة المواجهة العسكرية في المنطقة».