تعرف على أهمية قاعدة العند اليمنية التي استردتها المقاومة

عربي ودولي

بوابة الفجر



تمكنت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للحكومة الشرعية مسنودة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم، من اقتحام قاعدة العند الجوية الاستراتيجية.

وذكرت مصادر محلية أن رجال المقاومة والجيش اليمني الموالي للشرعية تمكنوا من دخول قاعدة العند من جهة كتيبة الميكانيك، ومن أطراف معسكر التدريب.

وذكر شهود عيان أن المعارك الضارية والغارات التي شنتها مقاتلات التحالف، اسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والاسرى في صفوف الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، وأن عدد منهم بدأ بالفرار الى الجهة الشرقية للقاعدة.

وأشار الشهود إلى أن هناك ثلاثة قتلى في صفوف رجال المقاومة وسقوط عدد من الجرحى بينهم جندي سعودي في معركة هي الأعنف لتحرير قاعدة العند الجوية.

وتعتبر قاعدة العند من أهم القواعد العسكرية، ليس في اليمن وحسب، ولكن في المنطقة، وذلك بسبب تجهيزاتها العسكرية ومساحتها الواسعة التي تبلغ أكثر من 15 كيلومتراً، اضافة إلى موقعها الاستراتيجي القريب من باب المندب.

أُسست قاعدة العند في فترة الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، وبعد خروج بريطانيا من الجنوب عام 1967 استكملت روسيا بناء القاعدة وتجهيزها بأحدث الأجهزة والآليات العسكرية إبان الحرب الباردة.

وبعد أن وقعت الولايات المتحدة اتفاقية التعاون مع الحكومة اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب أسست وحدة عسكرية خاصة بالجيش الأميركي في قاعدة العند تكون نقطة انطلاق في الحرب على الإرهاب في اليمن، وذلك باستخدام طائرات بدون طيار وجمع المعلومات الاستخباراتية، واستمرت حتى سيطرت مليشيات الحوثي على صنعاء.

وتشكل قاعدة العند حماية لمحافظتي عدن ولحج من الجهة الشمالية، إذ لا تفصل بينها وبين محافظات الشمال سوى كيلومترات قليلة، وبرزت أهمية قاعدة العند أخيراً في حرب صيف 1994، التي تمكنت القوات الشمالية بعد سيطرتها على العند من إحكام السيطرة على لحج ثم عدن.

بعد حرب صيف 1994 التي اجتاحت فيها القوات الشمالية الجنوب، أصبحت القاعدة تخضع لسيطرة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وكان يُعين قادة لها من المقربين منه، حتى بعد ثورة التغيير في اليمن ظلت قاعدة العند خاضعة له، وبعد اجتياح الحوثي للجنوب سلم ضباط موالون للرئيس المخلوع قاعدة العند لعناصر مليشيات الحوثي.

وأصبحت القاعدة بمطارها الجوي ومحورها العسكري تخضع لعناصر مليشيات الحوثي، حيث استخدموها نقطة انطلاق لشن عملياتهم العسكرية على محافظتي عدن ولحج، ومركز تدريب لاستقطاب عناصرهم وإعادة تأهيلهم، ولا سيما المقاتلين الجدد الذين يتم استقطابهم من المحافظات الشمالية.

كما حولت المليشيات القاعدة الجوية إلى معتقل كبير تحتجز فيه أسرى المقاومة الشعبية، وبعض المدنيين من أبناء عدن ولحج كدروع بشرية، حيث أفادت مصادر مطلعة أن عدد الأسرى في القاعدة بلغ أكثر من ألف أسير لم يتم الإفراج إلا عن عدد صغير عبر مبادلة أسرى مع المقاومة في محافظة لحج.

وكانت المقاومة تمكنت أواخر الشهر الماضي، وبدعم من التحالف العربي من السيطرة على معظم المرتفعات المطلة على قاعدة العند بنسبة 90 بالمائة.