تفاصيل خطة مصرلإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للتفتيش

تقارير وحوارات

تعبيرية
تعبيرية


فى إطار حرص مصر على حماية أمنها القومى وأمن المنطقة العربية بالكامل، من التهديدات الإسرائيلية ومواجهة دولة الاحتلال الإسرائيلى بشتى الطرق الدبلوماسية والدولية لفرض رقابة دولية صارمة على منشآتها النووية فى صحراء النقب وغيرها، كشفت وسائل الإعلام العبرية، عن تحركات مصرية مكثفة خلال الفترة الأخيرة لفرض الرقابة على برنامج إسرائيل النووى.

وفى المقابل كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن إسرائيل بدأت فى الفترة الأخيرة حملة دبلوماسية ضخمة حول العالم بهدف إحباط التحركات المصرية على المستوى الدولى وإفشال أى مشروع قرار يدعو إلى فرض الرقابة على منشآتها النووية.

 وأوضحت الصحيفة العبرية أن القاهرة تقف خلف هذه التحركات بالتعاون مع العديد من الدول العربية والإسلامية، وأنه من المفترض طرح هذا الاقتراح للتصويت عليه فى المؤتمر العام لوكالة الطاقة النووية الدولية الذى سيعقد فى منتصف سبتمبر المقبل.

فى البداية قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن إسرائيل لديها أكثر من 200 سلاح نووى، ما بين نووى وإندماجى ونيترونى باعترافها، مشددا على أن الأخطر هو مفاعل "ديمونة" الذى تقادم وتجاوز عمره الخمسين عاما، علما بأن أى مفاعل مفترض ألا يبقى فى الخدمة لأكثر من 25 عاما،

وأوضح رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن مصر تقوم بهذه الجهود فى إطار عملها على نزع السلاح النووى فى منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن دفن النفايات النووية الإسرائيلية بمنطقة "الخليل" وفى صحراء النقب يعرض الأمن القومى المصرى للخطر.

وحذر سويلم من احتمالات إنفجار مفاعل "ديمونة" نفسه؛ بسبب تقادمه وشيخوخته، موضحا أنه بإعتراف اسرائيل تسبب هذا المفاعل فى موت بعض الإسرائيليين، متوقعا أن الجهود المصرية لن تنجح فى إخضاع المنشآت النووية الاسرائيلية للتفتيش بسبب التدخل الأمريكى المساند دائما لتل أبيب فى المحافل الدولية.

واتفق معه اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد مضيفا أن إسرائيل الآن قلقة بسبب توقيع أمريكا على الإتفاق النووى الإيرانى، وبالتالى سوف تسعى واشنطن بكل الطرق لمجاملة وتدليل تل أبيب، وستواصل إحتضانها لها، وتصديها لأى محاولات مصرية للتفتيش على منشآتها أكثر من ذى قبل.

وأضاف أستاذ العلوم الاستراتيجية أن أمريكا أخضعت المنشآت النووية الإيرانية للتفتيش، وطهران التزمت بألا تزيد نسبة اليورانيوم  المخصب عن 5 فى المئة؛ من أجل طمأنة إسرائيل، ومع ذلك مازالت حكومة " نتنياهو" غاضبة من إتفاق إيران مع مجموعة دول "5+1"، وتروج لأن إدارة "أوباما" باعتها، ومن ثم لن يدخر الرئيس الأمريكى جهدا، لإثبات أن بلاده مازالت على موقفها الذى يحمى إسرائيل على المستوى الدولى.

وعلى الصعيد السياسى قال الكاتب الصحفى والمفكر السياسى حلمى النمنم أن الدبلوماسية المصرية تعمل على هذا الملف منذ أن كان عمرو موسى وزيرا للخارجية، لافتا إلى أن إتفاقية إيران مع مجموعة "الخمسة+ واحد"، لم تدخل حيز التنفيذ بعد، ومشددا على أن خضوع إيران للتفتيش النووى، ومن قبلها قيام أمريكا بتدمير العراق بالكامل بحثا عن سلاح نووى وهمى لدى صدام حسين، بالإضافة لتدمير القدرات الكيماوية للقذافى، ولنظام بشار الأسد السورى، كلها أمور يجب أن تفرض على الضمير الدولى ضرورة أن تخضع إسرائيل للتفتيش على منشآتها.

وأضاف النمنم إن هذا قد لا يتحقق بين يوم وليلة، ولكن السياسة هى فن الممكن، وتعمل على المدى البعيد، ومن ثم على الدبلوماسية المصرية أن تتمسك بموقفها فى المطالبة بإخضاع إسرائيل للتفتيش، وتصر على مطالبها، حتى تنجح فى التأثير على الرأى العام العالمى، وتحرج الأمريكان أمام العالم، لأنهم أسقطوا أنظمة عربية، ودمروا  دولا بأكملها بحثا عن سلاح نووى وهمى، ثبت أنه لا وجود له، بينما يوفرون الحماية لإسرائيل ومالديها من أسلحة مدمرة حقيقية، موجودة على أرض الواقع ويراها العالم أجمع.

ومن جانبه قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، أن مصر تعلن دائما أن ما يحدث فى صحراء النقب يضر بأمنها القومى.

وأضاف عودة أن السفير الدكتور محمد شاكر سفير مصر الأسبق لدى لندن، والذى رشحته القاهرة قبل البرادعى لمنصب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ظل لسنوات يعمل على هذا الملف.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن تل أبيب ظلت تتمسك بفهمها للتفتيش النووى على منشآتها، بأن يقتصر على التفتيش الغير رسمى، متوقعا أن يتزايد تمسكها بهذا الموقف الرافض للتفتيش الرسمى؛ لأنها ترى أن أمنها أصبح مهددا بشكل أكبر، بعد توقيع الإتفاق النووى الإيرانى، وبغض النظر عن الموقف المصرى، تعلن تل أبيب أنها ستخضع للتفتيش إذا وجدت أنها غير مهددة نوويا، وهو ما لايتوافر الآن فى ظل وجود البرنامج النووى الإيرانى.