"دوبلير" الحكام في وجه الموت.. حكاية رئيس مصر معه لمنع اغتياله (تقرير)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"دوبلير الرئيس".. يتواجد فقط في وقت الخطر ليحل محل الرئيس عند وجود خطر وتهديد أو بسبب معلومات أمنية بوجود اختراق أو محاولة اغتيال.

هي مهنة فريدة من نوعها ربما أجرها مرتفعًا ولكن مخاطرها باهظة وتضحياتها كبيرة، نسبه الخطر بها مائة بالمائة، يعلم صاحبها أنه في لحظة من اللحظات قد يتلقى رصاصة فى الرأس أو الصدر، أو سيتحول إلى أشلاء بسبب انفجار، ولكن كل ما علية هو تقمص الشخصية والابتسام الهادئ وإقناع الملايين والكاميرات بأنه الرئيس.

نعود بالأذهان عندما كان يظهر "صدام حسين" رئيس دولة العراق السابق، في أكثر من مكان فى نفس الوقت، قبيل دخول القوات الأمريكية العراق، ليؤكد بقائه حيًا ويتفادى محاولات الاغتيال من بعض العراقيين والقبض علية من القوات الأمريكية واستهدافه، وذلك باستخدام عددًا من الأشخاص يشبهونه فى الطول والحجم وملامح الوجه مع إجراء بعض التعديلات والتغيرات فيهم للوصول إلى أقصى مرحلة من التطابق.

وفى مصر، استخدم الرئيس الأسبق "محمد حسنى مبارك"، الدوبلير ليحل محله فى كثير من المشاهد خاصة بعد محاوله اغتياله أثناء تواجده فى إثيوبيا، ما أصبح عملية البحث عن شبيه له أمر حتمي لتأمينه، حتى ظن البعض أنه تم الاستعانة بالدوبلير ليحل محله أثناء خضوعه للمحاكمة والسجن، فى حين لم يتم الاستعانة بشبيه للمعزول "محمد مرسي"، بأمر شخصي منه أثناء توليه الحكم ورفضه التام لوجود شبيه أو دوبلير له.

ويقول مصدر كان مقربًا من الرئيس المخلوع "مبارك ": "لولا أني تركت مبارك في القاهرة لكنت قلت إنه الآن يقف على جبل الرحمة بعرفات ويؤدي مناسك الحج، ولولا إننا في عرفات ونؤدي الركن الأعظم من الحج ما تركت هذا الرجل الذي يشبه مبارك في كل ملامحه بل وحركاته ونظراته". 
وانتشرت عدد من الصور لأشخاص، على مواقع التواصل الاجتماعى يشبهون، الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، وتجمع عدد من المواطنين حوله لالتقاط الصور معهم. 

وفى دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية يتم الاستعانة بشبيه للرئيس، وتجهيزه على أعلى مستوى من الاحترافية والتدريب والتجهيز خاصة الرئيس الأمريكي "جورج بوش" الابن، والذى كان مهددًا فى أكثر من 120 عملية اغتيال متوقعة من قبل العديد من المنظمات، وحاليًا يوجد شبيه للرئيس الأمريكي الحالي "باراك أوباما"، وفى دول عربية يتم الاستعانة بدوبلير للرؤساء العرب والملوك أيضا والشخصيات الملكية والرفيعة المستوى.

وأكد مصدر أمني، أن عملية اختيار شبيه للرئيس هى عملية معقدة وتحتاج إلى كثير من الأعداد، من حيث اختيار الشخص والعثور على تطابق يصل إلى 60 بالمائة كحد أدنى في الطول والوزن وملامح الوجه وقبل كل ذلك موافقة الشخص على هذه الوظيفة، باعتبارها شهيد تحت الطلب فظهوره مرتبط بمعلومات أمنية بوجود خطر أو الاشتباه فى عملية اغتيال أو وجود الرئيس في مكان به حشد كبير من المواطنين، ما يرفع احتماليه تعرضه للخطر أو الإصابة عندها يتم الاستعانة بشبيه الرئيس ليحل محله.

وتابع: "هناك دول لابد من وجود شبيه للرئيس بها ومنها مصر وعلى مدار رؤسائها تم الاستعانة بعدد من الأشخاص ليحلوا ملحهم وقت الخطر، خصوصًا في وقت الأزمات التي تمر بها البلاد أو وجود فصيل لا يرضى عن سياسات الرئيس أو توجهاته، ومن هنا يصبح وجود دوبلير للرئيس أمر هام لابد من القيام به كوسيلة أساسية فى التمويه والتأمين ولا يتم الاستعانة بالأشخاص التي تشبه الرؤساء أن ظهرت فى وسائل الإعلام وإن كان نسبة الشبه تصل إلى مائة بالمائة".

وقال المصدر الأمني إنه يتم تجهيز الشبيه جسمانيًا وجراحيًا إن تطلب الأمر بموافقة الشخص بالطبع، والتأمين على حياته، ويختلف دخل الدوبيلر من دولة إلى أخرى ولكنه فى الغالب دخله يكون مرتفعًا ويتضمن بدل التعرض للخطر والإصابة وغيرها، والاستعانة ببعض العوامل المساعدة لإخفاء بعض التفاصيل، وذلك بالاستعانة بالنظارات أو "الكابات" مثلًا إن تطلب الأمر.

وبعدها يتم تدريبه على الاتيكيت والبروتيكول الرئاسي والتعامل الرسمي مع الشخصيات والمواقف المختلفة لإقناع الكاميرات والأشخاص بوجود الرئيس في ذلك المكان، أما من ناحية تعامل الحراس معه فيتم تأمينه كرئيس للجمهورية مع علم الحراس فى أغلب الوقت أن ذلك الشخص ليس رئيس الجمهورية الفعلي بل هو شبيهه.

ويضيف المصدر: "غالبًا ما يتم الاستعانة بأكثر من شبيه للرئيس الواحد إن تطلب الأمر ويصاحب الشبيه الرئيس عند انتقاله بموكب الرئاسة ليتم التبديل فى الحال إذا وردت معلومة أمنية أو مخابرتيه تؤكد أو تشتبه فى وجود خطر على حياه الرئيس أو الاشتباه بوجود قنبلة أو عملية اغتيال أو وجود حشد كبير من المواطنين لا يمكن تأمينه، ولا بد من وجود الرئيس، وهنا يتم الاستعانة بالدوبيلر في الحال، ويبقى الرئيس فى سيارته دون العلم بتواجد الرئيس فى السيارة، وتأمين رجوعه بالطرق المختلفة حسب الموقف الأمني ويتواجد الدوبلير في القصر الرئاسي كموظف فى رئاسة الجمهورية وفقًا لإجراءات أمنية وتموهيه متعددة فى وقت الخطر".