تعرف على تكلفة حفل إفتتاح قناة السويس فى عهد "السيسي والخدويى إسماعيل"

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


إقترب العد التنازلي نحو حفل إفتتاح قناة السويس الجديدة، والذى من المقرر أن يقام فى السادس من شهر أغسطس، ويتم الإنتهاء من التجهيزات للحفل، والذى لطالما تحدث الرئيس عن تخفيف العبء عن كاهل ميزانية الدولة فى الإنفاق على الحفل.

حيث تشهد مصر أزمة إقتصاية، نظراً لزيادة الدين المحلى، مطالباً من رجال مصر الشرفاء المشاركة فى الحفل، وحتى لا تتعرض مصر لوعكة إقتصادية جراء إقامة هذا الحفل مثلما حدث فى إفتتاح القناة القديمة فى عهد الخديوى إسماعيل، وما شاهدته البلاد من مظاهر الإسراف والبذخ.

" التجهيزات للإحتفال بالقناة الجديدة "

ذكر الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس،  فى تصريحات صحفية، أنه تم اختيار تحالف عالمى لتخطيط وتنفيذ حملة عالمية لتنظيم حفل الافتتاح، وأن شركة (WPP) هى الفائزة بالتحالف لتنظيم حفل الافتتاح بالتعاون مع هيئة قناة السويس، مؤكدا أن ميزانية الدولة لن تتحمل تكاليف الحفل، وأن مواصفات الحدث مصرى بنسبة 100% .

حيث بلغت  تكلفة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة هو 30 مليون دولار، وبما أن الحكومة لن تتحمل أى أعباء، فإن المجال مفتوح لمشاركة المخلصين من أبناء الوطن فى الاحتفالية وأن التمويل سيكون من شركات مصرية وأجنبية.

فمن المقرر أن يعقد الاحتفال، والذى يغلب علىه الشكل البحرى وسيكون معظمه داخل القناة وعلى شاطئ قناة السويس وسوف تشهد محافظات القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس جانبا كبيرا من عروض هذه الاحتفالية.

حيث سيتم تزيين المجرى الملاحى جوا وبرا على جوانبه بالأعلام المصرية وعروضا بحرية، كما سيتم دعوة جميع السفن التابعة للتوكيلات الملاحية للعبور فى القناة وكل سفينة تقوم برفع العلم الخاص بها إيذانا ببدء عبور السفن فى المجرى الملاحى للقناة الجديدة.

" منصة الرئيس عبد الفتاح السيسى والمدعوون "

كما  تقوم الهيئة الهندسية بتجهز  المنصة الرئيسية للاحتفال بالأسمنت والرخام فى مواجهة القناة، وسيتم كسوتها بالأقمشة والأعلام ومن المنتظر بناء عدد من المنصات الأخرى لاستقبال الزعماء والرؤساء.
   
" تكلفة حفل إفتتاح القناة القديمة فى عهد الخديوى "

شهد حفل إفتتاح قناة السويس فى عهد الخديوى إسماعيل مدى الإسراف فى الإنفاق على الحفل فى مظاهر لم تجنى منها   مصر وشعبها شىء يذكر، حيث تكلف حفل افتتاح قناة السويس، فى عهد الخديوى إسماعيل، مليونًا ونصف المليون جنيه آنذاك حصل عليه من بيع نصيب مصر فى القناة لسداد تكلفة الحفل، حيث دعا "إسماعيل" أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح والذى تم فى16 نوفمبر1869، وحمل  الخديوى 300 بطاقة من جلد الفيل مزينة بالنقوش .. تكلفت عشرة آلاف جنيه.

كما تكلفت رحلة الخديوى إسماعيل إلى البلاد الأروبية أموال طائلة، حيث  استضاف " إسماعيل " على نفقة الخزانة المصرية التي كانت تترنح من فداحة الديون الأجنبية  الآلاف من الأوروبيين، والتي تكلفت مصر  بنفقات رحلتهم ذهابا وإيابا ونفقات إقامتهم، والهدايا التي قدمت إليهم.

وشهد الإحتفال مظاهر فخمة أبهرت العالم أجمع، بداية من زى العساكر، خاصة العاملين بالجوازات والصحة، لأنهم فى طليعة المستقبلين للملوك كما روعى الاهتمام بنظافة المدينة وتم حث التجار على توريد الخضراوات واللحوم والأسماك كبيرة الحجم لبورسعيد، لمواجهة الطلبات المتزايدة كما روعى إحضار الثلج من القاهرة، كذلك جهزت السفن لإحضار المدعوين من الإسكندرية إلى بورسعيد.

وفى المساء، مدت الموائد وبها شتى أنواع الأطعمة والمشروبات وانطلقت الألعاب النارية والتى تم استيرادها خصيصاً لهذا الغرض وتلألأت بورسعيد بالأضواء وأنغام الموسيقى.

" المنصة "

  قام الخديوى إسماعيل بإقامة  ثلاث منصات خشبية كبيرة على شاطئ البحر مكسوة بالحرير والديباج ومزينة بالأعلام ومفروشة بأثمن السجاجيد ونشرت فى أرجائها الرياحين والورود وصفت فيها الكراسى، فخصصت منصة الوسط للضيوف، خصصت المنصة اليمنى للعلماء المسلمين، فيما خصصت المنصة اليسرى لأحبار الدين المسيحى، ونصب على الشاطئ الآسيوى خيالة بورسعيد وعلى الشاطئ الإفريقى المظلات البديعة للجماهير المدعوين، الحفل الذى قالت عنه الإمبراطورة الفرنسية أوجينى :"يا إلهى لم أر فى حياتى مثل ذلك".