خبراء أمن: الإرهاب الإلكتروني يعادل القنبلة النووية.. وينبغي محاربته لأنه أخطر من الحرب على الأرض

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


صنف الإنتربول مكافحة الإرهاب كمجال إجرام ذي أولوية وخصص موارد هامة لإسناد البلدان الأعضاء في جهودها المبذولة لمكافحته ومع ظهر شبكة الإنترنت التي تعتبر من أحدوثات العصر بل من أعجوبته أصبح وسيلة اتصال وبابا للفائدة وتلقي المعلومة إلى درجة أن أصبح شيئًا من ضرورات الحياة البشرية كونه يختصر المسافات ويسهل الوصول للمعلومات، وبزياده اهميه شبكه الانترنت إزداد وجه الإرهاب قبحا عما كان عليه في الماضي، وظهر على الساحة نوع جديد يعتبر من أسهل أنواع الإرهاب، في الوقت الذي ينطوي فيه على خطورة كبيرة جدا، قد تتجاوز أضراره ما قد تخلفه قنبلة في قارعة الطريق، أو سيارة مفخخة وضعت في مكان مكتظ ألا وهو الإرهاب الإلكتروني.

 

تعددت المفاهيم لكلمه الإرهاب الالكتروني فهي تعني اللغة الإخافة والتفزيع والترويع داخل الشبكه العنكبوتية أما اصطلاحا فلقد تعددت تعاريف الإرهاب واختلفت وتباينت في شأنه الاجتهادات، ولم يصل المجتمع الدولي حتى الآن إلى تعريف جامع مانع متفق عليه للإرهاب الألكترونى؛ ويرجع ذلك إلى تنوع أشكاله ومظاهره، وتعدد أساليبه وأنماطه، واختلاف وجهات النظر الدولية والاتجاهات السياسية حوله، وتباين العقائد الأيديولوجيات التي تعتنقنها الدول تجاهه، فما يراه البعض إرهابا يراه الآخرعملًا مشروعا ففي بعض الدول فهى ترى أن الإرهاب الالكتروني ماهو الا تقدم معلوماتي وتقنى ليس ذلك فقط ولكن تعتبره عملآ مطلوبا فى مجال الحاسوب مهما كان الغارض إرهابيا إذا كان يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو التنصت عليهم ومعرفه كل ما يدور حول حياتهم وحرياتهم أو أمنهم أو أغراضهم أو حقوقهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر، أو تهديد الاستقرار أو السلامة الإقليمية للسلطنة أو وحدتها السياسية أو سيادتها أو منع أو عرقلة سلطاتها العامة عن ممارسة أعمالها أو تعطيل تطبيق أحكام النظام الأساسي للدولة أو القوانين أو اللوائح.

 

ويحدثنا الدكتور محمد الجندي رئيس منظمة أمن المعلومات عن خطر الإرهاب الإلكتروني تزامنا مع افتتاح قناه السويس، بأنه بمثابة قنبلة نووية وأنه من المتوقع أن تقوم الجهات الأمنية بوضع خطه تأمين إلكتروني لمواجهة الإرهاب بها، ففي استخدام الإنترنت والتكنولوجيا نستطيع الآن التعرف على أي فرد يتبع تلك الجماعات الجهادية عن طريق بصمته الإلكترونية التي يخلفها ورائه فور دخوله على الشبكة العنكبوتية.

 

وأضاف" الجندي" أن هناك أجهزة تستخدم مخصصة لشبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تقوم بالتعرف على ما يقوله الإرهابون على الإنترنت حتى لو بشفرات يقوموا بها، وليس ذلك بالجديد ولكن تلك الأجهزة متواجدة بالفعل منذ أحداث 11 سبتمبر، حيث أخذت الأجهزة الاستخباراتية، على عاتقها تتبع الخلايا الإرهابية على مستوى العالم بما يعرف بـ(خاصية تتبع البصمة الإلكترونية) وهي تتبع نشاط أي شخص عبر شبكة "الإنترنت" او مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وعن كيفية تتبع بصمات تلك الخلايا الإرهابية يضيف "الجندي" قائلا، هناك ما يعرف بالميتال داتا والتي تستطيع التعرف على الشخص المتواجد على الإنترنت عن طريق بصمته الإلكترونية حيث تقوم محركات البحث فيه والتي تتمع بقوه تكنولوجية عالية الجودة تتعدى بكثير محرك البحث العادي (جوجل) فماعليك فقط سوى كتابة اسم أو رقم أو تاريخ فأيا كان الشخص الموجود فأنك تستطيع من خلال تلك التكنولوجيا التعرف على الزمان والمكان المتواجد فيهم هذا الشخص ليس ذلك فقط ولكنت تستطيع أيضا معرفة جميع النشاطات التي قام بها خلال فترة وجوده داخل الشكبة العنكبوتية.

 

ويستكمل "الجندي" أن هناك، ما يعرف بـ"السوشيال ميديا أنالوديز وهو تحليل جميع النشاطات التي تقام على مواقع "السوشيال ميديا" والتواصل الاجتماعي عن طريق إعطاء تحذير للقائمين عليه، إذا ما تواجد نشاط إرهابي على تلك المواقع ليس ذلك فقط ولكنه يتيح عن طريق الخرائط الإلكترونية المتواجدة تحديد أماكن هؤلاء الاشخاص أيضا.

 

ويستكمل أن تلك التكنولوجيا باتت على الأرض موضحا أن هناك مواقع لؤلائك الإرهابيون لا تظهر على محركات البحث العادية، كمحرك البحث "جوجل" فهناك منتديات سرية لايمكن إظهارها الا بتلك التكنولوجيا والبرامج المخصصة لذلك مثل "ريال تايم" بشكل لحظي، ودلالة على ذلك وجود شركات بالتعاون مع جوجل تابعة لـ"السي آي إيه" تقوم بمعرفه كيفية تسريب الوثائق السرية غير المعروفة.

 

ويوضح "الجندي" أن هناك خطرًا رهيبًا على الجهات الأمنية بشكل عام، وعلى ضباط وأفراد تلك الجهات بشكل خاص، وذلك لامتلاك كل فرد من تلك الجهات جهاز محمول زكي، ووجود أولائك الأفراد على اتصال دائم بشبكة الإنترنت وبمواقع التواصل الاجتماعي ما يتيح لتلك المنظمات الإرهابية معرفه أماكن تواجد تلي سمارت فون.

 

ومن ناحيته قال الخبير الأمني فؤاد علام، رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، إن خطر الإرهاب الإلكتروني في محاولة خلق حالة من الإرهاب تزامنآ مع افتتاح قناة السويس الجديدة، أمر بديهي ومتوقع، مؤكدًا أن ذلك النوع من الإرهاب هو من أخطر أنواع الإرهاب تواجدًا على الساحة، ليس ذلك فقط ولكنه يحتاج إلى تجهيز معلوماتي وتقني بتكنولوجيا عالية وآمنين ذو كفاءة عالية ومدربين عليه حتى يقوموا بتوقع ضربات العدو الاستباقية في هذا المجال.

 

وتابع الخبير الأمني - للفجر - أن الحرب الإلكترونية على الإرهاب لا تقل خطرًا عن الحرب المتواجدة على الأرض الآن بين الإرهاب من ناحية والجيش والأمن الوطني من ناحية أخرى، فهناك عمليات مواجهة البؤر المتطرفة الإلكتروني أيضآ والتي يجب التعامل معها بكل حزم وقوة، مشيرًا إلى أهمية تضافر الجهود من قبل المؤسسات المختلفة لمواجهة خطر تنامي بذور التطرف التكنولوجي واستخدامه في ضرب مواقع استراتيجية وحيوية داخل البلاد.