عبدالرحمن سليم يكتب.. قفلوا "التحرير" يانقابة.. نددي!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


لم يعد المزاج مهيئًا لتطويع الكلمات، وتنظيمها جُملا تتشكل مقالا يدافع عن مظلومًا، أو ينهر ظالمًا، أو يردع فاسدًا، أو يحذر مسؤولاً، ففي ظل ما تُعانيه "صاحبة الجلالة" من نكبات متتالية، بدءًا من اغتيال شبابها مرورًا باعتقالهم وتلفيق التهم لهم، وصولاً لمهزلة "الأخرس" ورمضان، واستقرارًا لإغلاق جريدة التحرير، وغصة الحلق تزداد مرارتها في ظل مواقف متباينة من مجلس نقابة الصحفيين.

لست معنيًا بشن هجومًا على مجلس النقابة الحالي، فأغلب أعضاءه أصدقائي، لكن لا ضير من إلقاء الضوء على العديد من القضايا التي لم يُفصل فيها حتى الآن، مع كفالة حق الرد لمن يعنيه الأمر.

استهل مجلس النقابة الحالي دورته بزيارة أهالي الزميلة الشهيدة ميادة أشرف في ذكراها السنوية قبل ثلاثة أشهر، فاستوسمنا فيه خيرًا، فمن يعنيه الشق المعنوي لأهالي الشهداء حتمًا سيولي الأحياء اهتمامًا مماثلا، وحاول المجلس جاهدًا حل العديد من المشاكل التي واجهته، والتي كان أخرها قانون الإرهاب، والذي لم تستطع النقابة معه فعل شيء -حتى الآن- سوى تخفيف العقوبة من السجن إلى الغرامة بحد أدنى 200 ألف وحد أقصى 500 ألف جنيه مصري، يعني كده كده الصحفي هيتحبس لعدم توفير ذلك المبلغ المبالغ في أدناه فما بالنا بأقصاه.

أما فيما يخص أزمة "الأخرس" وأحمد رمضان، فلقد حاول مجلس نقابة الصحفيين مجاراة الرأي العام الصحفي في مصر، الذي بدا غاضبًا من فعلة "الأخرس" المُشينة، فأدانها وأصدر قرارًا بمنع دخولها مقر النقابة، وطالب "اليوم السابع" بإجراء تحقيق سريع حول الواقعة، فجاء رد "اليوم السابع" على النقابة، بضرورة حضور إثنان من ممثلي النقابة للتحقيق، واستحضار أدلة إدانة "الأخرس"، وحتى الآن لم تستجيب النقابة بحضور ممثليها وجلب أدلة الإدانة!. 

ولن أخوض في الحديث عن دور مجلس النقابة الحالي أو السابق في ملف الشهداء والمعتقلين، فحق الحسيني أبو ضيف وميادة أشرف وغيرهم من شهداء الصحفيين، مازال غيبًا، لا نعلم أين سيستقر، ناهيك عن ملف المعتقلين كالزميل المصور الصحفي شوكان والزميل محمد البطاوي وغيرهم.

أما عن قرار مجلس إدارة جريدة التحرير بوقف الإصدار الورقي لها، والإبقاء على الموقع الإخباري مع إضافة عدة مواقع أخرى له، فدور النقابة اقتصر على التنديد والرفض "كالعادة"، في موقف غريب، لن يمنع حدوث ذلك مستقبلا، فأين المجلس الأعلى للصحافة، هل اقتصر دوره على استصدار تصاريح إنشاء الصحف فقط؟.

حولتم الصحافة لـ"سبوبة" شيك لكل رجال الأعمال، كمن يرغب في إقامة مصنعًا أو فندقًا ليس إلا ليتمتع بسنوات معدودات من الإعفاء الضريبي، الوضع يزيد خطورة وسخافة وقلة قيمة، وإن كنتم لا تدركون ذلك فتلك مصيبة، وإن كنتم تدركون فالمصيبة أعظم، لا تنشغلوا بما أقول فلن يغير من الأمر شيء، سيقف إصدار جريدة التحرير، وسيتبعه كُثُر، وستنددون قدر استطاعتكم ولن تكتفوا.