تفاصيل خطة "قطر" للإستيلاء على تمثال "سخم كا" الفرعوني في ظل صمت اليونسكو

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


باحث أثرى: يجب منع التعاون مع المتاحف الخارجية ووقف البعثات الخاصة به 
 
فى الوقت الذى تبدى فيه قطر العداء إلى مصر، عن طريق التدخل فى شئونها الداخلية، ومساندة جماعة الإخوان ، ودعمها للإرهاب، تأتى معركة جديدة، لتعمق الخلاف، وتظهر مدى كراهية قطر لتاريخ وعظمة مصر، كونها دولة كبيرة ورائدة.

حيث أن المعركة من نوع جديد "إما أنا أو أنت" محتدمة منذ أشهر عبر القرون والقارات، وتنتهي، غداً الجمعة، بنصر لإحداهما يحقق لها امتلاك ما طوله 75 سنتيمترا، وممتد الجذور بالتاريخ 4 آلاف و400 عام، وهو تمثال فرعوني من الحجر الجيري الملون، إذا لم تجمع مصر 25 مليون دولار، أو 180 مليون جنيه مصري تبرعات، لتدفع ثمنه هذا الأسبوع، فسيضيع عليها لصالح دولة شهيرة بشهيتها الكبيرة لاقتناء التحف وما ندر، وهي قطر.

يسمون التمثال "سخم كا" بلغة الفراعنة، وهو اسم قد يعني "قوي الروح" كتعبير مجازي، علما أن "كا" معناها "الروح" بهيروغليفية مصر القديمة، على حد ما قال خبير مصري بالآثار الفرعونية مقيم في لندن منذ 45 عام، من خلال اتصال هاتفي لجريدة "العربية.نت"، وتحدث عن طريقة أفضل لإنفاق التبرعات، في حال جمعها، لحماية الآثار الحالية في مصر من التهريب.

" سخم كا "

حيث صرح أحمد عامر الباحث الآثري، أن تمثال "سخم كا" يُعتبر أحد التماثيل الشهيرة التي تنتمي إلي الحضارة الفرعونية، وهو يعود إلي ما يقرب من أربعة الآف وخمسمائة عام، ويرجع تاريخ التمثال إلي عهد الأسرة الخامسة من عهد الدولة القديمة، و يُمثل كاتباً أو مسئولاً في البلاط الملكي الفرعوني، وقد تم إستخراجة من الجبانه المنفية بالجيزة من منطقة أبو صير أو منطقة سقارة.

وأضاف " عامر" فى تصريح خاص لـ "الفجر"، أن " سخم كا " يمثل أحد أعمال فن النحت الفرعونى الرائعة، مشيراً إلى أن التمثال صُنع من الحجري الجيري الملون، وقد صمم الفنان "سخم كا" وهو جالساً علي  مقعد بدون مسند للظهر، كما يوجد  بجانب ساقه الأيمن تجلس إما إحدي زوجاته أو إحدي بناته، وقد سُجلت أسماء وألقاب "سخم كا" علي قاعدة التمثال.

" خروج التمثال "

وقد بلغ إرتفاع التمثال حوالي 75سم، ويُحتمل أن يكون خرج التمثال فيما بين عامي 1849م أو 1850م عندما إشتراه " سبنسرألوين" من أحد المصريين وقتها، وفي تلك الفترة كان لا يوجد قانوناً لحماية الآثار، هذا بالإضافة أننا ليس لدينا آية مستندات توضح لنا كيفية خروج التمثال من البلاد.

" اليونسكو "

وتابع "عامر"  أن مشكلة التمثال قائمة منذ يوليو 2014 عندما طُرح للبيع في مزاد صالة "كريستي" وقتها، وهذا لا يعفي الحكومة المصرية من المسئولية، لافتاً إلي بطئ تحرك وزارة الآثار لوقف عملية البيع وإتخاذ إجراءات للخروج من تلك الأزمة.

وأشار " عامر" إلى  خطورة هذا الأمر ترجع إلي أن  هناك متاحف عالمية بها آثار مصرية
 وتساءل " عامر" عن تكرار هذه المأساة مرة أخرى، مرة ثانية، مشدداً على أهمية تدخل منظمة "اليونسكو"،  وإصدار قانون يُجرم هذه الأعمال التي ممكن أن تُدمر التراث الحضاري.

" منع التعاون مع المتاحف "

وأكد " عامر" على أن الحضارة المصرية ليست للبيع، فليس معني أن التمثال تم بيعه يجعلنا نقف صامدين بل علي العكس لابد من إيجاد حلول وتطوير أنفسنا نحن.

 وطالب " عامر" أن يكون هناك موقف قوي ومشروع مثل التهديد بمنع التعاون مع المتحف، ووقف البعثات الخاصة به، مشيراً إلى أن كثير من المتاحف والبعثات تدفع أموالاً لإيقاف عمليات التحرك ولإسترداد الآثار من الخارج، مشدداً على أننا لن نقبل المساوامة علي آثارنا أو وضعها في مزادات علنية بغرض التجارة والتربح، علي أساس أنها سلعة تُباع وتشتري، فالحضارة المصرية وتراثها الثقافي وآثارها ملكاً لنا وللإنسانية، فالآثر ليس بقيمتة المادية بقدر قيمتة التاريخية والحضارية.