غضب سعودي من المخطط الأمريكي "داعش أولا"

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


تستعد المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر يجمع قوى المعارضة السورية في الرياض، وذلك لتوحيد صفوفها حول رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية التي يفترض أن تؤدي إلى رحيل الأسد مثلما نص على ذلك اتفاق جنيف1، لتقطع الطريق على مبادرة “داعش أولا” التي يروج لها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وتحقق رغبة النظام في دمشق.

ووفقا للعرب اللندنية، تضغط الرياض من أجل ألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في المرحلة المقبلة، وتخطط بذلك لإفقاد طهران إحدى أهم أوراق نفوذها في المنطقة.

ونشطت الدبلوماسية السعودية في سعيها للإقناع بهذه الرؤية، وخاصة المسؤولين الروس الذين بدأوا يرسلون إشارات واضحة عن استعدادهم لتغيير رهانهم على الأسد. وكرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند الأربعاء على أن لا مستقبل للأسد في أي حل سياسي مستقبلي لسوريا وأن رحيل الأسد بالنسبة لبلاده “عبر عملية سياسية أو عبر هزيمة عسكرية هو تحصيل حاصل” مضيفا أن الرئيس السوري “لا مستقبل له في سوريا”.
 
وقال الكاتب والخبير السياسي السعودي عبدالمجيد الجلاَّل للصحيفة، إن السعودية، هي الدولة الأكثر قدرة وإمكانية إقليميا ودوليا، لاستضافة مؤتمر للمعارضة، نتيجة لمواقفها الحاسمة، لمصلحة الثورة السورية، وعلاقاتها الجيدة مع معظم فصائل ومكونات المعارضة.
 
وأضاف “يفترض أن يعمل المؤتمر على تحقيق توافق، ولو في حده الأدنى، لجهة بناء خارطة طريق انتقالية، وفق مؤتمر جنيف1”، مشيرا إلى أن من شأن ذلك توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، وأميركا وروسيا خاصة، بأنَّ معظم فصائل المعارضة على خط واحد.
 
وتسعى السعودية إلى أن تؤكد أنها تمتلك مفاتيح الحل في سوريا، تماما مثلما هو الأمر في اليمن، وأن على الجميع مراعاة دورها في التعاطي مع الملفات الإقليمية.
 
وترفض الرياض أن تكون شريكا في تحالف دولي وإقليمي لمواجهة داعش يشترك فيه النظام السوري الحالي، رافضة معادلة دي ميستورا “داعش أولا”.
 
وأشار الجلاّل إلى أنَّ مبادرة دي ميستورا محاولة لتثبيت نظام الأسد، وإرضاء إيران، وإعطاء الأولوية لنظرية “داعش أولا” في تجاهل واضح بأنَّ النظام هو من استحضر وأوجد مختلف الفصائل الإرهابية.
 
وكشف هشام مروة، نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض، أن مؤتمر الرياض سيركز على الإجماع الوطني السوري من خلال وثائق مشتركة تجمع كل السوريين لبناء سوريا المستقبل.

واعتبر أن تأخر عقد المؤتمر إلى حد الآن ناتج عن رغبة المعارضة والسعودية معا في عقد مؤتمر مميز عما سبقه من مؤتمرات أو لا داعي لتكرار الماضي.
 
وكانت الهيئة السياسية للائتلاف حذرت من مبادرة دي ميستورا باعتبار أن مسار العمل المقترح عبرها “يستغرق وقتا طويلا، لا يمكن الموافقة على تمريره في ظل ما يقوم به نظام الاسد من سفك دماء وتدمير”، وأنه “سوف يستفيد من هذا الوقت٬ لتعويم نفسه وتعزيز مكاسبه على الأرض”.
 
ويؤكد مراقبون أن فرص نجاح السعودية في فرض حل سياسي يستثني الأسد أصبحت ممكنة في ظل تقارب عربي روسي كان أبرز علاماته زيارة ثلاثة قادة عرب إلى روسيا بمناسبة معرض ماكس 2015، وما حملته من مؤشرات على تعاون استراتيجي عربي روسي في المجالات الاقتصادية والعسكرية.
 
واستقبلت السلطات الروسية بحفاوة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وقبل ذلك زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
 
ونجحت الوعود الاستثمارية العربية في تعديل الموقف الروسي تجاه الأسد وخاصة الدور الإيراني في الملف السوري، ما جعل الإدارة الأميركية تسارع إلى التحرك لملاحقة هذه التداعيات بعد أن ظلت طيلة السنتين الماضيتين تقدم موقفا ضبابيا يخدم بقاء الأسد واستمرار الوضع كما هو.
 
ويبدأ المبعوث الأميركي الخاص الجديد لسوريا مايكل راتني زيارة إلى موسكو والرياض وجنيف في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإجراء مباحثات حول الملف السوري.
 
وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية إن راتني الذي عين مبعوثا جديدا إلى سوريا في 27 من يوليو الماضي سيسافر إلى العواصم الثلاث في الفترة من اليوم 28 من أغسطس إلى الثاني من سبتمبر.
 
وأضاف المسؤول قوله “سيجتمع المبعوث الخاص راتني اليوم مع مسؤولين روس كبار وغدا مع مسؤولين سعوديين كبار في الرياض لمواصلة المناقشات بشأن الجهود من أجل عملية انتقال سياسي حقيقي وإنهاء الأزمة المدمرة في سوريا”.
 
وقلل المراقبون من قيمة هذا التحرك في ظل تغييب إدارة الرئيس باراك أوباما للملف السوري وتجييره في خدمة التقارب الحاصل مع إيران، ووقف تنفيذ التعهدات التي قطعتها واشنطن على نفسها مرارا لدعم المعارضة السورية.
واعتبروا أن خطة دي مستورا “داعش أولا” هي مبادرة أميركية تهدف إلى اختزال الصراع في الحرب على داعش وتأجيل الحل السياسي.