كشف المستور عن سعى "أبو نضال" لتفجير طائرة إسرائيلية في "هيثرو" عام 1986

العدو الصهيوني

أرشيفية
أرشيفية


محاولة تفجير طائرة إسرائيلية في مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن عام 1986، أتت بعد أن اختطف الإسرائيليون طائرة خاصة كان على متنها عبدالله الأحمر وقيادات سورية، في طريق عودتها من ليبيا، وفق ما تحدث به لـ"العربية نت" السفير الفلسطيني الأسبق عاطف أبو بكر، الذي يكمل سرد روايته حول الحادثة قائلا إن تل أبيب كانت تعتقد أن أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د.جورج حبش على متن الطائرة، قبل أن تفرج عن المختطفين لاحقا، وهي العملية التي شعر السوريون بسببها بـ"الإهانة الكبيرة"، ما دفعهم لمحاولة "رد الاعتبار"، حيث قامت المخابرات الجوية بالتخطيط لعمل انتقامي.

حينها اقترح أمين عام منظمة "فتح – المجلس الثوري" صبري البنا (أبو نضال) القيام بعملية ضد طائرة تابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية، انطلاقا من مطار هيثرو، حيث اتفق على أن تتبنى جماعة أبو نضال المسؤولية عن العملية سواء نجحت أو فشلت.

السفير أبو بكر، يعتقد أن سبب فشل العملية، هو تبليغ نزار الهنداوي عنها، وكشفه لها، مشككا في وجود علاقة محتملة بين الهنداوي و"الموساد" الإسرائيلي، قائلا إن نزار شخص "متعدد الولاءات يعمل للسوريين وسواهم، وحتى لـ"العدو".. والده كان طباخا في السفارة الأردنية، واكتشف أنه عميل للموساد".

عملية هيثرو، لو قدر لها ونجحت، كان من الممكن أن تؤدي لعواقب وخيمة بين دمشق وتل أبيب، وقد تقود لاجتياح إسرائيلي للعاصمة السورية. وفي حديثه لبرنامج "الذاكرة السياسية"، كشف عاطف أبو بكر أنه سمع من أحد الأعضاء في "فتح – المجلس الثوري"، أن أبو نضال قال: "سنقوم بعمل من الممكن أن تؤدي ردة فعل الإسرائيليين تجاهه أن يصلوا إلى دمشق". متسائلا: لماذا يقترح أبو نضال على السوريين عملا خطرا كهذا؟ ولماذا يوافق على تبني العملية ثم يتراجع عن ذلك؟ مضيفا: أخبرني أحدهم أن أبو نضال أرسل شخصا إلى خارج الوطن العربي وطلب منه أن يتصل أثناء تنفيذ العملية إما بالبريطانيين أو الموساد للتبليغ عنها.

لم تكن الحياة الداخلية لجماعة أبو نضال سهلة، بل كانت في منتهى "العبودية"، على حد وصف أبو بكر، مبينا أن الجار كان ممنوعا أن يزور جاره.

كان يرسل للعائلات مفتشين للكشف عما هو موجود في الثلاجة وما هو موجود في "التواليت" أيضا. كما أنه ممنوع على المرأة أن تذهب إلى "الكوافير" أو أن تقود السيارة باستثناء اثنتين، وهما زوجة أبو نضال وزوجة أبو بكر، مفسرا هذا السلوك بوجود "عقدة تجاه المرأة لدى أبو نضال نتيجة حياته في الصغر".

هذه الحياة الصارمة وصلت إلى حد قتل أعضاء المجموعة، مثل تصفية نائبه أبو نزار، وقتل الحاج أبو موسى عضو الجنة المركزية، وتاليا قتل زوجة أبو موسى في لبنان واتهمها بالسحاق، و"هذا دليل على عدم أخلاقه في الخصام".

أما في لبنان، فإن عدد من قتلهم أبو نضال، يتراوحون بين 800 و1000 شخص، حيث كان لدى أبو نضال مجموعة من السجون والأقبية وجهاز بوليسي مختص لمثل هذه المهام.

هذا التوجه نحو عمليات القتل والاغتيال، دفع المرجع اللبناني السيد محمد حسين فضل الله إلى وصف جماعة أبو نضال بأنهم "تنظيم أمني" وليس تنظيما سياسيا، بحسب ما تحدث به فضل الله إلى الشاعر العراقي مظفر النواب، الذي روى القصة إلى عاطف أبو بكر، والذي كانت تربطه به صداقة، كاشفا عن توسط مظفر النواب بينه وبين أبو نضال، بعد أن وصلت العلاقة بين الطرفين إلى ذروة اختلافها.

يشار إلى أن برنامج "الذاكرة السياسية" يقدمه الزميل طاهر بركة، ويبث على شاشة "العربية" كل جمعة.