في ذكرى وفاته.. معلومات ﻻ تعرفها عن الرئيس "محمد نجيب"

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تحل ذكرى وفاة اللواء محمد نجيب الرئيس الأول لجمهورية مصر العربية، بعد إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، في مثل هذا اليوم ٢٨ أغسطس ١٩٨٤ بمستشفى المعادي العسكري، عن عمر يناهز 82 عام.

كان الرئيس محمد نجيب، مثالاً للشرف والديمقراطية، وفي رصد أهم ملامح ومحطات حياة الراحل "محمد نجيب"، يتضح الأتي :-

_ المحطة الأولى.. النشاة بين مصر والسودان

ولد محمد نجيب يوسف قطب القشلان "رئيس مصر الأول" فى الخرطوم بالسودان فى ٧ يوليو ١٩٠٢، لاب مصري وأم سودانية، ثم انتقلا للقاهرة في محافظة الغربية، وكانت عائلته بسيطة حيث بدأ والده حياته مزاراعاً في قرية النحارية مركز كفر الزيات بالغربية، ثم التحق بالمدرسة الحربية.

تلقى نجيب تعليمه بالكتاب، واتم تعليمه الابتدائي بين مصر والسودان ثم التحق بكلية جوردون عام ١٩١٣ والتحق بعدها بالكلية الحربية فى مصر فى ١٩١٧، وبعد التخرج سافر للسودان فى فبراير ١٩١٨ والتحق بالكتيبة المصرية التى كان يعمل بها والده ثم انتقل للقاهرة عام ١٩٢١.

_ المحطة الثانية.. التدرج الوظيفي

دخل محمد نجيب مدرسة البوليس وعندما تخرج خدم فى أقسام عابدين ومصر القديمة وبولاق وحلوان ثم انتقل إلى الحرس الملكى فى أبريل ١٩٢٣، كما التحق بكلية الحقوق وترقى إلى رتبة اليوزباشى " نقيب" فى ديسمبر ١٩٣١ وظل يترقى حتى صار أميرالاى "عميد" عام ١٩٤٨. 

شارك نجيب فى حرب فلسطين عام ١٩٤٨ وجرح ٣ مرات وعقب عودته من فلسطين عين قائدا لمدرسة الضباط العظام مرة أخرى عام ١٩٤٩، وعين فى العام نفسه مديرا لسلاح الحدود.

 ثم رقى إلى رتبة اللواء فى ديسمبر ١٩٥٠، ثم مديراً لسلاح المشاة، ثم انتخب رئيسا لمجلس إدارة نادى الضباط فى ١ يناير ١٩٥٢ بأغلبية الأصوات وأمر الملك فاروق بحل المجلس. 

ثم اختاره الضباط الأحرار قائدا لثورة ٢٣ يوليو وشكل أول وزارة بعد استقالة على ماهر باشا عام ١٩٥٢، وتولى رئاسة الجمهورية عام ١٩٥٣، إلى أن أقيل من جميع مناصبه فى ١٤ نوفمبر ١٩٥٤، ثم قدم استقالته فى فبراير ١٩٥٤ وأصدر مجلس القيادة بيانا بإقالته.

ثم أصدر مجلس القيادة بيانا فى ٢٧ فبراير ١٩٥٤ أعلن فيه عودته رئيسا للجمهورية إلى أن وقعت أزمة "مارس" التى انتهت لصالح الضباط وإعفائه من منصبه وحددت إقامته لأكثر من ٢٥ عاما فى فيلا زينب الوكيل "زوجة النحاس باشا" بالمرج إلى أن أطلق السادات سراحه عام ١٩٧٤.

_ المحطة الثالثة.. رئاسة الجمهورية

لم يستمر محمد نجيب بتلك المحطة سوى مدى قليلة جدا، حيث انه تولى رئاسة الجمهورية عام ١٩٥٣، إلى أن أقيل من جميع مناصبه فى ١٤ نوفمبر ١٩٥٤.

_ المحطة الرابعة.. الخلاف مع مجلس قيادة الثورة

تسببت تلك المحطة في القضاء على حياة محمد نجيب، حيث انتهت تلك المرحلة من الخلاف بينه وبين مجلس قيادة الثورة بتحديد اقامته واخفاءه من الساحه السياسية وضياع معلومات عنه من كتب التاريخ.

وقد كانت بداية الخلاف عند إعلان عبد الناصر عن رغبته في تعيين صديقه عبد الحكيم عامر قائد عام للقوات المسلحة، وكان هذا القرار يتعترض مع قواعد الجيش حيث سيتم ترقيته مباشرة من رتبة صاغ إلى رتبة لواء متخطياً العديد من الرتب ويتعدى على نظام الأقدمية المتبع في الجيش، ورفض محمد نجيب هذا الأمر، وظل يقاوم لأكثر من 3 أسابيع حتى رضخ في النهاية أمام قرار المجلس وأصدر قراراه بتعيين عامر.

وكان الخلاف على تعيين عبد الحكيم عامر نقطة تحول بالنسبة لنجيب حيث وجد أن مقاليد السلطة بدأت تتجمع في يد بعض الشخصيات وأصبحت تتمتع بنفوذ وقوة كبيرة، مما جعله يفكر في إرساء الحياة المدنية مرة أخرى وإنهاء سيطرة الجيش على الحكم، لذا تسبب ذلك في إقصاءه من التاريخ والسلطة.

_ المحطة الخامسة.. والإقصاء من الحياة والتاريخ

بعد خلافه مع مجلس قيادة الثورة وإعفاءه من الرئاسة تم تحديد إقامته ومعاملته معاملة سيئة لا تليق بكونه كان أحد رؤساء مصر، وظل طوال ثلاثون عاماً إقامته محددة إلى أن اطلق سراحه أنور السادات، وقد تم خلال تلك الفترة إقصاء محمد نجيب وجميع أخباره حتى أنه ذات مرة سمع خبر وفاته في الراديو وهو على قيد الحياة.

_ المحطة السادسة.. الرجوع والوفاة

وبعد ثلاثون عاماً من تحديد إقامته أطلق السادات سراحه عام ١٩٧٤، وفى أبريل ١٩٨٣ أمر الرئيس مبارك بتخصيص مسكن لمحمد نجيب بمنطقة قصر القبة إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم ٢٨ أغسطس ١٩٨٤ بمستشفى المعادى العسكرى وشيع جثمانه فى جنازة عسكرية مهيبة تقدمها الرئيس مبارك.

_ وصايا محمد نجيب التي لم تتحقق

* الوصية الأولى

جاءت وصيته وأمنيته الأولى التي تسببت في إقالته من منصب رئاسة الجمهورية هي عودة الجيش إلى ثكناته وتسليم حكم مصر إلى رئيس مدني.

* الوصية الثانية

كانت وصيته الأولى المعلنة هي  رغبة محمد نجيب في أن يدفن في السودان بجانب أبيه، إلا أنه دفن في مصر بمقابر شهداء القوات المسلحة.