فى ذكرى إعدام سيد قطب.. "حلمى النمنم" يكشف بالوثائق جرائم "حسن البنا والإخوان"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل اليوم التاسع والعشرين من أغسطس الذكرى التاسعة والأربعين لتنفيذ حكم إعدام الإخوانى التكفيرى سيد قطب، الذى صدر الحكم عليه فى 21 من نفس الشهر عام 1966، بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، واغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالتواطؤ مع الأمريكان والصهاينة.
 
وفى محاولة للوقوف على تفاصيل جرائم قطب وقبله حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، ولماذا استهدفوا عبد الناصر، وغيره من الزعماء، رغم علاقة الصداقة التى جمعت بين ناصر وقطب لفترة طويلة، موثقة بمقالات قطب التى نشرت وقتها، حاورنا الكاتب الصحفى والمؤرخ السياسى حلمى النمنم، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية.
 
الذى قال عن الدار التى يترأسها أولا على مستوى الوثائق، لدينا كل الوثائق المصرية، وأقدم وثيقة تعود للعصر الفاطمى، وأحدث وثيقة  تعود لعامين تقريبا.
 
وأضاف النمنم لدينا وثائق لا أحد يتخيلها، ليس فقط الوثائق السياسية ولكن الوثائق الإجتماعية والإنسانية، التى لها أهمية بالغة فى دراسة التاريخ الإنسانى،  ولدينا مجموعة من أقدم وأهم المخططوطات على مستوى العالم، سواء العربية أو الفارسية أو التركية، و الأهم من ذلك لدينا المكتبات الخاصة، التى أهديت من بعض الشخصيات العامة، وفيها نوادر الكتب بالإضافة إلى الدوريات.
 
أما عن جماعة الإخوان فقال النمنم المعروف عنها أنها جماعة سرية، وحتى حين كانت غير سرية فى زمن الملك فاروق، كان هناك جزء من أداءها سرى، وهو التنظيم السرى، الذى أنشأه حسن البنا، وبالتالى فقد قلقلوا  بشدة من المكتبات الخاصة ومن الدوريات، لأنه من أراد أن يدرس تاريخ هذه الجماعة فعليه أن يأتى إلى دار الوثائق.
 
وروى المؤرخ والمفكر السياسى تجربته مع الجماعة قائلا: أنا شخصيا حينما كنت أعد كتابى عن حسن البنا، بعنوان " حسن البنا الذى لا يعرفه أحد"، أقمت فى هذه الدار لشهور كباحث، حتى إستطعت أن أجمع بالوثائق الحقيقة التى حاولوا إخفاءها عن حسن البنا،  الذى صنعوا منه أسطورة الإمام الشهيد، وأيضا حينما كنت أكتب كتابى عن سيد قطب، بعنوان" سيد قطب وثورة يوليو".
 
لافتا إلى أنه بعد إعدام قطب ظلت ملفاته مغلقة لسنوات، ولم يجرؤ أحد على فتحها، حتى كشف النمنم بالوثائق عن تحولاته وإنقلابه على الثورة التى كان يتملقها، من خلال كتابين هما" سيد قطب وثورة يوليو"، و" تحولات سيد قطب".
 
وعن مؤامرات الإخوان على الدولة المصرية، وعمالتها للصهيونية منذ تأسيسها، قال الكاتب والمؤرخ السياسى إن المخابرات الإنجليزية أنشأت جماعة الإخوان لضرب فكرة الوطنية المصرية، التى بدأت تترسخ مع ثورة 1919 للمطالبة بإستقلال مصر، لكن المشروع البريطانى فى المنطقة آنذاك كان يقوم على إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، الذى صدر به وعد "بلفور"، وكان لتمرير المشروع الصهيونى القائم على إقامة دولة دينية لليهود، لابد من إقامة دويلات دينية للمسلمين، موضحا أنه لذلك عام 1947الأمم المتحدة أصدرت قرارين للتقسيم، قرار لتقسيم الهند، إلى الهند وباكستان.
 
بحيث تكون باكستان دولة للمسلمين فقط،   وقرار آخر بأن تكون إسرائيل دولة لليهود فى فلسطين؛ حتى لو إعترض المسلمين، يقولوا لهم" لقد أقمنا لكم دولة فى باكستان"؛ ولهذا السبب لم يكن غريبا أن باكستان هى أول دولة سمح لها بإمتلاك السلاح النووى بعد إسرائيل، ولذلك كتبت منذ عام 2011، أن إيران سوف تصنع القنبلة النووية، حتى يصبح فى المنطقة هناك 3 دول دينية ولديها النووى.
 
وأكد النمنم أنه لتمرير المشروع الصهيونى، كان لابد من مشروع مشابه، هو المشروع الإخوانى، ولذلك فالإخوان هم "صهاينة الإسلام"، بدليل أنهم يتحدثون عن دولة الخلافة، التى لا حدود لها، وإسرائيل أيضا دولة مفتوحة ليس لها حدود، وحسن البنا يقول دولة الخلافة توجد حيثما وجد أى مسلم فى أى مكان من العالم، وإسرائيل تقول أن دولتهم توجد حيث يوجد أى يهودى فى العالم، وفى دولة الخلافة أى شخص مسلم من حقه يدخل الدولة ويحمل جنسيتها، وفى إسرائيل أى يهودى من حقه أن يهاجر إلى إسرائيل ويحصل على جنسيتها، ومن هنا شدد على إن أوجه الشبه بين المشروع الصهيونى والمشروع الإخوانى كبيرة جدا، إلى حد التطابق.
 
وعن التاريخ الدموى للجماعة وعمالتها لإسرائيل قال رئيس دار الكتب والوثائق لم يكن غريبا أن يتعاون حسن البنا مع الجماعات الصهيونية فى فلسطين، موضحا أن أحمد ماهر رئيس وزراء مصر، إغتاله الإخوانى محمود العسيرى سنة1945، بأمر مباشر من حسن البنا بعد عشرين يوم من إعدام قلتة اللورد "مونييه" الصهاينة، وكان ماهر قد صرح للسفير البريطانى إنه سينفذ حكم الإعدام يوم 5 فبراير، ويوم 25 فبراير كان مقتولا، بعد تنفيذ الحكم بعشرين يوم.
 
والنقراشى باشا اغتيل سنة 1948، وقبلها بعام كان قد ذهب للأمم المتحدة ليطالب بإستقلال مصر، وخرج حسن البنا على رأس مظاهرة تهتف بإسم النقراشى، وما جد بينهما من 47 إلى 48 هو أنه إتخذ قرارا بالحرب على إسرائيل.
 
وأخيرا قال النمنم أى مواطن مصرى إتخذ موقف حقيقى معادى لإسرائيل، الإخوان قتلوه، أو حاولوا قتله، من أحمد ماهر والنقراشى وصولا إلى عبد الناصر ثم السادات، وكرر مشددا "ما من مواطن مصرى أعلن عداءه لإسرائيل، إلا وقتلته الجماعة، أو حاولت قتله".