في ذكرى إعدامه.. "سيد قطب" الأكثر تأثيرًا في الحركات الإسلامية

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تحل اليوم الذكرى التاسعة والأربعين لتنفيذ حُكم الإعدام في إحدى أقطاب جماعة الإخوان المسلمين، وهو "سيد قطب" الذي يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي.

مر سيد قطب بمراحل عديدة في حياته من حيث الطفولة ثم تعلم الأدب في مدرسة العقاد، ثم ضياع فكري ثم توجه للأدب الإسلامي، حتى أصبح رائد الفكر الحركي الإسلامي.

محطات حياة "سيد قطب" إلى أن تم إعدامه

_ المحطة الأولى.. النشأة

ولد سيد قطب في قرية موشا وهي إحدى قرى محافظة أسيوط، هو الابن الأول لأمه بعد أخت تكبره بثلاث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل، وكانت أمه تريد منه أن يكون متعلمًا مثل أخواله كما كان أبوه عضوًا في لجنة الحزب الوطني وعميدًا لعائلته التي كانت ظاهرة الامتياز في القرية، يضاف إلى ذلك أنه كان دَيِّنًا في سلوكه.

تلقى بقرية موشا تعليمه الأول، وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبد العزيز بالقاهرة ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرّج عام ١٩٣٣.

_ المحطة الثانية.. التدرج الوظيفي

عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين وعاد عام 1950 م، ثم انضم إلى حزب الوفد المصري لسنوات وتركه على أثر خلاف في عام 1942 م وفي عام 1950 م انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وخاض معهم محنتهم التي بدأت منذ عام 1954 إلى عام 1966 وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه وأعدم عام1966.

_ المحطة الثالثة.. المرأة في حياة سيد قطب

وكما كان لسيد قطب أفكاره الإسلامية ومعتقداته الخاصة إلا أن المرأة والقلب خلقا لنفسهم شِقاً من حياته، فقد كانت السمة التي يمتاز بها سيد قطب هي الحس المرهف، ففي البداية احبّ فتاة وسافر للدراسة ورجع وجدها متزوجة وعانى في نسيانها كثيراً  ثم اضطر للانسحاب ثم أحب فتاة غيرها وتبين له أنها تحب غيره وظل خاطباً لها سنوات عديدة ظل يتعذب بها حتى صارت نتاجاً أدبياً رفيعاً من أشهره قصيدة الكأس المسموم ورواية الأشواك ثم اضطر بعد ذلك لفسخ الخطبة.

وظل يعاني سنيناً وقد صرفه ذلك عن الحب سنوات عديدة ثم توجه بعد ذلك من العمل الأدبي البحت إلى الأدبيات الإسلامية ثم انضم لجماعة الإخوان واستغرق العمل الحركي كل وقته وقبل أن يعتقل أحب فتاة ملتزمة وأقدم على خطبتها لكنه قبل ذلك اعتقل وألقي في السجن ليقضي به سنوات من عمره ثم خرج بعفو صحي وكان عمره قارب التاسعة والخمسين وقد فكر بالزواج ووجد بغيته وأوشك على خطبتها لكن حبل المشنقة سبقه إلى ذلك.

_ المحطة الرابعة.. علاقة قطب وعبد الناصر

كانت علاقة سيد قطب وجمال عبد الناصر بين التقارب والتباعد فقد حاول جمال عبد الناصر أن يحتوي سيد قطب قبل انضمامه للإخوان عندما انشق هو عنهم وأسس هيئة التحرير فأقامت الهيئة لسيد قطب احتفالاً كبيراً وعندما قام سيد متحدثاً قال أنه متهيء للسجن ولما هو أكثر من السجن فقام جمال وعاهده على الدفاع عنه، وعرض عليه استلام وزارة المعارف فرفض سيد هذا العرض وأعلن انشقاقه عن هيئة التحرير.

ثم انضم سيد قطب إلى صفوف الإخوان، و بعد انضمامه بفترة وجيزة ألقي بالسجن مرات عديدة، ومن بين المرات التي اعتقل على إثرها هي محاولة اغتيال عبد الناصر.

_ المحطة الخامسة.. الإعتقال الأخير والإعدام

لم يكن الاعتقال أمراً غريباً أو مستحدثاً في حياة سيد قطب، ولكن المرة الأخيرة التي اعتقل فيها قطب أدت لإعدامه، ففي يوم 30 يوليو 1965م ألقت الشرطة المصرية القبض على شقيق سيد محمد قطب وقام سيد بإرسال رسالة احتجاج للمباحث العامة في تاريخ 9 أغسطس 1965.

وقد أدت تلك الرسالة إلى إلقاء القبض على سيد والكثير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحُكم عليه بالإعدام مع 6 آخرين وتم تنفيذ الحكم في فجر الاثنين 13 جمادى الآخرة 29 أغسطس 1966.