في ذكرى وفاته.. "نجيب محفوظ" الأديب الذي فاز بجائزة "نوبل" من أجل الإبداع

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل الذكرى التاسعة على رحيل الأديب العالمي "نجيب محفوظ" أحد أقطاب الأدب في مصر والوطن العربي، اليوم الأحد، حيث توفي 30 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 94 عام، وترك أعماﻻ أدبية تحول العديد منها إلى أعمال درامية وسينمائية حصلت على الكثير من الجوائز، منها :"حديث الصباح والمساء، بين السرايات، زقاق المدق"، وغيرها من الأعمال التي كانت تعبر عن الحياة الإجتماعية و السياسية في مصر. 

وفي الذكرى التاسعة لرحيله قمنا برصد أهم المراحل التي مرّ بها "نجيب محفوظ" من بداية حياته وحتى الوفاة.

_ المرحلة الأولى.. النشأة

وُلد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، في ١١ ديسمبر، ١٩١١، بمنطقة حي الجمالية في القاهرة، وتربّى وسط أسرة بسيطة فوالده كان موظفاً بسيطاً، وكان نجيب أصغر إخوته، وكان مدللاً وعُمِل على إنه الطفل الوحيد ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سناً إليه كان عشر سنوات.

ولقد أسماه والده إسماً مركباً "نجيب محفوظ" على إسم الدكتور الذي قام بولادته.

_ المرحلة الثانية.. الدراسة والتدرج الوظيفي

التحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، وقام بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.

و انضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف عام 1945، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954، وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية.

وفي عام 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وكان أخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما عام 1971، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.

_ المرحلة الثالثة.. المسيرة الأدبية لنجيب محفوظ

بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة، وفي عام  1939، نشر روايته الأولى "عبث الأقدار" التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية.

ثم نشر "كفاح طيبة ورادوبيس" منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة، وبدءاً من 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية "القاهرة الجديدة"، ثم "خان الخليلي" و"زقاق المدق".

جرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية "السراب"، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع "بداية ونهاية" و "ثلاثية القاهرة" ، فيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته "الشحاذ" ، و"أولاد حارتنا" التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سبباً في التحريض على محاولة اغتياله.

كما اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا كما في روايته "الحرافيش، ليالي ألف ليلة" وكتابة البوح الصوفي والأحلام كما في عمليه "أصداء السيرة الذاتية، أحلام فترة النقاهة" واللذان اتسما بالتكثيف الشعري وتفجير اللغة والعالم.

* أعماله

" همس الجنون نشرت 1938، عبس الأقدار 1939، رادوبيس 1939،  كفاح طيبة 1943، القاهرة الجديدة 1944، خان الخليلى 1945، زقاق المدق 1946، السراب 1947، بداية ونهاية 1948، قصر الشوق 1956، السكرية 1957، أولاد حارتنا، اللص والكلاب 1963، السمان والخريف 1964،  دنيا الله 1965، الطريق1965، بيت سئ السمعة 1966،  الشحاذ 1967، ثرثرة فوق النيل 1968، ميرامار كتب قبل حرب يونيو1967م مباشرة،  خمارة القط الأسود، حكاية بلا بداية ولا نهاية 1971، شهر العسل، المرايا 1972، الحب تحت المطر 1973،  الجريمه 1975،  الكرنك 1974، حكايات حارتنا 1975،  قلب النيل 1975، حضره المحترم 1975،  ملحمة الحرافيش 1977، الحب فوق هضبة الهرم 1979، الشيطان يعظ 1979،عصر الحب 1980،  أفراح القبة 1981، ليالى ألف ليله 1982، رأيت فيما يرى النائم 1982م، الباقى من الزمن ساعة 1984، العائش فى الحقيقة 1985،  يوم مقتل الزعيم م1985، حديث الصباح والمساء 1987،  صباح الورد 1987،  قشتمر 1988، الفجر الكاذب 1988، أصداء السيرة الذاتية 1996م، وأحلام فترة النقاهة هى أخر اعمالة".

 

وقد تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية منها: "اللغة  الإنجليزية، والفرنسية،  والألمانية، والإيطالية،والروسية والصربية،والكرواتية".


 * جوائز نجيب محفوظ

حصل نجيب محفوظ على العديد من الجوائز والأوسمـة، جائزة قوت القلوب فى الرواية، وجائزة وزارة التربية والتعليم، وجائزة مجمع اللغة العربية عن قصة " خان الخليلى" ، وجائزة الدولة التقديرية فى الأدآب عام 1968، ووسام الجمهورية من الدرجة الاولى عام 1972، ثم قلادة النيل عام 1988 وهى أرفع الأوسمة المصرية، ثم جائزة نوبل فى الأدآب فى نوفمبر عام1988 عن رواية أولاد حـارتنا، ولذلك أشتهر بأديب نوبل،وهذه الروايـة كانت وراء قيام الإخوان المسلمين بمحاولة اغتياله الشهيرة.

_ المرحلة الرابعة.. الزواج السري

تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها.

في تلك الفترة كان دخله قد ازداد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة، ولم يُعرف عن زواجه إلا صدفة بعد عشر سنواتٍ من حدوثه عندما تشاجرت إحدى ابنتيه أم كلثوم وفاطمة مع زميلة لها في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.

_ المرحلة الخامسة.. علاقته بجماعة الإخوان المسلمين

وتعد تلك المرحلة من أغرب المراحل التي مرّ بها الأديب نجيب محفوظ في حياته، حيث ان الأدب الذي قام بشهرته هو الذي تسبب في محاولات البعض من اعضاء جماعة الإخوان المسلمين لإغتياله.

بدأت القصة في 21 سبتمبر 1950 حين بدأ نشر رواية "أولاد حارتنا" مسلسلةً في جريدة الأهرام، ثم توقف النشر في 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية على "تطاوله على الذات الإلهية".

لم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، وفي أكتوبر عام 1995طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايه اولاد حارتنا.

وبعد  ثمان سنوات ظهرت الرواية كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية التي طبعتها في بيروت عام 1967، ثم أُعيد نشرها في مصر عام 2006 بدار الشروق.

وبعد النشر قام اعضاء التنظيم الإخواني بمحاولات اغتياله، ولكن فشلت محاولاتهم وتم القبض عليهم وأُعدِما.

_ المرحلة السادسة.. الوفاة

وبعد صراع بينه بين المرض دام لمدة عشرين يوماً توفي الأديب "نجيب محفوظ" إثر قرحة نازفة في مثل هذا اليوم 30 أغسطس 2006، بمستشفى الشرطة بحي العجوزة بالجيزة، حيث أنه كان يعاني من مشاكل صحية في الرئة والكليتين، كما أنه قبل وفاته بشهر أُصيب بجرح غائر في الرأس بسبب سقوطه في الشارع.