أسباب زيارة "السيسي" الأولى إلى سنغافورة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، زيارته الأولى إلى سنغافورة، حيث يؤكد الخبراء أن هذه الزيارة تعد إقتصادية بإمتياز، وتأتى فى توقيت يرتبط بسنغافورة تحديدا، عقب إفتتاح قناة السويس الجديدة، وبدء العمل فى محور تنمية القناة، و منطقة شرق بورسعيد، فى إطار إتجاه مصر لأن تتحول إلى مركز لوجيستى عالمي، على غرار سنغافورة وغيرها.

فى البداية قال الدكتور عمرو صالح أستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولى سابقا، إن اقتصاد سنغافورة تطور بشكل سريع، حيث أتبعت الدولة أسلوب القفز، الذى تحدث عنه المشير السيسى وقتما كان مرشحا رئاسيا، وقال "إننا بحاجة لأن نقفز؛ لأننا متأخرين جدا".

وأضاف مستشار البنك الدولى الأسبق إنه فى الستينات من القرن العشرين  كانت سنغافورة دولة تجارية فقط، إلا أنه منذ ذلك الوقت تطور الاقتصاد وأصبح أكثر تنوعًا وأصبحت سنغافورة مركزًا ماليًا وتجاريًا مهمًا، وملتقى لطرق المواصلات.

موضحا أنه بالرغم من ندرة الموارد الطبيعية بسنغافورة، إلا أنها اعتمدت على مواردها البشرية وطاقة شعبها، لافتا إلى  أن برنامجها الاقتصادى اهتم  بالصناعات ذات الكثافة العمالية المرتفعة للمساعدة على حل مشكلات البطالة التى سادت فى أوائل الستينات، وبعد نجاح هذا البرنامج، انتقلت سنغافورة إلى الصناعات ذات المهارة العالية.

وأشار صالح إلى أنه منذ الثمانينات من القرن العشرين، بدأت سنغافورة تركز على الصناعات ذات التقنية المتقدمة، حتى أصبحت مركزًا صناعيًا رئيسيًا لإنتاج الكيميائيات، والملابس، والنسيج، والمعدات الكهربائية والإلكترونية، والأدوات المنزلية، والمعدات الصناعية، والأجهزة العلمية والبصرية، ومنتجات المطاط والبلاستيك، كما تعد أيضًا مركزًا رئيسيًا للصناعات الغذائية، وتكرير النفط، وبناء وإصلاح السفن.


ومن هذه النقطة تحدث الدكتور حاتم الفرشاوى أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، موضحا أن سنغافورة متقدمة جدا فى مجال الموانئ، واللوجيستيات، وكذلك التعامل مع المياة بشكل عام، ليس فقط فى الملاحة والنقل البحرى وموانئ التجارة العالمية، ولكن فيما يتعلق بتحلية مياة البحر والاستفادة من مياة الصرف الصحى، لافتا إلى أن مصر تحتاج للاستفادة من تلك التقنيات، لحل مشاكل مياة النيل، وتنويع مصادر المياة كما نوعنا مصادر السلاح ومصادر الطاقة، لكى لا نعتمد على نهر النيل فقط.

و أضاف أستاذ الاقتصاد أن مصر هى ثالث أكبر سوق استثمار لسنغافورة فى الشرق الأوسط،  موضحا أنه هناك عروض لشركة سنغافورية لإقامة مجمع صناعى فى شرق بورسعيد،  كما توجد اتفاقيات بين البلدين على قيام شركة "نول" السنغافورية للنقل والشحن، والتى تعد خامس أكبر شركة شحن فى العالم، ولها مكتب بميناء العين السخنة على دراسة مشروع تنمية ميناء سفاجا.

وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن الرئيس السيسى مهتم أيضا بالتعليم الفنى والجانب التقنى والتكنولوجى، موضحا أن سنغافورة تسبق الولايات المتحدة من حيث مستوى التعليم لديها، خاصة فى المجال التكنولوجى والصناعي. 

وأضاف أن مجال التعاون الثنائى فى المجال التقنى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أهم المجالات الواعدة، والتى تبشر بقيام تعاون مثمر بين البلدين فى مجالات تكنولوجيا المعلومات، ونظم الاتصالات والجمارك وتنمية الموانئ، مؤكدا على أن سنغافورة هى رابع أهم مركز مالى فى العالم.