خبراء: زيارة السيسى لـ"سنغافورة" جاءت فى الوقت المناسب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الاثنين زيارته إلى سنغافورة، فى زيارة هى الأولى لرئيس مصرى إلى تلك الدولة الآسيوية، وفى محاولة لرصد نتائج الزيارة واهميتها  ناقشنا بعض الخبراء.
 
فى البداية قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن زيارات السيسى إلى سنغافورة وبعدها الصين وأندونيسيا، بعد زيارته الناجحة إلى روسيا تأتى استكمالا لاستراتيجية الرئيس السيسى فى بناء سياسات خارجية لمصر، تعتمد على مبدأ التعددية، وليس التبعية الواحدية.
 
لافتا إلى أن السيسى منذ أن كان وزيرا للدفاع يسعى إلى أن يكسر الطوق الأمريكى والأوروبى، وينتقل من سياسة الحليف الواحد، إلى فلسفة التنوع والتوازن.
 
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن السيسى استطاع بالفعل أن ينوع مصادر السلاح، ومصادر الطاقة من الغاز المسال الروسى والجزائرى إلى الطاقة النووية والربط الكهربائى والرياح وغيرها، لافتا إلى سياسة التنوع والتعددية تحتاج إلى فنيات دبلوماسية عالية يجيدها السيسى، كزعيم له "كاريزما" وشعبية محلية وإقليمية ودولية.
 
وأضاف عودة إن سنغافورة واندونيسيا هما من النماذج الصناعية الجديدة، مشددا على أن مصر لا تحاكى أى نموذج، وإنما تسعى للإستفادة من كل التجارب، لإنتاج النموذج المصرى الخاص بنا.
 
وأكد أستاذ السياسة الخارجية إن تلك الفلسفة تقوم على فكرة الاعتمادية المتبادلة، وليس الأخذ والتقليد فى إتجاه واحد، موضحا أن هذه الدول سوف تنتخب مصر لتحصل على المقعد الغيردائم فى مجلس الأمن، إذا وجدت أن مصالحها المتبادلة مع القاهرة، تصب فى هذا الاتجاه.
 
ومن جانبه قال الدكتور عمرو صالح أستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولى سابقا، إن زيارة الرئيس السيسى إلى سنغافورة  تمت بناءا على الدعوة الرسمية التى تلقاها من الرئيس السنغافورى، وكانت هى الأولى من نوعها.
 
وأضاف مستشار البنك الدولى الأسبق إنه فى الستينات من القرن العشرين  كانت سنغافورة دولة تجارية فقط، إلا أنه منذ ذلك الوقت تطور الاقتصاد بشكل سريع، حتى أصبحت تحتل المركز المالى الرابع على مستوى العالم، وأصبح اقتصادها أكثر تنوعًا، وحاليا تعد سنغافورة مركزًا ماليًا وتجاريًا مهمًا، وملتقى لطرق المواصلات.
 
موضحا أنه بالرغم من ندرة الموارد الطبيعية بسنغافورة، إلا أنها اعتمدت على مواردها البشرية وطاقة شعبها، لافتا إلى  أن برنامجها الاقتصادى اهتم  بالصناعات ذات الكثافة العمالية المرتفعة للمساعدة على حل مشكلات البطالة التى سادت فى أوائل الستينات، وبعد نجاح هذا البرنامج، انتقلت سنغافورة إلى الصناعات ذات المهارة العالية، وهو نموذج جدير بأن تستفيد منه مصر، كدولة تعانى من ارتفاع نسبة البطالة.
 
وأشار صالح إلى أنه منذ الثمانينات من القرن العشرين، بدأت سنغافورة تركز على الصناعات ذات التقنية المتقدمة، حتى أصبحت مركزًا صناعيًا رئيسيًا لإنتاج الكيميائيات، والملابس، والنسيج، والمعدات الكهربائية والإلكترونية، والأدوات المنزلية، والمعدات الصناعية، والأجهزة العلمية والبصرية، ومنتجات المطاط والبلاستيك، كما تعد أيضًا مركزًا رئيسيًا للصناعات الغذائية، وتكرير النفط، وبناء وإصلاح السفن.
 
موضحا أن زيارة السيسى جاءت فى وقتها، عقب افتتاح قناة السويس الجديدة، وبدء مشروع محور تنمية القناة، ومشروع شرق بورسعيد، مؤكدا على أن سنغافورة دولة متقدمة جدا فى مجال الموانئ، واللوجيستيات، وكذلك التعامل مع المياة بشكل عام، ليس فقط فى الملاحة والنقل البحرى وموانئ التجارة العالمية، ولكن فيما يتعلق بتحلية مياة البحر والاستفادة من مياة الصرف الصحى؛ ولهذا السبب بدأ السيسى زيارته للدولة بالذهاب إلى محطة كبرى لتحلية مياة البحر.

 لافتا إلى أن مصر تحتاج للاستفادة من تلك التقنيات، لحل مشاكل مياة النيل، وتنويع مصادر المياة كما نوعنا مصادر السلاح ومصادر الطاقة، لكى لا نعتمد على نهر النيل فقط.
 
وأضاف أستاذ الاقتصاد أن مصر هى ثالث أكبر سوق استثمار لسنغافورة فى الشرق الأوسط،  موضحا أنه هناك عروض لشركة سنغافورية لإقامة مجمع صناعى فى شرق بورسعيد،  كما توجد اتفاقيات بين البلدين على قيام شركة "نول" السنغافورية للنقل والشحن، والتى تعد خامس أكبر شركة شحن فى العالم، ولها مكتب بميناء العين السخنة على دراسة مشروع تنمية ميناء سفاجا.