خريطة انتخابات البرلمان القادم.. وأبرز الدوائر التى يراهن عليها "الإخوان والسلفيين"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أعلن المستشار أيمن عباس، رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، عن فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب، بدءا من اليوم الثلاثاء 1 سبتمبر ولمدة 12 يوما، وستجرى الانتخابات على مرحلتين فقط.

وفى السياق ذاته بدأ خبراء الانتخابات إعداد خرائط توقعات بالدوائر التى يخطط مرشحو التيارات المتأسلمة لاقتناص مقاعدها، أو على الأقل إسقاط المرشحين الوطنيين فيها، عن طريق تفتيت الأصوات.

ومن جانبنا رصدنا بعض هذه المحافظات، مع الوقوف على حقيقة أسباب تعاطف أو إحتياج جانب من سكانها للتصويت لصالح المتاجرين بالدين.

مطروح معقل السلفيين

تعد محافظة مطروح الحدودية من أهم معاقل التيار السلفى على مستوى الجمهورية، حيث حصل فيها مرشحو حزب النور على 122 ألف صوت فى انتخابات برلمان الإخوان 2012، وحصدوا 5 مقاعد من إجمالى 6 مقاعد للمحافظة.

ويرى المحللون أن السبب يعود إلى الفهم الخاطئ للدين، واعتناق بعض شباب القبائل للأفكار الصحراوية المتشددة، إلى جانب إشتغال البعض الآخر بتهريب السلاح والمخدرات والبشر إلى ليبيا، بالتعاون مع الجماعات المتطرفة، المسيطرة على المناطق الحدودية الشرقية لليبيا، والقريبة من حدود مصر الغربية.

البحيرة بسبب الفقر والنساء المعيلات

أما محافظة البحيرة والتى صوتت لصالح محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة 2012، واعتادت أن تمنح نسب ضخمة من الأصوات لنواب الإخوان السابقين وأبرزهم جمال حشمت فى دمنهور وأحمد أبوبركة فى كوم حمادة وغيرهما.

فيرجع الخبراء علاقتها بالمتأسلمين إلى وجود العديد من القرى والعزب والنجوع الأكثر فقرا، والتى يسكنها نسبة كبيرة من النساء المعيلات وكبار السن، وعانت من إهمال الدولة لعقود طويلة، ومن ثم يستغل المتأسلمين عوز هؤلاء، ليحصلوا منهم على بطاقات الرقم القومى، ويشحنوهم إلى صناديق الاقتراع بسيارات النصف نقل أو الميكروباص، ولا يعطوهم البطاقات إلا وهم داخلين إلى اللجان.

وبسبب إرتفاع نسبة الأمية والفقر يعتقد الناخب أنه إذا لم يصوت لصالح الشيخ المتأسلم، فلن يدخل الجنة، كما لن يحصل على المعونة الشهرية التى تمنحها له جمعياتهم، المنتشرة فى تلك المناطق.

الأسكندية تنقسم إلى 3 أجزاء

ومن الغريب أن يتواجد هؤلاء بقوة فى الأسكندرية، العاصمة الثانية لمصر، والتى يطلق عليها السلفيين أنها مدينة المليون سلفى، وفيها مقر الدعوة السلفية، التى يقودها ياسر برهامى، كما نجح فيها للإخوان العديد من النواب بنسب تصويت عالية، من بينهم صبحى صالح وحمدى حسن وآخرين.

ويقسم الخبراء عروس البحر المتوسط إلى 3 مناطق:

الأولى هى غرب الأسكندرية التى يغلب عليها الطابع القبلى البدوى، حيث برج العرب والعامرية والحمام، وهى مثل مطروح يميل معظم سكانها للفكر المتأسلم. 

 والثانية هى وسط الأسكندرية وهى منطقة تجارية يسيطر عليها رجال الأعمال والأثرياء، وتتحكم المصالح التجارية فى التصويت للمرشحين.

أما منطقة شرق الاسكندرية فهى خليط من الفلاحين والعربان، حيث يختلط فيها الطابع الريفى بالقبلى، ويسكنها المهاجرون من قرى ونجوع البحيرة، من المزارعين وذوى الأصول القبلية.

الدقهلية ملتقى الإخوان والسلفيين

فى محافظة الدقهلية مازالت تعيش عائلة خيرت الشاطر، ومن ثم أنشأ فيها مقر ما أسموه "الجبهة الشرعية للحقوق والإصلاح"، التى كان الشاطر يخطط لأن تجمع بين الإخوان والسلفيين، وتحل محل البرلمان، وضم إليها القيادى السلفى خالد سعيد، الذى أسس هو الآخر " الجبهة السلفية" فى مدينة المنصورة، والتى دعت لتظاهرات إعادة مرسى فى 28 نوفمبر 2014، وباءت بالفشل الذريع.

ويتوقع الخبراء أن يحصل المتأسلمون على نسبة ليست قليلة من أصوات الدقهلية، حيث كان لجماعة الإخوان فى كل محافظة مكتب إدارى واحد، بينما لها فى الدقهلية مكتبين، وفيها تقيم عائلة أحد مؤسسى الجماعة، المرشد الراحل محمد هلال، الملقب بشيخ الإخوان.

الشرقية الأقل فى الإخوان والأكثر فى الجهاديين

أما محافظة الشرقية رغم أنها مسقط رأس الجاسوس المعزول محمد مرسى، وفيها عاش وعمل أستاذا بجامعتها لسنوات، ولكن نسبة الإخوان فيها أقل من المنتمين للتيار السلفى الجهادى، ومن ثم كانت معقلا لجماعات إرهابية عديدة.

ويرجع المراقبون ذلك إلى ارتفاع نسبة الأراضى المستصلحة التى أقيمت حولها قرى جديدة، إشتراها العائدون من الدول النفطية حاملى الأفكار الصحراوية الوهابية،  ومن بين تلك القرى الصالحية الجديدة ووادى الملاك وغيرها.