بعد بيع تمثال "سخم كا" في بريطانيا.. الحكومة تقف "مشلولة الأيدي" أمام بيع الآثار المصرية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


اثارت انتفاضة المصريين لمنع عملية بيع تمثال "سخم كا"، في بريطانيا العديد من التساؤلات حول موقف الدولة من أثارها المنهوبة على مدار مئات السنين محليا وخارجيا.

وباع مجلس مدينة نورثهامبتون البريطانية التمثال القديم، "سخم كا" والذي يعود إلى أربعة آلاف عام، العام الماضي في ‏مزاد لصالح أحد المشترين من خارج البلاد بـ 16 مليون جنيه استرلينى، للاستعانة بالمبلغ من أجل توسيع متحف المدينة.

وأطلقت وزارة الأثار، حملة تبرعات لجمع مبلغ 15.8 مليون إسترليني قبل يوم 28 أغسطس ، في محاولة  للإبقاء على تمثال سخم كا ببريطانيا، كما تمَّ وقف التعامل مع متحف نورث هامبتون ببريطانيا في أي مجال يخص الآثار والمتاحف نظرًا لبيعه التمثال في يونيو 2014 بما يخالف الأخلاق المتحفية فى العالم".

وقال الدكتور جمال شقرة عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة لـ"الفجر"، أن إهتمام الدولة بعملية بيع تمثال "سخم كا ببريطانيا " يرجع إلى كونه من التماثيل ذات الأهمية الكبرى  مضيفا أن عملية بيعه فتحت قضية القطع الأثرية التى تمت شرقتها  أثناء فترة الاحتلال البريطانى  وغير مسجلة لدى الحكومة المصرية  وماتمثله هذه القطع من قيمة أثارية كبيرة.

وأشار "شقرة " إلى وجود خلل فى منظومة الحفاظ على الأثار  مشددا على ضرورة لجوء  مصر للتحكيم الدولى لاسترجاع اثارها المسروقة  واتخاذ وقفة حاسمة مع الاثار التى يتم سرقتها وتهريبها.

وتمثال "سخم كا" مصنوع من الحجر الجيري ويبلغ ارتفاعه 75 سم، خرج من مصر في منتصف القرن الـ19 وبالتحديد عام 1866 بطريقة شرعية، حيث لم تكن هناك كيانات معنية بالحفاظ على الآثار، وكانت تجارتها وتصديرها خارج البلاد مشروعة.
 
وأدان محمود الحلوجي مدير عام المتحف المصري  بالتحرير، عملية بيع تمثال "سخم كا" في بريطانيا ، واصفاً اياها بالعمل الغير أخلاقي في مجال العمل المتحفي، ومشيراً إلي أنه لا يجوز بيع مقتنيات المتاحف مهما كانت الأسباب.

وأضاف الحلوجي ، أن السلطات البريطانية تحاول إثبات ملكيتها للتمثال ، لأنه فى  حالة ثبوت ملكيتها فمن حقها أن تبيعه ، واصفا عملية البيع بمثابة "جرم أخلاقي في مجال المتاحف".

وأشار إلي ان وزارة الخارجية تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية لوقف عملية بيع التمثال ، مؤكداً أن تكاتف الجهود بين المتاحف العالمية تستطيع وقف بيع التمثال.

وكشف الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار عن تسليم ملف بيع تمثال سخم كا لوزارة الخارجية"، لافتًا إلى أنَّه "حتى الآن لايعلم بقرار وزارة الثقافة البريطانية بعد انتهاء المهلة الأخيرة يوم  الجمعة الماضى  لمنع تصدير التمثال خارج بريطانيا".

وأكد محمد عفيفى مدير مركز الدراسات التاريخية بجامعة القاهرة ان هناك سر غير معروف وراء الاهتمام بعملية بيع تمثال سخم كام معربا عن أمله ان يكون بداية انتفاضة للدولة للاهتمام بالأثار مشيرا إلى أن عملية سرقة الأثار ليست بمنأى عن الوضع الأمنى للدولة بصفة عامة.

 وأكد سامى محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة إنه إذا تم السماح للإتجار بالآثار ستعد كارثة ليست على مستوى مصر فقط ولكن على مستوى العالم وأكد أن الدولة تبذل قصارى جهدها لمحاولة استرداد التمثال، ولكن حتى الآن لا توجد بوادر لاسترجاعه.

ودعا د. ممدوح الدماطى وزير الآثار جميع المصريين وعشاق الحضارة المصرية، خاصة من المصريين المقيمين في بريطانيا لإبداء رغبة جادة في التقدم لشراء التمثال، لافتاً إلى أنه في هذه الحالة ستكون هناك محاولة جديدة لإعادة التمثال إلى الأراضي المصرية.

وأشار الوزير إلى أن جميع المنظمات الدولية من بينها اليونسكو والأيكوم وغيرها تقف جنباً إلى جنب مع مصر في محاولة للإبقاء على التمثال، متخذة كافة الإجراءات القانونية والضوابط الأخلاقية والأدبية التي تحرم على المتاحف بيع ممتلكاتها.