أفضل 7 شروط لتقويم سلوك طفلك

منوعات

أرشيفية
أرشيفية


الإنسان مجموع التفاصيل والسياقات الاجتماعية والتربوية والقيمية المحيطة به، والتى ينشأ فى ظلها ويتأثر بها، وتُصاغ شخصيته عبر تفاعل عناصرها ومكوناتها، وبينما يعانى كثيرون من الآباء والأمهات من بعض السلوكيات والممارسات المزعجة والشاذة من أطفالهم، يتناسون أن الأمر مرتبط بمساحة الاختيارات والأدوات التربوية والمعرفية والقيمية التى وفروها للأبناء واستخدموها فى تربيتهم وصياغة شخصياتهم، وحتى لا تستمر المعاناة وتتعمق المشكلة دون قدرة على تجاوزها أو التعامل معها، ينبغى تدارك هذه السلبيات ودوائر التقصير التى قد نتورط معها فى رحلة تربيتنا لأبنائنا من خلال باقة من الإجراءات والتدابير العملية، هنا 7 خطوات عملية لتقويم السلوك السىء للأطفال، بطريقة عملية بسيطة، وعلى أرضية علمية تستفيد من نظريات علم النفس التربوى وعلم نفس الأطفال. 

أسباب سوء سلوك الأطفال:
1- أثبتت الدراسات النفسية الحديثة أنتدليل الطفل يتسبب فى سلوكه المشاغب، لذا يُنصح بعدم المغالاة فى تدليل الأطفال، مع العلم أن تجنّب هذا لا يعنى بالضرورة استخدام العنف أو الشدّة مع الأطفال طوال الوقت، فدائمًا خير الأمور الوسط.

2- قد يتحول سلوك الطفل، نتيجة لمحاكاته لما يراه فى المدرسة أو الحضانة من زملائه أو فى وسائل الإعلام والأفلام ومسلسلات الكارتون، إلى سلوك عدوانى وعنيف، فيحاول تقليد ما يراه، لأنه يرى هذه الشخصيات المحيطة تتمتع بشعبية أو تلفت الأنظار أكثر من غيرها من الشخصيات.

3- على عكس التدليل الزائد، قد يكون غياب الوالدين أو إهمالهما للطفل سببًا رئيسيًّا فى تنمية طاقاته السلبية ودفعه إلى سوء السلوك، لأنه لا يجد من يقوّم سلوكه ويعلّمه كيفية التمييز بين الخطأ والصواب.

4- دفاع أحد الوالدين عن الطفل، حال ارتكابه لخطأ ما، أمر سلبى ومؤثّر فى تدعيم السلوك السلبى والسىء، لأنه يدفعه إلى الاستمرار فى هذا السلوك مطمئنًّا إلى أن هناك من يدافع عنه. 

تقويم سلوك الطفل
الملاحظة والتجربة والدراسية العلمية أثبتت أنه غالبًا ما يتغير سلوك الأطفال مع دخول مرحلة المراهقة، والتى تعتبر من أصعب المراحل العمرية والنفسية التى يمر بها الطفل، إذ تشهد نزعة استقلالية كبيرة ومَيلاً إلى التمرّد على كل ما يُملى عليه من نصائح وتوجيهات وسلوكيات، وخلال هذه المرحلة يناضل فى سبيل تقرير ما يراه واختيار الطريقة التى يتصرف بها بمفرده، لهذا على الآباء والأمهات التعامل الواعى والناضج مع هذا الأمر، واتّباع بعض النصائح التى تساعد على تقويم السلوك، ومنها:

1- من المهم أن يتفق الوالدان منذ البداية على طريقة محدّدة لتربية أطفالهما، حتى لا يتعامل كل منهما بطريقة مختلفة مع الطفل، ما يؤدّى إلى حدوث تضارب بين ما يقوله الطرفان ويقررانه، ويقود الطفل إلى التشتّت والارتباك، وهو ما يهدم جانبًا مما يفعله كل منهما بأفعال ومواقف الآخر، وفى النهاية يكون الطفل هو الضحية.

2- اختيار المدرسة المناسبة التى يلتحق بها الطفل أمر مهم، وهذا لا يخص نظام تعليم معين، بل هذا الاختيار الواعى يعنى إلحاقه بمدرسة موثوق فيها ويتوفر تأكيد كبير لاهتمامها بالتربية قبل التعليم، مع الثقة فى أن طلابها لا يمارسون أى سلوك تخشى على طفلك منه.

3- الطفل سريع التأثر بالآخرين ويحب التقليد، لهذا على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة لأبنائهم، فليس من المنطقى أن تنهى طفلك عن فعل شىء تقوم به، لهذا حافظ على ألفاظك وطريقة تعاملك مع من حولك، وخاصة أمام أبنائك.

4- وجّه أبنائك إلى السلوك السليم دون انتقادهم والتقليل من شأنهم أمام الآخرين، كما أن عليك التواصل معهم بشكل فاعل وإيجابى، دون إساءة أو ضغط أو لجوء للعنف الجسدى أو اللفظى.

5- على الأم الاهتمام بالدوائر الإنسانية التى تحيط بابنها وتجمعه بأطفال آخرين، لهذا عليها التعرف على زملاء ابنها، للتأكد من سلوكهم، والذى يؤثر بالطبع على سلوكه.

6- من المهم وضع عقوبة رادعة لكل تصرفات الطفل السيئة، وفى الوقت ذاته مكافأته على الأشياء الجيدة، حتى يهتم بتطوير سلوكياته ومحاولة الإجادة والعمل الإيجابى، إلى جانب الاحتياط والبعد عن تكرار الأخطاء.

7- العلاقة المتحفظة والرسمية بين الوالدين والطفل ليست أمرًا صحيًّا، فالإنسان بطبعه يخشى من السلطة ولا يتصرف معها بشكل طبيعى وصحى، لهذا من المهم بناء جسر من الثقة والصداقة مع الأبناء، والذى سيساهم بدوره، وبشكل كبير وفاعل، فى تقويم سلوكهم بسهولة وأوّلاً بأول.