بالصور.. "الفجر" تكشف مفاجآت في عرض قصر "إسكندر باشا" للبيع بالمنصورة

محافظات

بوابة الفجر


فوجيء أهالي منطقة المُختلط بمدينة المنصورة،منذ أيام قليلة، تعليق لافتة على قصر "اسكندر باشا" الذي يُطلق عليه القصر الأحمر أو قصر البارون، بإعلان بيعه بالكامل بقطعة الأرض الخاصة به بغرض الإستفادة من الأرض وبناء عمارة سكنية بعد هدم هذا القصر الآثري.

 

رصدت كاميرا "الفجر" القيمة التاريخية والمعمارية الفريدة لقصر "إسكندر باشا"، الذي يُطلق عليه "القصر الأحمر" أو "قصر بارون المنصورة" وذلك لتشابهه مع قصر البارون بمصر الجديدة، وارتباط كلاً منهما بشائعات الأشباح وقصص الرعب التي يتداولها سُكان حي المُختلط التُراثي.

 

ويرجع تاريخ هذا القصر إلى عام 1920م، والذي يتميز بطراز القوطي النادر، وبرجه الآثري الذي يعلوه سقف مخروطي مُغطي بالقرميد القشري "قشور السمك" والتي لها دلال في الديانة المسيحية التي ينتمي لفلسفتها طراز هذا العصر.

 

وقال الدكتور مهند علي فودة، مدرس مساعد بقسم الهندسة المعمارية بجامعة المنصورة، والمنسق العام لمبادرة انقذوا تراث المنصورة، أنهم نظموا في 14مارس من العام الجاري، مُبادرة انقذو تراث المنصورة وذلك بالتعاون مع محطات للفن المُعاصر وتياترو المسرح المستقل بعمل حفل "أوبرا البلكونة" بشرفة قصر "اسكندر".

 

وأضاف "فودة" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن سبب قيامها في شُرفة القصر نظراً لأهمية هذا القصر الآثري ولما يُعانيه من اهمال ولتسليط الأضواء علي امكانية استثماره في أنشطة ثقافية، مؤكداً أن هذا الحفل شاهد نجاح كبير وحضور العشرات من المواطنين.

 

وأعرب "فودة" عن استياءه وغضبه لما يشهده القصر من إهمال جسيم، وأنه يجب علي المسئولين بمحافظة الدقهلية وضع القصر علي خريطة الاستثمار وعرضه على المُستثمرين لاستثماره في انشطة ثقافية بالتعاون مع "مُلاك" القصر، وبما أن المُحافظة لا تمتلك المال الكافي لشراء القصر من "مُلاكه" وترميمه وتحويله لمركز ثقافي.

 

وأشار أنه بإمكان الدولة تحويل القصر لمركز ثقافي، مُطالبهم بالتدخل السريع لانقاذ القصر قبل شراءه من قبل مالك جديد قائلاً؛ لانعلم مدي حقيقة نواياه تجاه هذا القصر الفريد.

 

ورغم أن هذا القصر يُعتبر من القصور المتبقية من هذا الطراز علي مستوي مصر إلا أن الإهمال يُضرب به في كل أرجاءه وسط انتشار القمامة بمحيطه، وبعد أن كان يأتي لهذا القصر زوار من جميع أنحاء العالم أصبح الآن منفس لمدمني المُخدرات والشباب أصحاب المُغامرات الذين يُريدي اكتشاف مدي صدق الأساطير، وسط غياب الرقابة.

 

وروي مدرس مساعد بهندسة المنصورة، أن "القصر الأحمر" شيده الخواجة "الفريد جبور" عام 1920م، ثم قام بشراءه "اسكندر أفندي حنا" عام 1934م، وكان في هذا الوقت يُحيط بالقصر حديقة من الأربعة اتجاهات المُطلة علي القصر، وكان مُتواجد بها أنواع ندرة من الأشجار والتي كانت مُحاطة بسور خشبي نادر في نوعه.

 

وكشف أن القصر يوجد به بعض الحوائط التي تحتفظ بخواصها الأصلية بالإضافة إلى بعض الزخارف والأعمدة التي تفصل بين الفراغات الداخلية والأقواس القوطية.

 

وتساءل هل لو يوجد هذا المبني الآثري في أي دولة من دول العالم ماذا كان سيحدث؟، مؤكداً أنه كان سيحظي اهتماماً شديد وكانت ستقوم بترميمه واستثماره وكانت ستتكلف الدولة تكاليفه واصلاحه واعادة استخدامه في الأنشطة الثقافية.

 

وصرح مصدر مسؤول داخل ديوان عام محافظة الدقهلية، أن هذا المبني لا يمكن لأصحابه أن يقوموا بأعمال ترميم بداخله أو إزالته لأنه آثري، مؤكداً أنه عقب بيعه لأي شخص آخر لايقدر على الاستفادة منه لأنها تابع للمباني الآثرية المتواجدة بالمحافظة.

 

وكشف "المصدر" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا المبني جاء له قرار إزالة عام 2009 من رئاسة حي شرق المنصورة، وبعد اعتماد القرار لتنفيذه، تم ايقاف القرار باعتبار هذا المبني آثري ولايمكن لأحد أن يقترب منه، مشيراً إلى أن المحافظة اعتبرته من المناطق الآثرية.

 

وأوضح أن هذا القصر دخل ضمن المباني ذات الطابع الآثري للقصور والفيلات وقد صُدر قرار اخلاء إداري لهذا المبني ونُفذ في مايو عام 1993م، مشيراً أن مُلاك القصر الجُدد يُحاولون اخراجه من الحصر وإزالته وبناء عمارة سكنية حديثة أو ترميمه لإمكانية الإستفادة به بأي شكل ولم يقدر أحد علي تنفيذ ذلك لأنه آثري، وأن هناك قصور وفيلات عديدة لاتزال حائرة بين لجنة الحصر ومُلاكها ولم يتم حسم أوضاعها حتى الآن.