ارتباك في إسرائيل بسبب عزم "عباس" الرحيل

العدو الصهيوني

بوابة الفجر



كتب المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مقالة قال فيها إنه "في كل مرة يهدد فيها أبو مازن بالنزول عن المسرح، وفي السنوات الأخيرة_ كان هذا يحصل مرة كل بضعة اشهر_، يدخلون عندنا في حالة ضغط. وبالفعل، في اليومين الماضيين، أعلن – مرة أخرى- بأنه مل، فجرت مداولات حثيثة في قيادة جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك"، بما في ذلك في مكتب وزير الجيش موشيه يعلون، تحت عنوان “اليوم التالي لأبو مازن".

ويضيف "كما هو الحال دوما يحاولون في إسرائيل أن يفهموا إذا كان التهديد هذه المرة جديا أكثر مما في الماضي، ومن هم خلفاؤه المحتملين في المقاطعة في رام الله؟، وكلما مر الوقت وشاخ أبو مازن (هذه السنة احتفل بيوم ميلاده الثمانين)، يتعاطون عندنا مع تهديداته بجدية أكثر فأكثر، وذلك لأن احتمالات أن تتحقق هذه التهديدات في نهاية المطاف لأسباب طبية لا تقل عن الاحتمال في أن يعتزل الرجل لأسباب سياسية".

ويقول "تقييمات الوضع الحالية في إسرائيل تعتقد بأن أبو مازن يعد الأرضية نحو "نقطة الخروج" التالية، لو من القرض الذي اخذه حين حل محل عرفات بما في ذلك من التزامات الثقيلة تجاه الشعب الفلسطيني، وهي تأتي في موعد يقر فيه الكونغرس الأمريكي الاتفاق مع ايران – من منتصف ايلول وحتى نهاية السنة".

في الأشهر الأخيرة أبلغ الأوروبيون أبو مازن علنا بانهم يتعهدون بتحريك المسيرة السياسية فور التوقيع على الاتفاق مع ايران. كما أن الأمريكيين قطعوا له وعدا مشابها، ولكن بنصف فم فقط وليس علنا. وتترك الإدارة الأمريكية مواقفها غامضة في مسألة استئناف المفاوضات كي لا تخرب على نفسها الحسم في الكونغرس.

ويشير فيشمان إلى أن الرئيس أوباما أمر رجاله ألا يتحدثوا عن الاتفاق مع الفلسطينيين إلى أن يقر الاتفاق مع ايران في الكونغرس. ولكن أبو مازن شعر أن أوباما مدين له، ولهذا فإنه سيبقى كي يرى إذا كان الرئيس الأمريكي سينضم إلى التعهد الأوروبي باستئناف المسيرة السياسية، بما في ذلك اتخاذ قرار في مجلس الأمن يلزم إسرائيل بالمفاوضات مع مواعيد محددة. أما إذا تراجعت الإدارة الأمريكية عما يفهمه أبو مازن كتعهد، فسيكون هذا التوقيت السليم من ناحيته للاعتزال ونقل القيادة إلى الخلفاء الذين سيفتحون صفحة جديدة مع إسرائيل.

وتنضمن تلميحات أبو مازن عن رغبته في الاعتزال من قيادة السلطة الفلسطينية بيانه أول أمس بأنه لن يتنافس مرة أخرى على منصب بارز آخر يتولاه، فقد أعلن هو وتسعة آخرين في اللجنة التنفيذية للمنظمة بأنهم سيعتزلون، مما يستدعي انعقادا المجلس الوطني الفلسطيني.

ولكن الحديث يدور عن مناورة سياسية. فالمجلس الوطني – الهيئة الدولية للفلسطينيين والتي تضم نحو 600 شخص لا يمكنه أن يتخذ القرارات إلا عندما يحضر التصويت عدد معين من الأعضاء (النصاب). والحالة الوحيدة التي يمكن فيها اتخاذ القرارات حتى لو لم يحضر العدد الأدنى اللازم هو عندما يستقيل الرئيس ويتوجب انتخاب خلف له. ويعقد ابو مازن المجلس في رام الله مع العلم ان معظم الأعضاء لن يصلوا وذلك ايضا لأن اسرائيل لن تسمح لهم بالدخول، بحيث تكون الأغلبية لمؤيديه.

ويقول فيشمان: "أحد لن يتفاجأ اذا ما دعاه المجلس ودعا رفاقه لسحب استقالاتهم، وأحد ايضا لن يفاجأ اذا ما قبل ابو مازن مكرها بحكم الحركة وواصل رئاسة منظمة التحرير، وفي ذات المناسبة يعتزم أن يبعد عن قيادة المنظمة أعداؤه وعلى رأسهم ياسر عبد ربه الذي اطيح منذ الآن من منصبه كأمين لسر اللجنة التنفيذية."

مناورات كهذه تثبت بأنه ليس فقط لا يعتزم الاستقالة صباح غد، بل ويريد أيضا مواصلة التأثير. ولكن لمزيد من الأمان، في إسرائيل يحاولون منذ الآف تخمين من هم الخلفاء. ولمزيد من الأمان أيضا يجرون في قيادة المنطقة الوسطى بالجيش مناورات كي يتعلموا كيف يتصدوا لأجهزة الأمن الفلسطينية في حال غيرت توجهها في اليوم التالي لرحيل أبو مازن.