التفجيرات والقذائف تطال "الأسد"

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


امتدت العمليات العسكرية في سوريا لتصل إلى قلب مدينة اللاذقية إحدى أكبر مدن الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، ويخطط لأن يجعلها عاصمة للدولة العلوية التي قد تكون بديلا عن خسارته للسيطرة على كل سوريا وفقا لما ذكرته العرب اللندنية.
 
وبالتوازي، استمر استهداف دمشق بقذائف الهاون في مشهد يثير الشكوك حول قدرة النظام على حماية قلب العاصمة خاصة بعد العملية النوعية التي قالت أحرار الشام إنها قتلت فيها ضابطا رفيعا.
 
ونقلت الوكالة عن مصدر في محافظة اللاذقية “أن إرهابيين فجروا سيارة محملة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة في ساحة الحمام على أطراف مدينة اللاذقية، ما أدى إلى استشهاد عشرة أشخاص وإصابة 25 آخرين بجروح متفاوتة”.
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إلى أن الانفجار هو “الأضخم في المدينة منذ بداية النزاع السوري”، وقد وقع في شمال شرق المدينة.

وقالت تغريد الحجلي، وزيرة الثقافة وشؤون الأسرة السابقة في الحكومة السورية المؤقتة، إن حدوث تفجير بهذا الحجم في المنطقة الآمنة على الساحل السوري يعني أن هناك تحركا من داخل المنطقة التي تسكنها أغلبية علوية ضد النظام السوري، ويؤشر بين أروقة النظام على تململ كبير بين الأقلية العلوية بشكل عام.
 
وأضافت في تصريحات له، أنه “إذا كانت المعارضة المسلحة هي من تقف خلف هذا التفجير فهو مؤشر إيجابي على قدرتها على اختراق تحصينات النظام في هذه المنطقة التي ظلت هادئة منذ اندلاع الثورة”.
 
لكنها لم تستبعد أيضا أن يقف خلفه علويون باتوا مدركين أن انهيار النظام مسألة وقت، لافتة إلى أنه “إن كان هذا صحيحا فسيكون أفضل بكثير، لأن ذلك يعني انهيار النظام من الداخل بشكل كبير”.
 
وبات السوريون معتادين على هذه السيناريوهات التي تقول الحجلي إن تفجير اللاذقية أمس قد يكون أحدها لدفع الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد إلى التماسك.
 
وأشارت إلى أن النظام قد يكون هو من يقف خلف هذا التفجير، وأنه هو “هو الآن في حاجة ماسة لكسب الرأي العام في منطقة الساحل لصالحه بالتزامن مع تصاعد حدة القلق والخوف والغضب التي تسيطر على السكان المحليين هناك”.
 
وبقيت محافظة اللاذقية الساحلية، معقل الطائفة العلوية التي تتحدر منها عائلة الأسد، بمنأى نسبيا عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011.
وسعى النظام إلى حماية اللاذقية وبقية المدن والقرى الساحلية بالدعوة إلى تشكيل درع الساحل على أن يكون من أبناء الطائفة العلوية، لكن الدرع لم ينجح، واضطر الأسد إلى استدعاء عناصر الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات حزب الله لحماية المدينة.
وتوجد فصائل مقاتلة في ريف المحافظة الشمالي لا سيما في منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان. ويتسلل عناصرها أحيانا إلى مناطق حرجية يطلقون منها صواريخ في اتجاه مدينة اللاذقية.
وأطلق انتصار المعارضة في إدلب ووصولها إلى سهل الغاب مخاوف جدية لدى العلويين من أن الأمن الذي عاشوه طيلة السنوات الأربع الأخيرة لم يعد مضمونا.
 
وبدأت السلطات تضيق على شباب الطائفة وتمنعهم من السفر خوفا من الهروب إلى الخارج والتهرب من المشاركة في المعارك خاصة في ظل تهرب واسع لهؤلاء الشباب من التجنيد الإجباري.
 
وعرفت اللاذقية تململا واضحا ضد النظام بعدما فشل في تأمين المدينة، وقد انعكس هذا التململ في ردود الفعل الغاضبة بعد إقدام أحد المقربين من الأسد على قتل ضابط بالجيش لسبب تافه.
 
وشهدت المدينة مظاهرات يومية للمطالبة بمحاكمة سليمان الأسد، وهو أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني (الشبيحة) الذي يتهمونه بقتل العقيد في قوات النظام حسان الشيخ إثر خلاف مروري داخل المدينة.
 
ولم يقف التحدي العسكري للمعارضة عند اللاذقية، فقد امتد إلى دمشق، وأفاد ناشطون بأن قذيفتي هاون سقطتا على مبنى هندسة التصميم والعلوم في كلية الهمك بدمشق، ما أدى إلى مقتل طالبين وإصابة 15 آخرين.
 
وأشارت المصادر إلى سقوط قذيفتي هاون في حي باب توما، ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص كحصيلة أولية، في حين سقطت ثلاث قذائف أخرى في مدينة جرمانا.
 
وتشهد أحياء العاصمة دمشق الخاضعة لسيطرة النظام في الفترة الأخيرة سقوط عشرات القذائف مجهولة المصدر، في حين اتهم ناشطون نظام الأسد بالوقوف وراء عمليات القصف لصالح المشروع الإيراني.
 
واعتبر محللون أن المعارضة تريد تأكيد قدرتها على استهداف العاصمة دمشق في رسالة رمزية إلى العالم مفادها أن النظام صار عاجزا عن حماية العاصمة، ومن ثمة لا داعي للتمسك ببقائه كشرط لأي حل سياسي كما تفعل روسيا وإيران.
 
وكانت حركة أحرار الشام أعلنت منذ أيام عن اغتيال ضابط رفيع في الجيش، وهي عملية عدها المراقبون مربكة للأسد ومؤكدة على محدودية سيطرته الأمنية على دمشق.