خبراء: الدول تاجرت بصورة الطفل السورى الغارق.. وأزمة اللاجئين تحتاج إلى حل جذرى من "جامعة الدول العربية"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عقب صدمة العالم من صورة الطفل السورى الغارق على الشواطيء التركية، واستمرار تفاقم أزمة اللاجئين فى أوروبا، كشف تقرير لصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" مؤخرا، أن الصراعات فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحرم أكثر من ١٣ مليون طفل من الذهاب للمدارس، فى الوقت الذى أعلن فيه مجلس الأمن أنه سيصدر قرارا يجيز للاتحاد الأوروبى التدخل فى المياه الدولية فى البحر المتوسط لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

وكشفت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية مؤخرا النقاب عن أن أسرة الطفل السوري، الذى انتشرت صورته الصادمة بعد غرقه على السواحل التركية، فشلت فى محاولات الهجرة إلى كندا، مما دفعها إلى السفر بالقوارب وتعرضها لحادث الغرق.


فى البداية قال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن بعض الدول خاصة أمريكا وأوروبا ودول الخليج، تخلط دائما بين قضية اللاجئين وقضية الهجرة غير الشرعية، لافتا إلى أن الهجرة غير الشرعية تمثل صداع فى رأس دول الغرب الأوروبى قبل أن توجد الأزمة السورية، مشيرا إلى أن دولا مثل أمريكا وتركيا وبعض دول الخليج وفى مقدمتها قطر، تاجرت بهذه الصورة لتصوير نظام بشار الأسد بأنه يقتل الأطفال.

وأكد أستاذ العلوم السياسية إن اللاجئين ليسوا مهاجرين غير شرعيين، وإنما لهم حقوق، وضعتها إتفاقية دولية سنة 1951، مشددا على أن أردوغان تاجر بالصورة وخرج ليقول أن الطفل لم يمت ولكن مات ضمير العالم.

وأكد زهران  أن  تركيا وقطر لا تضعان السياسات وإنما تنفذان أجندات أمريكية، مضيفا  إن الذى قتل هذا الطفل وغيره آلاف الأطفال والرجال والنساء فى سوريا، وتسبب فى تشريد آلاف العائلات مثل عائلته، ليتحولوا إلى لاجئين، هو من يسلح المعارضة السورية.

موضحا أن أمريكا صنعت هذه الأزمات بهدف تقسيم سوريا والعراق وليبيا، وهى التى تسلح التيارات الإخوانية والداعشية المتأسلمة فى هذه الدول، عبر وسطاء أتراك وقطريين.

وانتقد زهران قرار السماح لقوات أوروبية بإقتحام المياة الإقليمية العربية، بحجة مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أنه جزء من التدخل الخارجى السافر، ويمثل إعتداء مباشر على سيادة كل دولة عربية.

ومن جانبه قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر لدى سوريا سابقا، إن حل أزمة اللاجئين السوريين أو غيرهم، لابد أن يأتى من داخل جامعة الدول العربية، بوصفها المنظمة المنوط بها أن تهتم بالقضايا العربية.

مشيرا إلى أن رئيس تركيا لم يضع الفرصة كعادته" ليحشر نفسه حشرا" فى الشأن السورى،  متناسيا أنه حين تدخل عسكريا فى سوريا، تسبب فى قتل وتشريد آلاف الأطفال والأسر.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن مصر تتمسك بالحل السياسى للأزمة السورية، وهناك تقارب مصرى سعودى روسى يلوح فى الأفق، بشأن التسوية السلمية والحل السياسى، الذى يطرحه الرئيس السيسى ضمن أجندة زياراته ولقاءاته مع جميع قادة وزعماء العالم، موضحا أن الحل السياسى للأزمات العربية، يساوى نهاية جذرية لمآسى اللاجئين، فى سوريا وغيرها من البلدان العربية.