صلاح جودة: الحكومة المصرية ليست على مستوى الحدث

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الدكتور صلاح جودة رئيس مركز الدراسات الاقتصادية، إن العلاقات التجارية الحقيقية بين مصر والصين بدأت١٩٥٣ من خلال تصدير القطن المصرى، وكان الميزان التجارى فى ذلك الوقت ١١ مليون دولار، وكانت حصة مصر فى التصدير تقدر ١٠.٥ مليون دولار وتستورد بحوالى نصف مليون دولار، مؤكدًا أنه بعد ستين عامًا وصل حجم التبادل التجارى الرسمى والمعلن حوالى ١١ مليار دولار بمعدل زيادة ١٠٠٠٪ ولكن بلغت صادرات الصين إلينا ١٠.٥ مليار دولار مقابل نصف مليار فقط واردات من مصر، وهذا يعنى خلل جسيم فى الميزان التجارى بين البلدين لصالح الصين .

وأضاف جودة، فى تصريحات لـ"الفجر"، أن الصين بما تتمتع به من تطور صناعى هائل يمكن أن تساعد مصر فى بناء واعادة تشغيل المصانع خاصه فى مجال الغزل والنسيج وشق الثعبان من خلال الشراكة وليس الاستيراد فقط، وكذلك مصانع السيارات خاصه شركة النصر للسيارات احد اكبر وأهم الشركات المصرية فى هذا المجال، علاوة على عمل شراكة بنسبة ٥٠٪ من راس المال لاعادة تأهيل جميع مصانع المحلة الكبرى وشبرا الخيمة، بحيث تقدم مصر المصانع والعمالة والسوق سواء على المستوى العربى والإفريقى، والصين تقدم الخبرة والتصميمات والتوزيع والتصدير .

وأوضح، أن الصين تتميز فى مجال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ولديها خبرة كبيرة فى هذا المجال ويجب على مصر الاستفادة من هذه الخبرة، كما أوضح أن انخفاض أجور العمالة المصرية عامل جذب قوى للمستثمر الصينى .

وعن علاقة إفريقيا بكل من مصر والصين، أشار جودة، أن العلاقات قوية جدًا، حيث تضخ الصين استثمارات ضخمة لإفريقيا لما تتمتع به من وفرة فى المواد الخام بخلاف أن إفريقيا سوق استثمارى بكر بمعنى أنها فى احتياج لاستثمارات فى كل المجالات خاصا البنى التحتية والقطاع الصحى والتعليمى والخدمى ، والصين لها نشاط كبير فى سد النهضة أحد أبرز المشاكل التى تتعرض لها مصر، كما أن الصين لها علاقات قوية بإثيوبيا ، ومن ثم يمكن للصين أن تلعب دورا لصالح مصر فيما يتعلق بهذه الأزمة .

كما أشار إلى أنه فى المقابل مصر تتمتع بعلاقات طيبة مع إفريقيا وقدرة هائلة إلى النفاذ إلى السوق الإفريقى خاصا بعد توقيع اتفاقية التكتلات الإفريقية الثلاث ، الساداك والكوميسا والشرق الإفريقى ، الأمر الذى يساعد مصر إلى الدخول بقوة إلى سوق ٥٦ دولة إفريقية باعفاءات جمركية كبيرة وتسهيلات لوجستية ، مما يمثل عامل جذب قوى للمستثمر الصينى .

واختتم جودة حديثه قائلاً: يبذل الرئيس المصرى جهودا مضنية فى زيارة الدول ذات الثقل الإقتصادى والسياسى والقدرة على فرض القرار وتنمية العلاقات معها والتعاقد على اتفاقات اقتصادية ضخمة ، لكن فى المقابل لا تبذل الحكومة جهودا مماثلة فى تفعيل وترجمة انجازات الرئيس إلى مشاريع على أرض الواقع ، كما تفتقد إلى الايقاع السريع والرؤية بعيدة المدى لتقديم الخطط و دراسات الجدوى ، علاوة على عشوائية القرار والبيروقراطية وعدم استقرار التشريعات ، وكل ذلك من شأنه التقليل من جهود الرئيس وعرقلة المناخ الجاذب للاستثمار ، الأمر الذى يضر بمسيرة التقدم الوطنى .