تفاصيل مؤامرة "إسرائيل وتركيا" لتخفيض أسعار الغاز الطبيعي.. وضرب الاكتشاف المصري

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


زعم تقرير لموقع "ديبكا" التابع للاستخبارات الإسرائيلية، امتلاكه معلومات سرية عن حقل الغاز المصري الجديد، الذى اكتشفته مؤخرا شركة " إينى" الإيطالية.

وأشار في تقريره، إلي أن قرار وقف "نتنياهو" لتسعيرة الغاز عن الشركات الخاصة، الصادر مؤخرا، ليس بسبب اكتشاف حقل الغاز المصري الجديد كما أشيع، وزعم الموقع أن مصر لن تستطع الاستفادة من حقل الغاز المكتشف حديثاً قبل عام 2025.

وأوضح "ديبكا"، أن قرار نتنياهو جاء بسبب أنه يريد فتح قنوات استثمارية جديدة في هذا المجال مع تركيا، الذي يزور وفد لها إسرائيل سرياً للاتفاق علي أسعار الغاز الجديدة، وهو ما اعتبره الخبراء مؤامرة إسرائليية تركية لتخفيض أسعار الغاز عالميا، ما يعنى تقليل قيمة الاكتشاف المصرى الاقتصادية على صعيد أسواق التجارة العالمية لمصادر الطاقة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قرر عدم طرح الاتفاق بين الدولة وشركات الغاز الخاصة بشأن تسعيرة الغاز المستخرج من الحقول البحرية الإسرائيلية على الكنيست، رغم أنه كان مقررا أن يطرحها على برلمان بلاده، يوم الأربعاء الماضى.

فى البداية قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، ورئيس قسم الدرسات الإسرائيلية والاستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، أن تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، تؤكد أن مؤشر شركات النفط والغاز في بورصة تل أبيب سجل انخفاضاً بنسبة تقارب 13%، موضحا أن أسهم شركات التنقيب عن الغاز فى إسرائيل بدأت تداولاتها، يوم الاثنين الماضي، على هبوط حاد بعدما قالت شركة "إيني" الإيطالية إنها اكتشفت أكبر حقل غاز معروف في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية.

وأوضح خبير الشئون الاسرائيلية والشرق أوسطية إن وزير الطاقة الإسرائيلي "يوفال شتاينتس"، صرح بأن الحقل الذى قالت إينى قد يغطي احتياجات مصر من الغاز لعقود.

وأشار فهمى إلى أنه من المؤكد أن يكون لهذا الاكتشاف تداعيات سلبية على إقتصاد إسرائيل التي تتطلع إلى تصدير غازها إلى مصر، وكذلك تركيا التى تعتبر نفسها من أكبر مصدرى الغاز الطبيعى فى العالم، وتتحكم فى سعره وتستخدمه كسلاح سياسى على غرار البترول العراقى الذى يصدر إلى إسرائيل وإلى البرازيل بوساطتها، مقابل عمولات ضخمة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية إن تل أبيب أجرت مسحاً جيولوجياً ثلاثي الأبعاد عبر الأقمار الصناعية على الحقل المصري المكتشف حديثًا في البحر المتوسط، وتوصلت إلى أن الحقل يسع من 3 إلى 4 آبار من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى أنه حتى اللحظة لم يتم العمل في هذا الحقل، حسبما نشرت الصحف العبرية المهتمة بالشأن الاقتصادى.

 مضيفا أن تلك الصحف قالت  أن خسائر الحكومة الإسرائيلية من اكتشاف حقل الغاز المصري الجديد بلغ 6 مليارات شيكيل أي ما يعادل 3 مليارات دولار، كما تسبب في تأجيل بعض الدول لصفقات كانت تنوى عقدها مع تل أبيب لشراء الغاز منها.

وعلى الصعيد الاقتصادى قال الدكتور صلاح جودة المستشار الاقتصادى لمفوضية العلاقات الاوروبية العربية، إن ما يغضب اسرائيل وتركيا ليس فقط التأثير السلبى للاكتشاف المصرى، على تصديرهما للغاز سواء إلينا أو إلى دول أخرى، مشددا على أن هذا الاكتشاف سيحقق لمصر إزدهارا وانتعاشا اقتصاديا، وبالتالى تفوقا سياسيا، لاتريده لنا لا تل أبيب ولا أنقرة.

موضحا أن العلاقات بين الدولتين شديدة القوة، خاصة فى المجالات العسكرية والإستراتيجية، واصفا الجيش الاسرائيلى بأنه الأقرب للجيش التركى، وبينهما مناورات مشتركة كثيرة وصفقات سلاح ضخمة، إلى جانب التنسيق بين الدولتين فيما يتعلق بالأمور العسكرية والاستراتيجية والمتعلقة بالأمن القومى لكلا منهما.

وأوضح الخبير الاقتصادى أن نسبة مصر من الغاز والتي تقدر بــ 200 تريليون قدم مكعب ستكفى مصر لنحو 135 عاما على الأقل، مضيفا إن مصر مستهلكة للغاز الطبيعى بشكل كبير حيث كانت تستورد الغاز والمواد البترولية بكميات كبيرة، وفى حالة استخراج الغاز من الحقل البترولى الجديد ستوفر مصر مخصصات الاستيراد من الخارج كما أنها ستتمكن من إنشاء 10 آلاف مصنع خلال 10 سنوات قادمة.

بالإضافة إلى تحويل محطات الكهرباء للعمل بالغاز الطبيعى وتحسين وسائل النقل والمواصلات وهو ما سيعود على المواطن البسيط، وهو ما لاتريده الدول والقوى المعادية، سواء الصهيونية أو الإخوانية المتأمركة.

وتوقع جودة أن الاكتشاف الجديد سيقلل من قيمة المديوينة وسيزيد من الناتج الإجمالي، وفى الوقت نفسه لن تحتاج مصر لأموال صندوق النقد الدولى، كما أنه من المتوقع أن يرتفع تصنيف مصر الائتمانى اعتمادا على النتائج الهائلة للاكتشاف الجديد.