10سنوات على حريق مسرح "بني سويف".. ومازال الجاني "شمعة"

الفجر الفني

بوابة الفجر


- وصلت أول سيارة إطفاء بعد ما يقرب من 40 دقيقة، حاول عمال الإطفاء إمداد الخراطيم للإطفاء ولكنهم لم يجدوا مياه لضخها.


- وصلت أول سيارة إسعاف بمسعف واحد فقط "تمرجي" بدون طبيب أو تجهيزات

  

تحل اليوم الذكرى العاشرة على حادث حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف، في 5 ديسمبر 2005، ذلك الحادث الأليم الذي أفجع كل المثقفين والمبدعين والشعب المصري في ذلك الوقت، نتيجة الإهمال الذي كان يسيطر على مفاصل الدولة في عهد نظام "حسني مبارك" الرئيس الأسبق الذي أطاحت بحكمه ثورة 25 يناير 2011.

 

أحداث الواقعة :

في يوم الاثنين الموافق 5 سبتمبر من عام 2005 ميلادية، وأثناء تقديم العرض المسرحي "من منا" عن قصة "حديقة الحيوان" لفرقة نادي مسرح طامية بالفيوم، وذلك في قاعة الفنون التشكيلية الملحقة بمبنى قصر ثقافة بني سويف.

 

وخلال تحية الممثلين للجمهور في نهاية العرض المسرحي، شب حريق كبير أتى على كل ما ومن في تلك القاعة، أدى إلى وفاة ما يقرب من 47 قتيل وما يزيد عن 20 مصاب أغلبهم كان في حالة صحية حرجة.

 

وصف لمكان الحادث:

تقع قاعة الفنون التشكيلية إلى يسار المدخل الرئيسي لقصر ثقافة بني سويف من الداخل وتمتد لخارج المبنى بشكل عام، وللقاعة بابان، أحدهما صغير ويفضي إلى بهو قصر الثقافة، والآخر كبير ويفضي إلى للشارع.

 

كانت أرضية القاعة مبلطة ببلاط تقليدي والأسقف ساقطة ببلاطات من الفوم المضغوط "وهى مادة تنصهر بالحرارة"، وفي السقف تم تعليق ثلاثة وحدات من التكييف التي ظهرت خراطيمهم خارج الحوائط وليس داخله.

 

وصف لحالة الديكور:

- أراد المخرج تحقيق شكل المغارة أو الكهف في هذه القاعة وذلك باستخدامه أوراق شكائر الأسمنت التي غطى بها جميع الحوائط مرشوشا عليها بعض الرسومات بالاسبريهات، ولكي يحدث تأثيرات مرئية محددة قام المخرج بتوزيع الشموع بجانب حوائط القاعة.

 

- اتصل الراحل حسن عبده "مدير المهرجان" بإدارة الدفاع المدني لتأمين المكان، أرسلت إدارة الدفاع المدني رجل إطفاء باسطوانة محمولة وجلس في نهاية القاعة.

 

- كان الديكور المسرحي يمثل حوالي ثلثي القاعة بينما تمثل مساحة جلوس الجمهور أقل من الثلث بما لا يمكنها من استيعاب ما يزيد عن 70 متفرج، وأثناء مشهد النهاية قام ممثل بسحب زميله على الأرض، سقطت إحدى الشموع الموجودة بالخلفية.

 

- دخل فريق عمل المسرحية لتأدية التحية في مقدمة مساحة التمثيل ناحية الجمهور، ثم وقف الجمهور لتحية الفنانين، في نفس اللحظة ارتفع لسان لهب بمساحة 150 سم × ارتفاع 100 سم عرض وكانت مفاجأة للجميع في لحظة واحدة.

 

- تجمد الجمهور لبعض الوقت في مكانه بسبب المفاجئة، وقامت محاولات سريعة لاحتواء الحريق إلا أن الحريق كان قد وصل بسرعة كبيرة لمستوى لا يمكن للجمهور السيطرة عليه، وحاول الجمهور السيطرة على الحريق ولكن تجولت إلى حالة من الهرج والمرج والهلع الغير منظم لعملية الإطفاء.

 

- انفجار أول :

وقع انفجار أول زاد من حجم النيران بشكل واضح، ثم بدأت بلاطات السقف الساقط "الفوم" في الذوبان متحولة لنيران سائلة تسقط على أرضية المسرح لتحرق من يقف بالأسفل، اشتعلت الحوائط الخشبية فأحاطت بالجميع من كل ناحية.

 

- بدأ الجمهور في الهروب من النار، كان بعضهم يتجه للدخول إليها، لا يخرج منها معتقداً أن هذا هو اتجاه الباب.

 

- انفجار ثاني :

وقع الانفجار الثاني مسبباً صوتاً قوياً "شعر البعض وكأن قنبلة تنفجر في المكان".

 

- انفجار ثالث :

وقع الانفجار الثالث بعد الثاني بقليل، انخلع الباب الكبير مندفعاً للخارج.

 

معاينة النيابة العامة ورجال المباحث:

وأكدت المعاينة أن الكارثة وقعت بسبب "شمعة" سقطت علي خشبة المسرح أمسكت بالستائر فلم يستطع أحد من الموجودين إلا قليل منهم الهرب من النيران التي حاصرتهم‏.‏

 

وخلال تحية الممثلين للجمهور في نهاية العرض المسرحي، شب حريق كبير أتى على كل ما ومن في تلك القاعة، أدى إلى وفاة ما يقرب من 47 قتيل وما يزيد عن 20 مصاب أغلبهم كان في حالة صحية حرجة.

 

شهود عيان :

قال أحد شهود العيان، أن توجه بعض المصابين لمستشفى الدكتور "مستشفى خاص يقع أمام باب قصر الثقافة"، ولكن تم إغلاق باب المستشفى الحديدي "بالقفل" أمام المصابين ورفض إسعافهم بأية وسيلة.

 

- وصلت أول سيارة إطفاء بعد ما يقرب من 40 دقيقة، حاول عمال الإطفاء إمداد الخراطيم للإطفاء ولكنهم لم يجدوا مياه لضخها.

 

- وصلت بعد ذلك أول سيارة إسعاف بمسعف واحد فقط "تمرجي" بدون طبيب أو تجهيزات.

 

- وصلت سيارة الإطفاء الثانية بعد حوالي 50 دقيقة وبدأت الإطفاء، ولكن دون جدوى.

 

أسماء المتوفين هم‏:‏

خالد طه محمد‏16‏ سنة الفيوم‏,‏ وأحمد محمد الفولي بني سويف ومحمد صلاح حامد‏17‏ سنة طالب الفيوم‏,‏ وصلاح حامد‏53‏ سنة الفيوم‏,‏ وأميرة حسين الفيومي‏28‏ سنة الفيوم‏,‏ ومحمد مصطفي حافظ‏26‏ سنة الفيوم ومحمد مدحت أبو بكر‏48‏ سنة الأستاذ بجامعة حلوان والناقد الفني الفيوم وأشرف جابر سعيد‏35‏ سنة الفيوم وهناء عطوة الفيومي‏29‏ سنة الفيوم وربيع ربيع محمد الفيوم والسيد رجب سعيد الفيوم ومحمد علي منصور الفيوم وأحمد عبد الحميد حسين نائب رئيس تحرير الجمهورية الفيوم وأحمد علي سليمان الفيوم ومحمد شوقي الفيوم وعبد الله محمد عبد الرازق‏17‏ سنة الفيوم ومحمد بهائي الميرغني القاهرة وحسين عبده حسن بولاق ومازن محمد قرني بني سويف وسامية جمال محمد إسكندرية وياسر محمد يسن إسكندرية‏.‏

 

كما تبين اعتبار كل من الدكتور محسن مصيلحي الأستاذ بأكاديمية الفنون والدكتور حازم شحاته الناقد المسرحي ونزار سمك الناقد بالثقافة الجماهيرية في عداد المفقودين حيث لم يتم العثور عليهم أو التعرف علي جثة اي منهم في حالة وفاته‏.‏