"أكل الفتة.. وزيارة المقابر".. أبرز عادات العرب في عيد الأضحى

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ساعات قليلة، ويبدأ العالم العربي، بالاحتفال بعيد الأضحى المبارك، والذي يشهد طقوس مختلفة بين الدول بالرغم من وجود سنّة سائدة به يلتزم بها كافة البلدان الإسلامية إلا أن كل بلد تميّزت بطقوسها المختلفة عن غيرها أثناء الاحتفال.
 
ورصدت "الفجر" أبرز العادات والتقاليد، التي تقوم بها الشعوب العربية، خلال الاحتفال بـ"عيد الأضحى".
 
* مصر

في مصر تبدأ طقوس عيد الأضحى، بتحضير السيدات للمنازل عن طريق تنظيفها، أما الرجال فيحضرون للعيد عن طريق شراء الأضحية، وفي صباح اليوم الأول للعيد، يبدأ المصريون استقباله بآداء صلاة العيد ثم التوجه لذبح الأضحية وتوزيعها على الفقراء، فيما يقوم البعض بزيارة القبور بعد الإنتهاء من توزيع الأضحية فيما يقوم البعض الآخر بزيارة الأهل والأقارب.
 
والعيد بمصر أربع أيام، ومن أشهر الأكلات في عيد الأضحى "الفتّة باللحمة" وهي عبارة عن أرز وعيش محمص وشوربة وصلصة ولحمة.

* السعودية
 
يقضي معظم السعوديون يوم العيد الأول في منزل العائلة، لتحضير الطعام وتنتشر عادة قضاء العيد في الأرياف عند بعض السعوديين، حيث الهدوء والبساطة بعيدًا عن ضوضاء المدينة، ويحتفلون ويتناولون طعام الأفطار عند شيخ القرية.
 
وفي العيد يجتمع السعوديون في استراحات مجهزة بمجالس ملاعب، مسابح، أماكن خاصة للرجال والنساء، يجتمع فيها أفراد العائلة والأصدقاء، حيث يتم ذبح أضحية العيد وإعداد طعام الغداء، يتناولونه ثم يتوجهون للعب والسباحة والاستمتاع بوقتهم حتى منتصف الليل وأحياناً للفجر.
 
وفي المناطق الوسطى تحضر النساء الفطور من الأضحية ويسمى لحم "الحميس"، وهو عبارة عن  مقلي مع الكبد القلوب والكلاوي، يضاف إليها البصل، البندورة، الفلفل، والبهارات، وتطبخ بزيت الزيتون.
 
ومن أشهر الأكلات السعودية "الكبسة والهربس والهريس والمرقوق والمراهيف والمصابيب والمراصيع".
 
* اليمن
 
وفي اليمن لم تختلف العادات والتقاليد عن مصر، حيث يستقبل اليمنيون عيد الأضحى بتجهيز "كبش العيد" والملابس الجديدة والحلويات والأطعمة الخاصة بالعيد، ومن أشهر أكلاتهم "الزربيان" وهو طبق من اللحم والأرز وقد يضاف إليه الزبيب والبطاطا، وأيضا "السبايا" هي خليط من الدقيق والبيض والسمن الذي يطهى في الفرن ويضاف إليها العسل.
 
* المغرب
 
وفي المغرب يستقبل المغاربة "عيد الأضحى" الذي يطلقون عليه "العيد الكبير" بصلاة العيد ثم بعدها يتبادلون الزيارات السريعة لبعضهم قبل الذبح، وحرص المغاربة على إتمام الذبح بعد أن يذبح الملك فيذبحوا بعده.
 
وعيد الأضحى عند المغاربة ثلاثة أيام: اليوم الأول للشواء، ففيه يفرغون الضحية من جوفه ويصنعون الشواء الذي يجتمع فيه كل أفراد العائلة، واليوم الثاني هو يوم "الروس" أي رؤوس الأضحية التي يقوموا بشويها في اليوم الثاني، واليوم الثالث هو يوم القديد.. فنجد المغاربة يعدّون "المرزوزية" برقبة الخروف، أو القديد الذي يصنعون منه الذيالة.

ومن العادات المنتشرة أيضا زيارة الرجال والنساء للقبور صباح العيد، وهذه عادة لها جذورها الاجتماعية التاريخية، اعتقادًا أن الذهاب إلى المقابر صبيحة العيد هو اتصال روحي مع الموتى وصلة رحم معهم يوم العيد وزيارتهم في قبورهم كأنهم يباركون لهم حلول العيد حتى تحل الرحمة عليهم.
 
*  سوريا
 
بالرغم من حالة الانشقاق التي يعيش فيها الشعب السوري، إلا أنه يوجد بسوريا بعض الأحياء القليلة التي مازالت تلتزم بعادات وتقاليد العيد، وبينما تعيش سورية في خضم حرب أهلية زادها سوءًا القصف الدولي لما يسمى "التحالف ضد داعش" فوق أراضي سورية والعراق لا تزال أحياء قليلة تلتزم بعادات وتقاليد العيد.
 
حيث يذهب أغنياء الحي إلى رئيس الحي لسؤاله عن حالة سكان حيه وعن الفقراء والمحتاجين منهم، ويقدم كل منهم ما يستطيع تقديمه مما يملكه فمثلًا صاحب مصنع الملابس يقدم الملابس الجديدة  لتوزيعها على الفقراء وصاحب مصنع الأحذية يمنح الأحذية ومن لا يملك يقدم مبالغ مالية يتولى رئيس الحي توزيعها على الفقراء قبل العيد.

أما أشهر الأكلات السورية في العيد فهي "التسقية.. فتة بالسمن أو الزيت" و"الشاكرية" هي عبارة عن لحم على هيئة مكعبات صغيرة يطهى مع اللبن والنشا ويقدم مع الأرز الأبيض أو البرغل.
 
* فلسطين
 
بالرغم من المعاناة التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني إلا أنهم يحرصون على أداء عاداتهم وتقاليدهم بعيد الأضحى، التي تبدأ بصلاة العيد في الساحات، ثم الأضحية التي تكثر في الشوارع العامة والتي يتجمع فيها الأطفال والشباب والشيوخ والنساء لرؤية عملية الذبح خاصة العجول التي تحدث جلبة ما يثير المشاهدين، وبعد الانتهاء من الأضحية وسلخها وتقطيعها تجري عملية التوزيع على الأقارب والأحباب والجيران والمعوزين ويبقى المضحي بعضا منها لعائلته تبدأ بعد ذلك في أيام العيد الأخرى الشواء والتنعم بالأكل.
 
* الأردن والعراق
 
في الأردن والعراق لم تختلف مظاهر الاحتفال عن باقي الدول العربية من حيث الصلاة والمعايدة والأضحية ولكن من العادات الجميلة في الأردن هي العيدية التي تعطى للكبار والصغار من النساء والأطفال، لأنهم يعتبرونها نوع من صلة الرحم، وهي تعطي حتى للنساء المتزوجات، وهذه العادة موجودة في العراق أيضاً، إلا أنها بالنسبة للنساء المتزوجات تكون على مستوى أقل.
 
ومن العادات المخالفة للشرع بالأردن، هي زيارة القبور في العيد، وهذه العادة موجودة في العراق أيضًا.
 
* لبنان
 
وفي لبنان يخرج اللبنانيون في صبيحة اليوم الأول في عيد الأضحى إلى المقابر لقراءة الفاتحة، وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم على أرواح الأموات والأحباب من الأهل والأقارب والأصدقاء، ليتوجهوا بعدها إلى الجوامع والمساجد للاستماع إلى خطب الأئمة التي تدعو إلى التقرب من الله، وعند اتمام هذا الواجب يتوجه الكبار إلى "معايدة" الأهل والقيام بالزيارات والتهنئة.
 
وربات المنازل دورهن المضئ في استقبال العيد السعيد، فهن يقمن وقبل أيام قليلة من قدومه، بحملات تنظيف للبيوت وصنع الحلويات لاستقبال العيد.
 
* تونس

وفي تونس يتوجه التوانسه في صبيحة يوم العيد إلى المساجد والمصليات لأداء صلاة العيد ،مرتدين اللباس التقليدي الجبة وهناك من يرتدي لباسا جديدا، قبل أن يعودوا إلى منازلهم لذبح الأضحية سواء بأنفسهم أو الاستعانة بجزار، لتنطلق عملية غسل أحشاء الكبش، من قبل ربات البيوت اللائي يقمن بشواء الكبد، وبعض من لحم الأضحية، وتوزع قضبان اللحوم المشوية على أفراد الأسرة مع أكواب العصير أو القازوز و هو مشروب غازي أو الشاي وتؤكل بقية الأضحية في اليوم التالى حسب العادات والتقاليد، و الجلد فيفرش على الأرض و يملح و يتم أيضا حرق رأس الخروف و هو ما يسمى بالتشوشيط و غسله وتقطيعه.
 
ومن العادات التي يتبعها التونسيون هي تجفيف اللحم تحت أشعة الشمس وهو ما يسمى بالقديد.

* الجزائر
 
في الجزائر تتجلى مظاهر الفرحة بالأضحية حيث تقوم الجدات بوضع الحناء على جبين الأضحية وتربط لها شرائط زهرية اللون كنوع من الترحاب ويكون ذلك يوم وقفة العيد.
 
وتقوم ربّات البيوت بتنظيف البيت جيدًا ويصنعون بعض الكعك كنوع أو اثنين فقط لتقديمه للضيوف كنوع من المعايدة.

وفي الصباح يتوجه الرجال إلى المساجد لأداء صلاة العيد وفور رجوعهم هناك من يباشر بالذبح مباشرة وهناك من يؤجلها إلى ما بعد الظهر حتى ينهي جولاته على الأهل والأصدقاء.
 
* السودان
 
أما السودانيون يستقبلون العيد بفعالية خاصة يحرصون عليها في يوم وقفة عرفات وهي"زفة العيد" حيث تخرج هذه الزفة إلى الميادين الكبرى والشوارع الرئيسية بالمدن وفي مقدمتها كبار مسؤولي هذه المناطق تصحبهم الموسيقى الشعبية الأصيلة، ومئات الأطفال من أبناء الحي لتطوف هذه الزفة جنبات المنطقة لتزف إلى أهلها مقدم العيد.
 
ومن عادات السودانيين صبيحة عيد الأضحى المبارك أن يتناولوا "العصيدة" عقب عودتهم من الصلاة، وذلك لتأخر الإفطار حيث ينهمك الجميع في مراسم الذبح والتضحية وتتكون العصيدة من خليط من الدقيق مع الماء يضاف إليه البامية المجففة والمطحونة المضاف إليها اللحم المفروم حيث يطلق على هذا الخليط السوداني الخالص قبل إضافته إلى الدقيق والماء اسم "الويكة".