"الرفاعي" و"صائد الدبابات".. أبرز شخصيات حيرت العدو الصهيوني

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل احتفالات ذكرى حرب أكتوبرالمجيدة الـ42، التي أبهرت العالم أجمع بعد أن اثبتت قدرة المصري على مواجهة نظامين من أقوى أنظمة العالم "إسرائيل وأمريكا"، وهدم الأسطورة التي طالما تحدثت عنها العدو الصهيوني.

حيث كان "خط برليف" من أقوى الخطوط والذي قيل عنه أنه أقوى من حصن "بودابست"، واستطاعت العقول والأيدي المصرية بتدمير هذه الأسطورة.

وهناك أبطال سجلوا أسمائهم بأحرف من نور، خلال تلك الجرب والانتصار الكبير، ولم يكن لديهم أهداف سياسية أو يبحثون عن مناصب ورتب، بل وضعوا مصر وشرفها وعزتها هدف لهم، فحققوا المستحيل.

"إبراهيم الرفاعي"

إبراهيم الرفاعي، هو قائد سلاح العمليات الخاصة في حرب أكتوبر 1973 وقائد المجموعة 39 الشهيرة بأداء العمليات الانتحارية،  قام بتنفيذ 72 عملية انتحارية خلف خطوط العدو ما بين حرب 67 والاستنزاف و73، وخلالهما قام بتدمير معبر الجيش الإسرائيلي على القناة الدفرسوار وحصل على 12 وساما تقديريًا لشجاعته واستشهد في حرب أكتوبر فكان استشهاده أروع خاتمه لبطل عظيم.

ففى صباح الخامس من أكتوبر 73 عندما تم إسقاطهم خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخباراتية أرضية تمهيدًا للتحرير وأطلق عليهم الجيش الإسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد بمجموعة الأشباح.

وظلت هذه المجموعة تقاتل على أرض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من أكتوبر وحتى نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان، من رأس شيطاني حتى العريش ومن شرم الشيخ حتى رأس نصراني وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين إلى ثلاث في اليوم بايقاع أذهل مراقبي الإستخبارات الإسرائيلية لسرعتهم وعدم افتقادهم للقوة أو العزيمة رغم ضغوط العمليات.

كما هاجموا محطة بترول بلاعيم، صباح السادس من أكتوبر لتكون أول طلقة مصرية في عمق إسرائيل تنطلق من مدافعهم تلتها مطار شرم الشيخ صباح ومساء السابع من أكتوبر، ثم رأس محمد وشرم الشيخ نفسها طوال الثامن من أكتوبر.

وكان للهجمات على أبار البترول أثر قوي في تشتيت دقة تصوير طائرات التجسس والأقمار الصناعية الأمريكية وهو تكنيك أثبت فعاليته.

"إستشهاد الرفاعي"

إستشهد الرفاعي، يوم جمعة يوم 27 رمضان في التاسع عشر من أكتوبر وكان صائمًا، ويحكي أبو الحسن قصة الثغرة واستشهاد العميد، قائلاً: "تم صرف سلاح لنا  مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السلاح علي السيارات ونعود مرة أخرى إلى الإسماعيلية، ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليين بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكان العائدون من الثغرة يتسألون عن ذهابنا إلى قلب المعركة".

كانت سيارة "الذخيرة" أخر سيارة، مشيرًا إلى خطورة الأمر، حيث أن أي كمين يقوم بالتركيز على أول سيارة وآخر سيارة، ورأى أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائق باللاسلكي.

وتابع: "صدرت الأوامر بالتراجع، فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق "مدق" وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتى لا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة وخلفه بقية السيارات وعدنا للإسماعيلية".

وأضاف: "جاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخري فعدنا وودعنا بعضنا قبل الدخول لأننا أيقننا أننا ذاهبين إلى الموت ودخلت السيارات تحت الشجر وترجلنا ومعنا أسلحتنا وقررنا أن نفعل شئ ذو قيمة قبل أن نموت وفوجئ اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير".

ووأوضح: "صعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثوا عن قائدنا حتى لاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه رفض أن يقفز".

"صائد الدبابات"

ومن أشهر أبطال أكتوبر محمد عبد العاطي عطية و لقبه "صائد الدبابات"، والذي إشتهر باصطياده لأكثر من 30 دبابة ومدرعة إسرائيلية في أكتوبر 1973 وأصبح نموذجا تفتخر به مصر وتحدثت كل الصحف العالمية عن بطولاته حتى بعد وفاته 9 ديسمبر عام 2001.

وقال عبد العاطي، في مذكراته، إنه إنتابته موجة قلق في بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم وكتب في مذكراته أن يوم 8 أكتوبر 73 كان من أهم أيام اللواء 112 مشاة وكانت البداية الحقيقية عندما أطلق صاروخه على أول دبابة وتمكن من إصابتها ثم تمكن من تدمير 13 دبابة و 3 عربات نصف جنزير.

وفي 28 سبتمبر 1973 التقى عبد العاطي بالمقدم عبد الجابر أحمد علي، قائد كتيبته، الذي طلب منه أن يعود بعد إجازة 38 ساعة فقط، في أول أكتوبر إلى منطقة فايد، استعدادًا لصدور الأوامر بالتحرك.

جاء يوم 6 أكتوبر 1973 المرتقب، وبدأ الجيش يتقدم على مقربة من القناة وبعد الضربة الجوية المصرية الساحقة بدأت أرض المعركة وعبرت الجنود المصرية الضفة الشرقية للقناة.

وكان عبد العاطي، هو أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابي لخط بارليف، وأسقطوا أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة، وفي 8 أكتوبر، وفي محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التي بدأت في التحرك والمصحوبة بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء من الطائرات.

وقام عبد العاطي، بإطلاق أول صاروخ وتحكم فيه بدقة شديدة حتى لا يصطدم بالجبل، ونجح في إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله بيومي، قائد الطاقم المجاور، صاروخًا فأصاب الدبابة المجاورة لها.

وتابع هو وزميله بيومي الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة، ورصيد بيومي إلى 7 دبابات في نصف ساعة، ومع تلك الخسائر الضخمة؛ قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبة، وبعدها اختاره العميد عادل يسري ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، التي تكشف أكثر من 30 كيلو مترًا أمامها.

وفي 9 أكتوبر، فوجئ بقوة إسرائيلية مدرعة جاءت لمهاجمتهم على الطريق الأسفلتي الأوسط، مكونة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات، وأطلق الصاروخ الأول عليها فدمرها بمن فيها، فحاولت الدبابة التالية لها أن تبتعد عن طريقها لأنهم كانوا يسيرون في شكل مستقيم.

وصوب إليها عبد العاطي، صاروخًا سريعًا فدمرها هي الأخرى، وفي تلك اللحظة تقدمت السيارة الجيب إلى الأمام، وبدأت الدبابات في الانتشار، فقام عبد العاطى باصطيادها واحدة تلو الأخرى حتى بلغ رصيده فى هذا اليوم 17 دبابة أخرى.

وفي 10 أكتوبر، فوجئ مركز القيادة باستغاثة من القائد أحمد أبو علم، قائد الكتيبة 34، لمهاجمة ثلاث دبابات إسرائيلية، فوجه عبد العاطي، ثلاثة صواريخ إليها فدمرها جميعًا، بالإضافة إلى اصطياد إحدى الدبابات التى حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفى 18 أكتوبر، دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 33 دبابة و3 مجنزرات.

"أول شهيــد مصــري في حـــرب أكتوبـــر"

يعد الرقيب محمد حسين محمود سعد أول  شهيد مصري في حرب أكتوبر، انضم إلى القوات المسلحة عام 1968 م كجندي إستطلاع خلال السنوات السابقة على حرب أكتوبر، وعندما جاءت لحظة العبور كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلى سيناء.

وهو أول شهيد في حرب أكتوبر، وفقًا لإشارات التبليغ من الوحدات الفرعية التابعة للجيش، حيث كشفت عنها مجلة الهلال في عام 1976.

وكان أول العابرين مع قوات الجيش الثالث الميداني لخط بارليف، بعدما انتظر 4 أيام كاملة أمام الضفة الغربية للقناة للبدء في تنفيذ خطة العبور.

ولد سعد، عام 1946 في قرية سنديون بمحافظة القليوبية، كان والده مزارعًا، درس في معهد قويسنا الديني وعمل باحثًا اجتماعيًا بوحدة طوخ قليوبية، تزوج من مُدرسة كانت تعمل بمدرسة إعدادية في طوخ، قبل 20 يومًا من اندلاع حرب أكتوبر ، قبل حرب أكتوبر 73، خدم كجندي استطلاع ودخل سيناء عدة مرات.

وشقيقه الأصغر عبدالحميد كان جنديًا من قوات المدرعات، وخاض معركة جبل لبنى، عام 1967، ضد فرقة مدرعة ومشاة ميكانيكة إسرائيلية، وأبلى بلاءً حسنًا في المعركة، التي أشارت «الهلال» إلى أنها تدرس وقت نشرها الموضوع في الأكاديمية العسكرية العالمية.