بالصور.. "الفجر" تخترق مملكة الشيشة على كافيهات الطلبة والمراهقات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أصبحت ظاهرة تدخين صغار السن والمراهقين للسجائر والشيشة، أشبه بناقوس خطر، يدق ليلفت إنتباه مجتمع، غابت فيه قيمة القدوة، وأصبح التفكك الأسرى، والانحلال الاخلاقى إحدى علاماته، فى مقابل ارتفاع نسبة التطرف التى تقابلها دائما تحرر غير مقبول أخلاقيا.
 
ومع الأيام الأولى للدراسة، أصبحت صورة طلاب وطالبات الجامعات بل والمرحلة الثانوية والاعدادية يجلسون على المقاهى، ويدخنون السجائر والشيشة، وصرة متكررة  وبشكل يومى، وفى محاولة لرصد أبعاد هذه الظاهرة، حاولنا الاقتراب من بعض المدخنين وأصحاب المقاهى لرصد أبعادها.
سواقين التوك توك هم السبب:
فى البداية، قال عبدالعزيز على - الشهير بزيزو-، صاحب إحدى مقاهى باب اللوق، إن ظاهرة تدخين الأطفال للشيشة بدات مع انتشار التوك توك، حيث يقوده أطفال، وبعضهم طلبه فى إعدادى وثانوى، يجلسون فى وقت الراحة على المقاهى، لغسل التريسكيل، وتناول الافطار، والتدخين، موضحا أنهم يعتبرون أنفسهم" عيال كسيبة"، ومن حقهم يشربوا سجائر وشيشة، ليصبحوا "رجالة" كبار.
 
البنات مع بعض أو مع البوى فريند:
فيما أوضح مصطفى عوف صاحب مقهى بحدائق حلوان، أن "الطلاب يأتون إلى  الكافيه نهارا فى وقت المدرسة والدروس، على سبيل (الزوغان) أما البنات المدخنات فلا تاتى البنت بمفردها، بل تأتى مع صديقها، أو مع شلة" بنات وشباب، يدخنوا مع بعض"، مؤكدا "أنه إذا كانت إحدى البنات لا تدخن، إصحابها بيقنعوها تدخن، بطريقة : جربى ما يبقاش دمك تقيل".
 
مكونات الشيشة
ومن جانبه، أكد الدكتور جمال الخولى استشارى أمراض القلب والصدر أن الشيشة أخطر من السجائر؛ لافتا إلى أنها تحتوى على كميات أكبر من السموم مثل النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمسرطنة.
 
وأضاف الخولى، أن العلاقة بين أمراض القلب والتدخين مؤكدة حيث يحدث ارتفاع في عدد النبضات حتى تصبح غير منتظمة وبالتالي تؤدي الى أمراض قلبية خطيرة، مشيرا إلى أن الدماغ يتضرر كما هو الحال بالنسبة للجهاز التنفسي والمعدة.
 
وتابع: مدخنو النرجيلة يستنشقون ثاني أكسيد الكربون والنيكوتين مما يعرضهم لخطر الاصابة بأمراض القلب وادمان النيكوتين، كما ان تدخين الشيشة يسبب الإدمان ويقلل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفها، ويسبب انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن كما ويؤدي الى حدوث سرطانات الرئة والفم و المريء والمعدة.
 
شيشة "بناتى"للمتمردات فقط:
وفى سياق متصل، قالت الدكتورة زينب شقير استاذ علم النفس التربوى بكلية التربية جامعة طنطا، إن انتشار التدخين بشكل عام بين الأطفال والمراهقين، يعبر عن خلل فى النسق القيمى والاجتماعى وغياب دور الأسرة والقدوة.
 وبالنسبة للفتيات والنساء، أوضحت "شقير" أنه يرجع إلى رغبة البعض فى التمرد على عادات المجتمع، وبعضهن يعتبرن التدخين في الأماكن العامة مظهرا من مظاهر الوجاهة الاجتماعية، ومنهن أيضا من يلجأن للتدخين بهدف جذب انتباه الشباب والرجال.
 
أضرار مالية وصحية تصل إلى الوفاة:
وأشار حسنين كشك،أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس، اللا أن التدخين سبب أساسى فى إنتشار أمراض الصدر والسرطانات، مشدداً على إنتشار الظاهرة يزيد من نسب المرض لدى المدخنين، والتى تؤدى إلى الوفاة، مؤكدا أن التدخين يسبب أضرار مادية، مشيراً إلى أن المدخن ينفق أموال طائلة فى التدخين، وتبلغ تكلفة العلاج مبالغ عالية.
 
البحث عن الهوية
وأكد الدكتور محمد عبد المنعم خبير نفسى، أن هناك مادة داخل السجائر لها تأثير مزاجى، لافتاً إلى أن الأطباء النفسيين ينظرون إلى المخدرات والتدخين نظرة واحدة، موضحاً أن التأثير النفسى واحد للأثنين.
وأضاف "عبد المنعم" أن البنات تبدأ بالتدخين فى سن صغير خلال مرحلة المراهقة، للبحث عن الهوية، فتحاول تحديد هويتها وتكوين سمات شخصيتها وتحولها من طفلة إلى شابة.
وتابع: أن الحد من الظاهرة يجب أن يكون فى إطار مواجهة التدخين والمخدرات معاً، لافتاً إلى أن البنات تنظر إلى التدخين على أنه نوع من أنواع التمرد على قيود العائلة، مشدداً على أهمية الحد من إتاحة التدخين، موضحاً أنه يتم كتابة جملة "لاتباع لـ أقل من 18 سنة"، وهى طريقة ظاهرية فى الحد من التدخين، ولفت إلى أهمية صياغة قانون يجرم بيع السجائر لحديثى السن، ووجود حملات توعية شاملة.
وأشار إلى دور الفن والاعلام الأساسى فى إنتشار الظاهرة، من خلال ظهور أبطال الافلام والمسلسلات ومشاهير الاعلاميين يدخنون السجائر والشيشة، ومعظم المراهقين يتخذون هؤلاء قدوة لهم.