مسؤول تونسي: تنسيق متواصل مع القاهرة على كافة المستويات

عربي ودولي

بوابة الفجر



أكد كاتب الدولة التونسي المكلف بالعالم العربي وأفريقيا التهامي العبدولي، وجود تنسيق كامل بين بلاده والقاهرة على كافة المستويات، واصفاً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه "قيادة ملهمة وحكيمة".

كما أثنى في حوار مع 24 على نجاح ثورتي تونس ومصر في تصحيح مسار ثورتيهما، مطالباً الدول الأخرى التي شهدت ما يسمى بـ "الربيع العربي" وتعاني اضطرابات أمنية وسياسية، بالاستفادة من التجربتين المصرية والتونسية في التوافق. 

*كيف رأيت التظاهرات الاحتجاجية حول قانون المصالحة الاقتصادية؟
-هو أمر عادي جداً أن أي شيء يطرأ في الديمقراطيات الوليدة قد يثير إشكالاً وجدلاً سياسياً، ودائماً ما يبدأ الجدل السياسي بشكل عقيم ثم يتجه نحو الوسطية.. رئيس الجمهورية أكد أن القانون معروض للنظر فيه، بما يمكن تجويده والاتفاق حوله، وبأن نتفق على كل ما هو إيجابي فيه، وهذا ما سيحصل خلال الأيام القليلة المقبلة.

*هل هذا كافٍ لحل تلك المشكلة مع المعارضين؟
-كما أحترم رأي الحكومة التي انتمي إليها، أحترم كذلك رؤية المعارضة ولكن في النهاية سنصل إلى طريق وحل وسط، كي يكون قانون المصالحة من أجل الشعب التونسي وليس من أجل جماعات معينة.

*وماذا عن الرؤية التونسية في مكافحة الإرهاب؟
-هذا الملف بالنسبة لنا طوي، بعد أن تم التوقيع على قانون مكافحة الإرهاب والقوانين صارمة في هذا الغرض.. أيضاً تونس تنجح وتتقدم بخطى حثيثة وجيدة جداً في مقاومة الإرهاب وهذا ليس فقط بفعل الأجهزة في النظام وإنما كذلك بمشاركة المجتمع في تونس الذي هو جزء من مكافحة الإرهاب برفضه للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية.

*كيف تقيمون حال دول ما يسمى بـ "الربيع العربي" والتي تعاني اضطرابات أمنية؟
-هناك دول نجحت وهناك دول فشلت.. الدولتان اللتان تقريباً نجحتا في هذه الثورات هما تونس ومصر.. تونس بعد تجربة معينة صححت سياسياً مسار ثورتها، ومصر كذلك بعد تجربة معينة صححت مسار ثورتها. ويجب أن تتعلم الدول الأخرى التي شهدت ثورات من النموذجين التونسي والمصري، دون طرق باب الجدل السياسي.. نحن في تونس دائماً نضع العلامة الأقوى التي تدل على نجاح المسار هو حالة التوافق التي نعيشها.

مصر كذلك تعيش حالة توافق لأن الشعب عبر عن رغبته وعن آرائه وهو الآن يعيش بقيادة ملهمة حكيمة بالنسبة إليه ونعتقد أنه ما دام الشعب المصري راضياً فنحن لا دخل لنا ونرضى برضاء الشعب المصري، والمصريون يرضون أيضاً لرضاء الشعب التونسي.

الحل السحري دائماً هو في التوافق بشقيه السياسي والاجتماعي، ونحن في تونس رغم أنه لم يكن هناك اتفاق مع بعض الأطراف في البداية، لكنها قامت بعد ذلك بتونسة نفسها. وأنا أطلب كذلك من بعض الأطراف المصرية أن تقدر حاجة الدولة والمصلحة العليا لمصر، بأن تمصرن أو تمصر نفسها وتصبح مصرية ولا علاقة لها بأطراف أجنبية، وفي تصوري هذا هو الحل للنجاح، ونحن نثق في القيادة المصرية مثلما نثق في القيادة التونسية.

*في ضوء ذلك كيف تقيمون العلاقات المصرية التونسية؟
-مصر بخير وتونس بخير، العلاقات السياسية بين الطبقات السياسية التونسية والمصرية في القمة كأفضل ما تكون، وبين الرئيسين هي في أفضل حال، وهناك تنسيق كامل وتشاور على كل المستويات، وعلينا الآن أن نتقدم أكثر كي تنعكس العلاقات السياسية الإيجابية على تطوير الجوانب الاقتصادية والعلاقات بين المجتمع المدني في تونس ونظيره في مصر.

-ماذا عن القمة العربية الاقتصادية التي من المفترض أن تستضيفها تونس، وهل تحدد موعد لها؟
-الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في التعاون العربي المشترك مهم جداً، وكان لنا لقاء منذ عدة أيام مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي لمناقشة بعض الأمور الخاصة بانعقاد القمة الاقتصادية في تونس والتي ستعقد في شهر أكتوبر من العام المقبل 2016.

*كيف ترون معالجة قضية جزر الإمارات المحتلة من إيران "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"؟
-نحن بالتأكيد مع أحقية الشقيقة الإمارات العربية المتحدة في سيادتها على الجزر الثلاث، وندعم في نفس الوقت الحوار بين الطرفين وعن طريق المؤسسات الدولية الكبرى بما يمكن من حل القضية. لكن الإمارات على حق وصاحب الحق سينجح في النهاية.