أول مصرية بالبرلمان السويدي: أفتخر بأصلي.. وللشباب: توقفوا عن جملة «صوتي مش مهم»

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تخرجت في كلية التجارة، وقررت السفر إلى السويد، وبدأت عملها بعد 11 شهرًا من سفرها إلى هناك، وتقلدت العديد من المناصب السياسية، وتقدمت بأوراق ترشحها للبرلمان السويدي عام 1999، لتصبح أول برلمانية مصرية عربية في البرلمان السويدي.. ماجدة أيوب التي التقتها «الفجر» في السويد، لتتعرف منها على تفاصيل رحلتها، وعملها.

■ كيف أصبحتِ عضوًا في البرلمان السويدي ؟

- أنا من القاهرة، وتخرجت في كلية التجارة، وبعدها جئت إلى السويد عام 1973، لأحصل على عملي بعد 11 شهرًا، والسويد تتيح فرصة ترشح وانتخاب الأجانب أصحاب الجنسيات الأخرى بعد مرور ثلاث سنوات فقط على وجودهم داخل الدولة، خاصة في البلديات، وبالتالي بدأت عملي السياسي في أوائل الثمانينيات، وتقدمت بأوراق ترشحي إلى البرلمان السويدي عام ١٩٩٩، وذلك بعد فوزي أكثر من مرة في انتخابات البلدية ثم المحافظة، فكنت أول سيدة مصرية تدخل برلمانًا في العالم كله خارج مصر، وكنت أول سيدة تمثل القارة الإفريقية في البرلمان السويدي.

■ ما موقف المجتمع السويدي منكِ بعد وصولك إلى البرلمان ؟

- حصولي على الجنسية السويدية جعل لي حق الانتخابات والترشح، والمجتمع السويدي لم ير في هذا الوقت أي مشكلات لتمثيلي في البرلمان، لأنه كان يشجع على المشاركة السياسية خاصة للاجئين أو المهاجرين أو الحاصلين على الجنسية السويدية، وليس عنده أي تفرقة بين أي شخص أياً كانت جنسيته، لكنهم يشعرون بالفخر عندما يتولى شخص من أصول عربية منصبًا لديهم، لإثبات مبدأ المساواة.

■ ما أهم القوانين التي شاركتي في تشريعها داخل البرلمان السويدي ؟

- كنت أعمل مع الأجانب واللاجئين، فقررت الانضمام إلى لجنة اللاجئين بالبرلمان، وكنت المسؤولة والمتحدثة باسم حزب «المسيحيين السويدي»، وكانت هناك قوانين تنص على أن المواطن السويدي له حقوق وليس عليه واجبات، فقمت بتعديل القانون، بأن لكل مواطن سويدي حقوق وعليه واجبات، لابد أن يلتزم بها كي تفي الدولة بحقوقه عليها، إلى جانب المشاركة في تعديل قانون «محاربة العنصرية»، وبمقتضى هذا القانون تمكنت من إضافة بند يجرم التفرقة بين الأشخاص سواء السويديين أو الأجانب.

■ ما أهم المناصب السياسية التي تقلدتيها ؟

- تقلدت عدة مناصب، حيث أنني تمكنت من الفوز في انتخابات البلدية «المحليات» أكثر من مرة، وظللت 19 عامًا في البلدية، وثلاث سنوات في البرلمان السويدي، بالإضافة إلى أنني إحدى قيادات الحزب المسيحي السويدي، ولدي نشاطات عدة في إدارة المحافظات السويدية خاصة استوكهولم، وهي ٢٦ بلدية، المسؤولة عن الصحة ومترو الأنفاق والمواصلات كلها، وكل ما يخص الثقافة في هذا الوقت.

■ ما عملك الآن في السويد ؟

- حالياً أشغل منصب مستشارة من ثلاثة أعضاء بهيئة المحكمة الخاصة باللاجئين، وكل عضو منا له صوت يماثل صوت القاضي، وأيضا في المحكمة البدائية بالسويد، ولي أيضًا منصبًا إداريًا ببلدية ستوكهولم، ومسؤولة عن هيئة المساكن، وعن استقبال اللاجئين بالبلدية وتعليمهم اللغة السويدية ومتابعة أمورهم حتى استقرارهم.

■ هل تتواصلين مع المصريين المتواجدين في السويد ؟

- رغم بقائي في السويد منذ أكثر من ٤٠ سنة، إلا أنني ما زلت افتحر بأصلي المصري، ومن هذا المنطلق أسست مع مجموعة من المصريين المتواجدين بالسويد، جمعية «بيت المصريين» ودائمًا ما نعقد داخلها حفلات للتعارف على المصريين الجدد القادمين إلى السويد.

■ ما الهدف الرئيس من تأسيس جمعية «بيت المصريين» ؟

- رصد مشكلاتهم ومساعدتهم على حلها، بالإضافة إلى أن الجمعية دائمًا ما تحرص على رفع الوعي لدى أعضائها بالقوانين المنظمة للحياة هناك، كي يتمكن المواطن المصري من التأقلم على الحياة سريعًا.

■ رسالة تريد ماجدة أيوب توجيهها إلى الشباب في مصر مع قرب الانتخابات البرلمانية.. ما هي ؟

- أنصحهم بالإقبال على الحياة السياسية، سواء بخوض الانتخابات، أو بالمشاركة السياسية، وعليهم أن يتوقفوا عن جملة «صوتي مش مهم».. وأقول لهم لازم كلكم يا شباب تنزلوا وتشاركوا لأن ذلك هو مستقبلكم.. ويكفيكم أن تعرفوا أن 50% من رؤساء الأحزاب بالسويد هم من الشباب.

■ أخيرًا.. متى ستعودين وتستقرين في مصر ؟

- أزور مصر كثيرًا، ولكن ما يمنعني من الاستقرار الآن فيها، هو عملي حيث أن سن المعاش في السويد 65 عامًا، وبالتالي سأظل أعمل بالسويد لفترة طويلة، كما أن أحفادي وأولادي معي بالسويد، وبالتالي فأنا أملك في قلبي بلدين هما مصر والسويد.