في ذكرى أكتوبر.. 3 أبطال صفعوا أخطر جهاز مخابرات بالعالم

تقارير وحوارات

رأفت الهجان وجمعة
رأفت الهجان وجمعة الشوان


لم تقتصر أدوار البطولة على من شاركوا فى حرب أكتوبر المجيدة فقط وإنما هناك أبطال أيضًا شاركوا في تحرير أرض سيناء ولكن عن طريق خداع أخطر جهازين مخابرات في العالم "إسرائيل وأمريكا"، وعرضوا أنفسهم للمخاطر أثناء العمل داخل تل أبيب بأسماء مستعارة ومنهم من تم عرضه على أجهزة كشف الكذب، "الفجر" تعرض أسرارًا عن هؤلاء الأبطال.

1- أشرف مروان: نفذ خطة الخداع المخابراتية، قبل حرب السادس من أكتوبر، والتي سجلت  في التاريخ العسكري بأنها الأكثر عبقرية والأعظم تخطيطًا، ورغم سرية عمل المخابرات، إلا أن الدكتور أشرف مروان صنع لنفسه صورة مضيئة من صور الانتصار العربي والمصري على الكيان الصهيوني، وجهازه الأخطبوطي "الموساد"، بعد الكشف عن نجاحه فى تجنيد رئيس الموساد الصهيوني للعمل في خدمة المخابرات المصرية.

وفجر المؤرخ العسكري الإسرائيلي شيمعون ميندس، مفاجأة جاءت فى سياق تقرير وثائقي بعنوان "أشرف مروان الجاسوس الذي كان يشغل رئيس الموساد" نشره بمجلة "منتدى الشرق الأوسط" العبرية المتخصصة فى الشؤون الاستراتيجية، حاول في تقريره إثبات وجهة نظره المخالفة لما هو سائد فى "إسرائيل"، بأن أشرف مروان نجح في تجنيد رئيس الموساد لصالح المخابرات المصرية وليس العكس، وذلك من خلال تأكيده على الدور المحوري لـ"مروان" في استكمال خطة "الخداع الاستراتيجي" التي وضعها الرئيس الراحل أنور السادات إبان حرب أكتوبر المجيدة، وتجنيد رئيس الموساد بشكل لم يدرك معه أنه أصبح يعمل في خدمة المخابرات المصرية.

2- رأفت الهجان: رفعت علي سليمان الجمال أو "رأفت الهجان" كما قدمته الدراما المصرية، والذي رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956 وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي، وبحسب الرواية المصرية فإن الهجان قام ولسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973.

3- أحمد الهوان: عرف الجميع قصة أحمد الهوان أو "جمعة الشوان"، الذي لعب دوره الفنان عادل إمام في مسلسل "دموع في عيون وقحة"، والذي أمضى حياته في خدمة مصر بخداعه أهم جهاز استخبارات فى هذا التوقيت للعدو الإسرائيلى، وتوفي في 2 نوفمبر 2011 ، وسط تجاهل من الجميع لمشوار خدماته الجليلة لوطنه.

تزوج من حبه الوحيد فاطمة وأنجب منها ولديه "محمد ومها"، قبل أن ينفصلا بعد 17 عامًا من الزواج، بعد علمها بعلاقته بالإسرائيلية "جوجو"، التي جندها لصالح المخابرات المصرية واعتبرت ما حدث خيانة وتعرف على محبوبته الإسرائيلية "جوجو" خلال محاولة الموساد إغرائه بالعمل معه وأن يتولى رئاسة فرع شركة للحديد والصلب وافتتاح مكتب لها في مصر في عمارة الإيموبيليا بشارع شريف مقابل 185 ألف دولار.

طوال رحلة عودته للقاهرة، شك جمعة الشوان فيمن قابلهم لأن الأسماء يهودية، فتوجه إلى مبنى المخابرات وطلب مقابلة الرئيس جمال عبدالناصر، فحجزوه يومين، ثم ذهب إليه في بيته في منشية البكري، وسلمه الـ185 ألف دولار، وروى له ما حدث، فأرسله لرجال المخابرات الذين طلبوا منه تنفيذ توجيهات الموساد، وكان يمد الموساد بمعلومات حقيقية لأماكن وهمية خاصة بقواعد الصواريخ، وتعلم في مدينة ليل الفرنسية الاستقبال بالراديو والحبر السري وجمع المعلومات عن الجيش والرأي العام، وكان رئيسُه في المخابرات اللواء محمد عبدالسلام المحجوب"، وزير التنمية المحلية الأسبق.

وزار تل أبيب 38 مرة خلال 11 عامًا، فترة عمله مع المخابرات المصرية، وكرمته جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية، بعد نجاحه في اجتياز اختبارات جهاز كشف الكذب على مدى 4 ساعات.

3- الطفل صالح: اسمه الحقيقي صالح عطية، راعى غنم ودواجن سيناوي، كان يقيم مع والديه في كوخ صغير بالقرب من بئر قليلة المياه داخل أراضي سيناء، وقصته باختصار تتمحور حول رغبة المخابرات المصرية في تجنيد والده عميلا لصالحها للحصول على معلومات من المعسكرات الإسرائيلية، بعد نكسة 1967، ولكن خطرت ببال الضابط المكلف بتجنيده فكرة تجنيد الطفل بدلاً من والده، بعد أن شعر بنشاط الطفل وهمته أثناء زيارته بيت الشيخ عطية، والد صالح.

من هنا بدأ تجنيد الطفل صالح، وأخذ يتلقى دروسًا على يد رجال المخابرات المصرية لجمع المعلومات، وظل صالح يقوم بجمع البيض وبيعه في معسكرات الإسرائيليين في سيناء وأثناء عملية البيع يقوم بجمع المعلومات عن أعداد الجنود وأماكن نومهم والمعدات الموجودة بالمعسكرات.

وظل الطفل يجمع المعلومات ويبلغها للمخابرات إلى أن تم تدريبه على وضع أجهزة تجسس دقيقة داخل حجرات القيادة تمكنت المخابرات من خلالها إلى الاستماع لجميع ما يحدث داخل وحدات قيادة الجيش الإسرائيلي، وبعد الانتصار في حرب 1973 انتقل عطية مع أسرته إلى القاهرة، وأصبح ضابطًا في المخابرات العامة المصرية.