أفلام نصر أكتوبر.. وتوقف الإبداع (تقرير)

الفجر الفني

بوابة الفجر


تحل علينا اليوم، الذكرى الـ42 لانتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 المجيدة، وقد جدست السينما المصرية انتصار حرب أكتوبر المجيدة في ستة أفلام فقط، وهذا العدد من الأفلام يعتبر عدد قليل على هذا الانتصار العظيم، فقد توقف الإنتاج المصري على تقديم الأفلام التي تجسد هذا النصر على العدو الصهيوني، وشهد عام 1978 هو العام الاخير عن إنتاج الافلام التي تمجد هذه الملحمة المصرية العظيمة.

مركز تحميل الصور

الطريق إلى إيلات

37 عاماً، امتنع خلالهم رواد صناعة السينما المصرية عن إنتاج المزيد من الأفلام المتطورة والتي تتحدث عن بسالة الجيش المصري واحترافيته في قهر الجيش الصهيوني، من خلال تطور الصناعة السينمائية لتكون أكثر تطورًا في تجسيد هذه الحرب الشريفة، وكان دائمًا المبرر للامتناع عن الإنتاج هو "ضخامة الميزانية"، ومهما حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً فإن توزيعه وعرضه لن يغطي تكاليفه "على حد قول المنتجين"، بينما حدث في التجربة المتميزة للمخرجة إنعام محمد علي، عندما أخرجت تحفتها الفنية "الطريق إلى إيلات"، والذي أنتجه اتحاد الإذاعة والتلفزيون وليس من إنتاج أحد صناع السينما المستقلين.


وبعد مرور عام واحد على انتصار أكتوبر، عرضت السينما للمرة الأولى في 6 أكتوبر 1974، فيلمين يجدسان حرب أكتوبر والإنتصار العظيم، والفيلمين هم:-


مركز تحميل الصور


"الوفاء العظيم"

بطولة محمود ياسين، ونجلاء فتحي، وسيناريو وحوار 'فيصل ندا'، وإخراج حلمي رفلة، وتولى شريف حمودة الإشراف على المعارك الحربية باعتباره مساعد المخرج الأول، بينما قصة الفيلم تدور في أجواء ساذجة لا تناسب مقام تلك الحرب المجيدة.


مركز تحميل الصور

"الرصاصة لا تزال في جيبي"

بطولة محمود ياسين، ونجوى إبراهيم، وقصة وحوار إحسان عبد القدوس، وإخراج حسام الدين مصطفى، وكتب في مقدمة الفيلم كلمة شكر إلى القوات المسلحة لما قدمته من إمكانيات عسكرية لتصوير الفيلم.


مركز تحميل الصور


"بدور"

ثم بعد ذالك قدمت السينما فيلم "بدور" في 14 أكتوبر 1974، من تأليف وإخراج نادر جلال، وبطولة محمود ياسين، ونجلاء فتحي، وتدور قصة الفيلم بأن يتعرف عامل المجاري "صابر" على النشالة "بدور" التي تقرر التوبة، يدعي لأهل الحارة أنها "ابنة عمه" ويقيم في منزل المعلمة نوسة، يتوصل إليها "ميمو" أحد أفراد العصابة ويشي بحقيقتها لأهل الحارة، ولكنهم لا يتخلوا عنها، يتم أخيرًا قبول تظلم "صابر" ويرقى في عمله، وتنشب حرب أكتوبر ويتم النصر والعبور، ويعود صابر من المعركة مصابًا ويحتفل أهل الحارة بزواجه من بدور، لكن عند مشاهدته الآن نكتشف بسهولة أنه فيلم ساذج إلى أبعد مدى، وأن حبكته السينمائية مُستلة من أكثر الحبكات سذاجة في تاريخنا الفني.


مركز تحميل الصور


"أبناء الصمت"

وفي نفس العام، تم إنتاج فيلم "أبناء الصمت" في 16 نوفمبر، والسيناريو والحوار للروائي الكبير مجيد طوبيا، وإخراج محمد راضي، ويعتبر أفضل الأفلام التي صنعت من أجل حرب أكتوبر المجيدة، وشاركت في بطولته عدد كبير من النجوم من بينهم "محمود مرسي، ميرفت أمين، ونور الشريف، ومحمد صبحي، مديحة كامل".

مركز تحميل الصور


"حتى آخر العمر"

وفي عام 1975، تم إنتاج فيلم "حتى أخر العمر"، من تأليف يوسف السباعي، وإخراج أشرف فهمي، وشارك في بطولة الفيلم، "محمود عبدالعزيز، وعمر خورشيد، ونجوى إبراهيم، وعماد حمدي، وحياة قنديل، وسعيد صالح، وعمر ناجي و فتحية شاهين"، ومن أبرز لقطة الفيلم قيام الجنود المصريين بعملية بدر في أولى حرب أكتوبر سنة 1973م ، حيث عبروا قناة السويس.

مركز تحميل الصور


"العمر لحظة"

وكان أخر الأفلام التي جسدت إنتصار حرب أكتوبر، فيلم "العمر لحظة"، والذي أنتج عام 1978، من تأليف يوسف السباعي، وبطولة "ماجدة، أحمد مظهر، نبيلة عبيد، ناهد الشريف، أحمد زكي"، وتدور أحداثه في أعقاب حرب يونيو 1967، تعيش الصحفية "نعمت" الجانب الساخن من حياتها، مع زوجها "عبد القادر" رئيس تحرير إحدى الجرائد التي تعمل بها محررة وعبثه بمقدرات كثيرة، منها: مقالاته التي تدعو إلى اليأس أثناء الحرب مع إسرائيل، وفى الليالي يصاحب النساء، بينما آمنت "نعمت" بأن العمل الوطني هو مفتاح شخصية المرء، لذا اهتمت بالعمل التطوعي في إحدى المستشفيات، وتتعرف على مجموعة من المقاتلين ومنهم "محمود" ضابط الصاعقة الذي يعاني من متاعب مع زوجته، وآخرين وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن، صارت نعمت تحمل رسائلهم وتحل مشاكلهم، وتسافر إلى الجبهة، لرفع الروح المعنوية، تكتب عن الأمل والطموحات المشرقة في عيون الأبطال الجدد، تكتب عن معارك الاستنزاف، إلى أن تنشب حرب أكتوبر ويستشهد الكثيرون ممن عرفتهم نعمة، وصنعوا مجد بلادهم بدماء غالية، وبعد الحرب يكون اللقاء جديدًا بين نعمت ومحمود، بعد أن انفصلت عن زوجها.