الحياة اللندنية: السيسي وجه رسالة لـ"الإخوان ومبارك"

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


قالت الحياة اللندنية، في تقرير لها، إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، وجه رسائل في اتجاهات عدة، ففتح الباب مجدداً للتعايش مع جماعة «الإخوان المسلمين» شرط «السلام» قبل أن يتعهد عدم السماح بـ «سقوط البلاد وعودة زمن الانهزام والانكسار».
 
وقلل من مخاوف حول عودة نظام الرئيس السابق حسني مبارك، مشدداً على أنه «لن يستطيع أحد العودة بنا إلى الوراء». كما حسم الجدل الحاصل في المشهد السياسي المصري حول تعديل الدستور، وأكد أنه يشارك «المتحسبين لهذا الطرح»، مكرراً دعوته المجتمع الدولي إلى وضع «استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب تتزامن فيها المواجهة الأمنية مع إجراءات فكرية وثقافية».


ووجه انتقادات ضمنية إلى إيران، مشدداً على أنه «لا يمكن قبول أن يزايد أحد على دور السعودية في خدمة الحجيج، ولدينا كل الثقة في إجراءاتها ليس فقط لخدمة الحجاج لكن لخدمة كل الزوار طوال العام».


وكان السيسي حضر أمس عرضاً عسكرياً أقيم في الكلية الحربية بمــــناسبة احتفالات مصر بالذكرى 42 لانتــــصار أكتوبر العام 1973، وشارك فيه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، قبل أن يــــوجه كلمة على هامش الاحتفال، تعهد فيها بعدم السماح بـ «العودة إلى زمن الانهزام والانــــكسار، نحن لدينا يقظة ومستعدون جداً حتى لا يتـــــكرر ذلك مرة أخرى، نتــــذكر ذلك في مثل تلك المناسبات ليس فقط لتكون ذكرى وإنــــما حتى لا تتكرر مرة أخرى أو ألا تحدث بفي شكل آخر مثلما نعيش الآن شكلاً من أشكالها للأسف»، في إشارة إلى الأزمات التي تعيشها دول في المنطقة.

ولفت إلى أن أحد أهم دروس انتصار اكتوبر «كانت وما زالت علاقة خاصة جداً بين الجيش والشعب المصري، حيث وقف كل المصريين إلى جانب الجيش لاستعادة الكرامة، لذلك يجب أن يكون أمامنا دائماً أن الجيش والمصريين كتلة واحدة».

وكرر التأكيد أن الجيش المصري «سيظل دائماً نصيراً للمصريين ولن يقف أبداً أمام إرادتكم، هذه روح الجيش المصري الوطني والشريف والمحب لبلاده وشعبه، وسيظل يقدم هذا العطاء لبلاده ... نحن في ظروف صعبة تمر بمصر والمنطقة وما دام الجيش والشعب على قلب واحد فلن يستطيع أحد أن يهزم إرادتنا ... إرادة الحياة والبناء والتعمير». واعتبر أن من الدروس المستفادة أيضاً «أن القرار المناسب والإجراءات المناسبة هي التي دائماً تحكم صانع القرار، لأن القرار دائماً يكون له تداعيات كبيرة جداً».

وقال السيسي: «لدينا هدف كبير هو الحفاظ على تماسك بلدنا، وإلى جوار هذا الهدف أي شيء آخر لا قيمة له، وهذا أمر يسقط من أجله الشهداء والمصابون... الأوطان دائماً تعيش بالعطاء والتضحيات».

وتعقيباً على تعليقات حول صفقات السلاح التي عقدها الجيش المصري في ظل الموقف الاقتصادي الصعب، كشف أن «جنود وضباط الجيش كانوا يتقاضون نصف رواتبهم خلال العشرين عاماً الماضية، حتى يحقق (الجيش) قدرة اقتصادية تساعده على التطوير وحتى يظل قادراً على الدفاع عن بلده وحتى الدفاع عن منطقته بالكامل، الجيش المصري قادر على تأمين بلده والمساهمة في حفظ الأمن القومي العربي، وكان صاحب هذه الفكرة قائد الجيش السابق المشير حسين طنطاوي، أقول هذا الكلام حتى تعلموا أن الجيش كان دائماً أمامه مصر فقط، وسيظل ولاء الجيش للمصريين فقط».


وفي شأن الأزمات التي تعانيها دول في المنطقة، تعهد السيسي بعدم السماح «بسقوط مصر، بوعي المصريين وقدرة الجيش»، قبل أن يفتح الباب مجدداً لجماعة «الإخوان المسلمين» للانخراط في المجتمع، قائلاً: «مصر تكفينا كلنا بأمان وسلام ولن تستطيعوا أبداً المساس بها ولن تستطيعوا أبداً هدم البلد»، ووجه حديثه إلى جماعة الإخوان من دون أن يسميها قائلاً: «أنتم فاكرين أنكم قادرين على هدمها؟، أنتم مش واخدين بالكم، لا والله لن يستطيع أحد أن يمس هذا الوطن وهذا الشعب والله معنا، خلونا نعيش مع بعض نبني ونعمر كلنا مصريين».


وتطرق ضمنياً إلى مخاوف من عودة رجال نظام الرئيس السابق حسني مبارك، مشدداً على أنه «لا أحد يستطيع أن يعود بكم (المصريين) إلى الوراء ... إرادتكم حرة، ولن يستطيع أحد أن يفرض عليكم إرادته، لا رئيس أو غير رئيس، هناك تغيير حقيقي حدث، عندما نتحدث عن دورة رئاسية تنتهي ويكون هناك انتخابات أخرى، ألا يعد هذا إنجازاً للمصريين؟ من يستطيع أن يقول: إن أحداً يمكن أن يظل في موقعه من دون إرادة الناس؟ هذه خطوة عملاقة على مسيرة الديموقراطية، الديموقراطية هي إرادة الناس في الاختيار سواء طريقها أو حكمها أو حتى استمرار حكامها من عدمه، لن يستطيع أحد فرض إرادته على الشعب المصري».


وكرّر الرئيس المصري دعوته المجتمع الدولي إلى وضع إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، قائلاً: «تحدثنا مع دول العالم عن الإرهاب والتطرف، قلنا إذا لم يتم القضاء على منابع الإرهاب والتمويل الذي يقدم للإرهابيين، وأن توقف الدول التي تقوم بهذا التمويل، سيستمر الإرهاب لفترة، وإضافة إلى الإجراءات الأمنية لمواجهة الإرهاب يجب تصويب وتطوير الخطاب الديني، إصلاح الخطاب الديني أمر في منتهى الأهمية، يجب أن تتزامن الإجراءات الأمنية مع إجراءات فكرية وثقافية، علينا أن نمارس هذا الدين بما يليق بهذا الدين وحتى لا نسيء لهذا الدين»، مشدداً على أن مصر «ليس لها مصلحة سوى استقرار وأمن المنطقة، مصر دائماً تنشد التعاون والبناء، ولا تتدخل ولا تتآمر على أحد».

وتطرق السيسي في كلمته إلى سقوط شهداء أثناء مناسك الحج، مقدماً التعازي لكل الدول العربية والإسلامية في شهداء الحج، قبل أن يشدد على ضرورة «أن نكون منصفين، لا يمكن بعد ألف سنة والأشقاء في المملكة العربية السعودية، عيدهم دائماً يكون في خدمة الحجاج، وأحد يتصور أنه يمكن المزايدة على هذا الدور، كلنا ثقة في إجراءات المملكة في خدمة الحجيج، غير ذلك لو تصور أحد أن من الممكن غير أشقائنا في السعودية أن يقدموا هذه الخدمة يصبح غير منصف، كل التقدير للسعودية ولكل الجهود التي تبذل ليس فقط لخدمة الحجاج لكن لخدمة كل الزوار طوال العام».