العالم يتضامن مع "تركيا" في مواجهة روسيا

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


تعهدت تركيا أمس، اتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية حدودها، بعد احتجاجها على توغل مقاتلتين روسيتين في أجوائها قرب الحدود السورية السبت، في تطوّر رجّحت الولايات المتحدة أن يكون متعمداً، فيما وصف الحلف الأطلسي الذي عقد اجتماعاً طارئاً، الأمرَ بأنه عمل «غير مسؤول»، وحض موسكو على «تفادي تصعيد التوتر» بين الجانبين، وفقا لما ذكرته الحياة اللندنية. 

وكان لافتاً أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري علّق قائلاً: «لو ردّت تركيا وفق حقوقها، لكان ذلك سبّب إسقاط الطائرة» الروسية. وأضاف كيري الذي ناقش الأمر مع نظيره التركي فريدون سينرلي أوغلو: «هذا ما حذرنا منه، ولذلك شاركنا في محادثات أولية مع روسيا، للتأكد من استبعاد أي احتمال لوقوع أي نزاع عرضي. هذه المحادثات باتت أكثر أهمية الآن، وسنعمل بسرعة كبيرة لتجنّب أي صدام».

وكانت الخارجية التركية أعلنت أن مقاتلتين تركيتين اعترضتا مقاتلة روسية انتهكت أجواء البلاد فوق محافظة هاتاي، وأجبرتها على التوجّه إلى سورية. وفي حادث ثان، أعلن الجيش التركي تعرّض اثنتين من مقاتلاته الأحد لـ «مضايقة» على الحدود السورية دامت 5 دقائق و40 ثانية، من مقاتلة من طراز «ميغ- 29» التي يستخدمها سلاحا الجوّ الروسي والسوري.

وأعلنت الوزارة التركية أنها استدعت السفير الروسي في أنقرة، مشيرة إلى أنها أبلغته «احتجاجاً تركياً شديداً على الانتهاك، وضرورة تفادي تكراره»، وإلا ستُعتبر موسكو «مسؤولة عن أي حادث غير مرغوب فيه قد يقع». الرسالة ذاتها أبلغها سينرلي أوغلو لنظيره الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي.

وعلّق رئيس الحكومة احمد داود أوغلو قائلاً: «لدى القوات المسلحة التركية أوامر واضحة، وقواعد تركيا للاشتباك تُطبّق على كل الطائرات، سواء كانت سورية أو روسية أو من أي مكان، وستتخذ خطوات لازمة ضد كل من ينتهك الحدود التركية، ولو كان طائراً».

في بروكسيل، أعلن الحلف الأطلسي بعد اجتماع طارئ «احتجاجاً قوياً على الانتهاكات للأجواء السيادية التركية»، وأدان «التوغلات وانتهاكات أجواء الحلف»، منبهاً الى «الخطر البالغ لهذه التصرفات غير المسؤولة»، ومشدداً على أن «أمن الحلف لا يتجزأ».

وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ انتقد بعد لقائه سينرلي أوغلو في بروكسيل «الانتهاكات غير المقبولة للمجال الجوي التركي من مقاتلات روسية»، وحض موسكو على «احترام تام للمجال الجوي للحلف الأطلسي، وتفادي تصعيد التوتر مع الحلف».
في مدريد، رجّح مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية أن يكون الأمر متعمداً، قائلاً: «أعتقد بأن ذلك لم يكن حادثاً. هذا يؤكد قلقنا العميق إزاء ما يفعله (الروس)، ويساهم في شعور عام لدينا بأن هناك مشكلات استراتيجية وتكتيكية حقيقية مع طريقة تصرّف روسيا في سورية الآن».

وأثارت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بروكسيل أمس ولقاؤه مسؤولين في الاتحاد الأوروبي و «الأطلسي»، تكهنات في وسائل إعلام تركية بصفقة محتملة مع الاتحاد من أجل استضافة تركيا مزيداً من اللاجئين السوريين ومنع تدفق مزيد منهم الى أوروبا، في مقابل دعم لوجستي ومالي أوروبي لأنقرة، ومساندتها في فكرة إقامة منطقة عازلة في شمال سورية. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك بعد لقائه أردوغان: «الاتحاد الأوروبي مستعد لمناقشة كل المسائل مع تركيا، وتحدثنا عن إمكان (إقامة) منطقة عازلة في سورية». لكن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الذي التقى أردوغان أيضاً، لفت إلى أن إقامة منطقة آمنة تستوجب «قراراً من مجلس الأمن».

وحدد أردوغان ثلاث نقاط لتسوية «مشكلة اللاجئين»: «الأولى تدريب القوات المتمردة المعتدلة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد في سورية، وتجهيزها، وهذا ما باشرت الولايات المتحدة فعله. النقطة الثانية هي إقامة منطقة آمنة لا بد من حمايتها من الإرهاب، والثالثة تشمل إقامة منطقة حظر جوي».

لكن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أعلن أن بلاده «ترفض» إقامة منطقة حظر جوي في سورية، مشدداً على «وجوب احترام سيادة الدول».