عسكريون يكشفون لماذا تخترق "روسيا" المجال الجوي التركي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



اخترقت الطائرات الروسية، المجال الجوى التركي، بعد أيام من إعلان موسكو توجيه ضربات ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، حيث فتحت صفحة جديدة فى سيناريو التدخل العسكرى لروسيا فى سوريا.

 
وتباينت آراء ومواقف الدول، بين تشجيع البعض لهذا التدخل باعتباره إنقاذا لسوريا من مؤامرة التقسيم والتفتيت، التى كانت تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وبين رافض باعتبار أن التدخل هو للحفاظ على مكانة الرئيس السوري بشار الأسد.

  
وحذر بعض الخبراء من أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لم يأت لإنقاذ الدولة العربية، بقدر ما جاء للدفاع عن مصالح بلاده فيها، حتى لو تطلب الأمر تقسيمها إلى إمارات، حيث تهتم موسكو بتأمين تلك المناطق التى تقع فيها العاصمة دمشق، حيث مقر إقامة وحكم بشار الأسد، حليف موسكو وطهران، وتضم أيضا تلك الدويلة مينائي طرطوس واللاذقية، حيث القواعد البحرية العسكرية لروسيا، التى تطلق على هذا الجزء من سوريا اسم" سوريا المفيدة".

 
وحول التحرشات الروسية الجوية بالطائرات التركية قرب الحدود السورية، واختراق المجال الجوي، قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم العسكرية، إن روسيا لم تأت لتحارب فى سوريا إلا لمصالحها، التى تصادف أنها تتلاقى مع المصلحة السورية، لافتا إلى أن هذه الدول لا تفعل شيئا لوجه الله والوطن العربي.

 
وأضاف فؤاد، أنه بالنسبة للطائرة التى دخلت المجال الجوى التركى، قد تكون مُتعمدة، موضحا أن الطائرات تدخل متعمدة إذا أرادت "جس النبض"، لمعرفة نظام الدفاع الجوى فى هذه المنطقة، حيث تقوم بعمل اختراق محدود، وعن طريق أجهزة الرصد الراداري تتمكن الطائرة المجهزة من التقاط أماكن وجود قواعد الصواريخ ونظم الدفاع الجوى لدى تلك الدولة، التى تم اختراق مجالها، ولكن روسيا ليس عليها إلا أن تؤكد على أن العملية تمت بالخطأ.


وتابع: أن حركة الطائرات الروسية فى الجو تتم بالتنسيق مع أمريكا كقوتين عظمتين، لكن ليس مع تركيا، على الرغم من وجود قيادة للتنسيق فى الجانب المعلوماتى مقرها العراق، وتشارك فيها كلا من العراق وسوريا وتركيا وروسيا، متوقعا أن هذه القيادة يمكن أن تكون ضربة إستراتيجية لأمريكا، إذا تطورت من التنسيق المعلوماتى إلى تنسيق فى جوانب أخرى.

 
ومن جانبه قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن روسيا قامت بتعرية كل من الناتو وأمريكا وتركيا وقطر، وفضحهم أمام العالم أجمع، وكشفت أن حربهم المزعومة على تنظيم داعش الإرهابي، ماهى إلا جزء من مؤامرة صهيونية عالمية؛ لتحقيق أهداف تدميرية وتنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط.


وأضاف "سويلم" أن اعتراض تركيا على اختراق روسيا لمجالها الجوي ما هو إلا محاولة يائسة، تقوم بها دولة توصف بأنها أحد ذيول أمريكا، والأداة الأبرز فى تنفيذ مخطط ضرب الدول العربية لتفكيكها.

 
وتابع: أن نظام الرئيس التركى أردوغان لايفعل شيئا من تلقاء نفسه، وإنما هو يصرخ الآن، ويملأ الدنيا صراخا، اعتراضا على ما يسميه التحرش الروسى بمجاله الجوى، بهدف خلق موقف عالمى ضد روسيا، بتعليمات من أمريكا، مشيرا إلى أن تركيا قامت باختراق مجالات جوية كثيرة للدول العربية والإقليمية، ولم يعترض أحد لأنها كانت تفعل ذلك بتعليمات واشنطن.