عبدالرحمن سليم يكتب: أفيخاي أدرعي.. هل أخبرك صديقك العربي أن اليوم هو السادس من أكتوبر ؟

مقالات الرأي

بوابة الفجر


بما إنها المرة الأولى التي أكتب فيها احتفالا بنصر أكتوبر، لا أخفيكم سرًا أن هذه ربما تكون المقدمة الثانية بعد العشرين، فبرغم أنها ليست المرة الأولى التي أكتب فيها، إلا انها الأصعب حتى الآن.

وفرة الأفكار ليس أمرًا مريحًا بالضرورة، ففي زحمتها يصعب عليك أن تختار واحدة لتكون عمود كتابك الفقري، وفي وجود مادة خصبة للأفكار كذكرى نصر أكتوبر، يصبح الأمر أكثر تعقيدًا.

دع عنك ما أسلفت، وذرني أحدثك عن شخصين رئيسيين، سيشكلان سطور هذا المقال، الأول جدي رحمة الله عليه، والثاني أفيخاي أدرعي المتحدث الرسمي لعصابات الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة.

قد يضير البعض جمعي بين جدي وأدرعي، وقد يثير ذلك فضول البعض الآخر، سأطوي السطور اختصارًا، فجدي هو أحد أبطال حرب أكتوبر، ورغم خروجه من الحرب مبتور القدم إلا أن الله لم يُمته سوى قبل عامين من الآن، لأشرُف بتربيته لي، نعم أنا رباني أحد أبطال حرب أكتوبر، وياله من شرف لم يحظ به سوى قليل.

الجمع بين جدي وأدرعي مدعاه أمرٌ واحدُ، التطبيع، فالأول رفض التطبيع والسلام مع ذلك الكيان بشتى صوره، والثاني يسعى إليه بكل قوة، رغم وجوده أصلا بسبب المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمها السادات في أعقاب النصر.

يحاول ذلك "الكائن اللزج" التسلل إلى أي مناسبة عربية، أو مصرية، أو إسلامية، ليفسدها بتبريكاته المزيفة على صفحته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" – "تويتر"، وبرغم التعليقات التي تحوى ما لم يقال في الخمر، يبدو أنه يستمتع بالإهانات.

لا أنسى من جدي، نظرة الفخر، تلك التي ظل يرمقني بها حتى مماته، ظنًا منه بأني سيكون لي شأنٌ كبير في الصراع العربي – الصهيوني، فكوني دارسًا للعبرية، جعله يرسم في مخيلته دروبًا وحده يعلم أين ستصل بي، ولكن ظني أني خيبت ظنه، في وطن لم يستفد مني سوى بخدمة إلزامية 3 سنوات فقط بالجيش.

أذكر من بقايا حديثٍ دار بيننا قبل مماته بشهر، وتحديدًا في ذكرى انتصار أكتوبر قبل الماضي أنه قال لي "ياعبدالرحمن ملكش دعوة بالمعاهدات والكلام الفاضي ده، مفيش سلام معاهم ليوم الدين، أنا رجلي طارت بسببهم بس مش ببلاش، أنا واخد قدامها منهم كلاب كتير، عارف الواد اللي المخابرات بتاعتنا مسكته في ميدان التحرير ده، اللي اسمه إيلان مش عارف إيه ده، شوفت بدلناه بكام معتقل فلسطيني، اوعى تفتكر ياعُبد إن أكتوبر كانت أخر حرب، الحرب شغالة من تاني يوم لكامب ديفيد لحد دلوقتي وهتفضل ليوم الدين، المهم تكونوا دايمًا مستعدين، علشان 67 ماتتكررش تاني".

العداء بيننا سرمديٌ، وظني أن الجميع يعلم ذلك، المثير للشفقة هو موقف "اللي مايتسموش"، يسخّرون "بلياتشوا" ليتحفنا بتبريكاته وتهانيه "الفالصو"، ويسابقون الزمن لبناء سدّ النهضة!.

حلقات الصراع المصري – الصهيوني متتابعة، منها المادي والمعنوي، وما يفعله كائن "الأفيخاي" لا يتعد كونه محاولة للتطبيع الإجباري من وجهة نظره الصماء، ولكن دعني أبشرك أيها "الأدرعي" الأبله بجيلٍ لم يحضر الاتفاقيات ولم يوافق عليها، كبلته حتى الآن وظني أنها لن تستمر طويلاً، ولكن قبل الخوض فيما سيكون دعني أسألك ياأدرعي، ولا تمتعض رجاءًا، هل أخبرك صديقك العربي أن اليوم هو السادس من اكتوبر؟.