تعرف على كاتب خطاب النصر لـ"السادات"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لا يمكن أن يمر يوم ذكرى انتصار السادس من أكتوبر المجيد، دون أن نعيد قراءة خطاب النصر، الذي ألقاه الرئيس المنتصر أنور السادات، أمام مجلسي الشعب والشورى، عقب عودة الجيش من الميدان، حيث تحدث فيه الرئيس عن المعجزة التي حققتها القوات المسلحة، والتي سيتوقف أمامها التاريخ طويلاً، وهي عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف في 6 ساعات فقط.

وفي هذا السياق يؤكد المحللون العسكريون، أن أهم ماجاء في خطاب السادات، هو أنه حذر إسرائيل من ضرب العمق، مؤكدًا على أن العمق بالعمق، في تلويح إلى إمكانية إستخدام الصواريخ لضرب عمق المدن الإسرائيلية، حال اتجاه العدو الصهيوني لضرب الداخل المصري،

وعن كاتب هذا الخطاب أكد مؤرخ عسكرى تحفظ على ذكر إسمه إن كاتب الخطاب، هو الصحفي الكبير موسى صبرى، مشيرًا إلى أنه هو صاحب الخطاب الذي هز الكنيست وهو الذي كتب للسادات كتابه الشهير"البحث عن الذات"، الذي روى فيه قصة حياته وسيرته الذاتية.

وفي محاولة للوقوف على أهم محطات علاقة السادات بالكاتب الصحفي الكبير، رصدنا بعض الحقائق والوقائع.

كاتب لكل رئيس

لا يخفى على أحد أن الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، كان هو الكاتب الأقرب للرئيس جمال عبد الناصر، بل وكان مستشاره السياسي في معظم الأمور، وبعد رحيل ناصر جاء الرئيس السادات وبدأ معه هيكل المسيرة في السنوات الأولى وكان هو العقل المدبر وراء تخلص أنور السادات من الحرس الناصري، الذين عرفوا بمراكز القوى، وبعد ذلك حدثت الخلافات بين هيكل والسادات، ليأتي موسى صبري إلى المقدمة ويصبح هو كاتب خطابات السادات المقرب والمحبب.

وأكدت مصادر، أن أحمد بهاء الدين، قد كتب بعض الخطابات القليلة للسادات في بداية حكمه، وأيضًا قيل إن أنيس منصور قد صاغ بعض الخطابات.

هل كتب خطاب النصر؟

ظل موسى صبري، محتفظًا بمنصبه كرئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم ورئيس لتحرير صحيفة الأخبار طوال فترة حكم السادات، وفترة من حكم الرئيس محمد حسني مبارك، إلى أن حان موعد خروجه على المعاش في نهاية عام 1984، حتى توفي الكاتب الصحفي الكبير في 8 يناير عام 1992، تاركا ما قدمه للمكتبة العربية من المؤلفات السياسية والصحفية.

وإن كانت غالبية المصادر العسكرية أو المقربة من عائلة السادات، تؤكد أنه هو من كتب خطاب النصر، ولكن الثابت تاريخيًا أن صبري هو الذي كتب خطاب الرئيس السادات الذي ألقاه في الكنيست عام 1977، في مبادرة السادات، ومن ثم أطلق عليه "صاحب الخطاب الذي هز الكنيست"، كما كتب عن السادات كتابا بعنوان "لماذا نعطى صوتنا اليوم لأنور السادات".

قصة العلاقة بين الرجلين
كان يجمع بين موسى صبري، والسادات علاقة وطيدة، لدرجة أنه خسر كنيسته التي كانت على غير وفاق مع الرئيس، حيث أطلقت عليه الكنيسة لقب "رجل السادات"، فكان يكتب خطابات السادات، ولعل أهمهم ما ألقاه في الكنيست عام 1977.

كان موسى صبري، مرشح السادات في انتخابات نقابة الصحفيين لكنه لم ينجح بسبب تكتل الصحفيين ضده لأنه مرشح السادات.

ومن شدة مدحه في السادات، كتب ذات مرة مقالا ردًا على أحد منتقديه لكونه يغرق في مدح السادات والتملق له تحت عنوان "نعم إنني أطبل وأزمر".