سفيرنا الأسبق لدى بكين: مشاركة الصين عسكريًا في قتال داعش بسوريا "أمر مستبعد"

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال السفير محمود علام سفير مصر الأسبق لدى بكين، إنه يستبعد مشاركة الصين عسكريًا في التحالف الدولي الذي دعت إليه روسيا لمواجهة الجماعات الإرهابية المنتشرة  في المنطقة العربية وخاصة داعش في سوريا، ردًا على بعض ما تردد حول تحريك الصين لقطع بحرية وصلت إلى ميناء طرطوس في سوريا مؤخرًا، لاحتمالية المشاركة في العملية العسكرية الروسية ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وأشار "علام" - في تصريحات لبوابة "الفجر" - إلى احتمالية تقديم بكين لدعم لوجستي وسياسي إلى موسكو في إطار مواجهة الإرهاب، وذلك على غرار تنسيق الموقف السياسي بين البلدين، حين استخدما حق "الفيتو" ضد مشروع قرار تقدمت به واشنطن بشأن ترخيص استخدام القوة العسكرية ضد الجيش السوري.

وأكد "علام" أن العلاقات "الصينية-الروسية" قوية ولها أبعاد سياسية واقتصادية وتنسيق المواقف وتوافق وجهتا النظر بينهما حيال عدد من القضايا الحيوية من شأنه ترسيخ الملامح الجديدة المتكشفة يومًا بعد يوم، عن ميلاد عالم جديد لا تسيطر عليه قوة واحدة .

وأوضح أن الصين على الرغم من كل ما تملكه من أدوات سياسية واقتصادية لازالت ترفض أن تضع نفسها في إطار القوة العظمى، كما ترفض توسيع نفوذها، ولكنها ترفض أي ممارسة من شأنها الخروج عن مظلة الأمم المتحدة.

وتابع "علام" أن الصين تدرك جيدًا النوايا الأمريكية تجاهها وتجاه المنطقة العربية، في إطار خطة نقل مركز الثقل الأمريكي إلى شرق آسيا، ولكن بكين  حريصة على عدم الصدام مع أي قوة وتتبنى سياسة احتواء الجميع والبحث عن نقاط الاتفاق لبناء شراكات تراعي مصالح جميع الأطراف، كما أوضح أن العلاقات الاقتصادية "الصينية-الأمريكية" قوية من شأنها تخفيض درجة الصراع بين الطرفين وذلك من وجهة النظر الصينية.

وحول الكلمة التي ألقاها رئيس الصين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا، أوضح "علام" أن الرئيس شي جين بينج أكد على ثوابت السياسة الصينية، من حيث مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، ورفض أي ممارسة تنافي القانون الدولي وتخرج عن نطاق مظلة الأمم المتحدة، وأكد أيضًا على مبدأ تسوية النزاعات بطرق سلمية، ورفض ما أسماه بقانون الغاب الذي يضع الضعيف تحت رحمة القوي، معتبرًا أن ذلك ليس شكلًا مقبولًا في العلاقات الدولية، وعلاوة على ذلك فقد لفتت الصين إلى أن الأمم المتحدة تحتاج إلى هيكل تنظيمي قائم على العدالة والمصلحة المشتركة للجميع.

وذكر "علام" أن كلمة الصين أكدت أننا نعيش عصرًا جديدًا متعدد الأقطاب واعتبرته تحولًا لا رجعة فيه، بخلاف التأكيد على مبدأ الحوار القائم على قاعدة مراعاة مصالح الجميع وتحقيق الفوز لجميع الأطراف، وتبني مبدأ حوار الحضارات لإعطاء الفرصة لكل حضارة في أن تقدم رؤيتها ومساهمتها من أجل مصلحة العالم والمحافظة على تنوعه، في المقابل رفض فكرة صدام الحضارات حيث تتفوق حضارة على أخرى.

واختتم علام حديثه قائلًا: الصين من حضارات العالم القديم، وتتمتع بثقافة شرقية متوافقة مع مصر والأمة العربية، وقرارها يأتي دائمًا معبرًا عن منظومتها القيمية وله صبغة أخلاقية بعكس كثير من الدول، وتنمية العلاقات معها أمرًا مطلوبًا، خاصة على ضوء تبني الصين المواقف الصديقة للموقف العربي ورفضها لممارسة الهيمنة وفرض الرأي والقرار من القوة العظمى، وسعيها الدؤوب لعالم متوازن متعدد الأقطاب يحقق مصالح الجميع وتسوده قيم العدالة والإنصاف.