خبراء يكشفون أسباب عودة "وائل غنيم" للتدوين بعد غياب عام

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


منذ فترة قصيرة عاد الدكتور محمد البرادعي، لنشر تدويناته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، كان أشهرها تلك التي أعلن فيها أنه حزين على بلده، ومؤخرًا عاود الناشط السياسي وائل غنيم، التدوين عبر صفحته الرسمية عبر "فيسبوك"، بعد توقف دام ما يقرب من العام، معلنا عبر صفحته عودته للكتابة عبر حسابه الشخصي.

وقال غنيم، في تدوينته، أنه سينشر عبر صفحته سرد لتفاصيل كل ما كان شاهدًا عليه خلال الخمس سنوات الماضية، وسيحكي فيها كل الوقائع التي كان شاهدًا عليها، والأخطاء التي وقع فيها، موضحا أن هدفه هو أن نستفيد من أخطائنا، وأن نوثق أحداث تلك الفترة التي وصفها بالعصيبة على حد تعبيره.

وألقت "الفجر" الضوء على هذه التصريحات، لمعرفة أسباب عودة "غنيم"، إلى مخاطبة الرأي العام، وعلاقتها بما يحدث حاليا في مصر.

وقال الخبير الأمني اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن وائل غنيم لا يجرؤ على العودة لمصر؛ لأن كل ما يثبت اتهامه بالعمالة للخارج، والتواطؤ مع جماعة الإخوان الإرهابية، موثق بالصوت والصورة، لافتا إلى أنه على رأس قائمة المتهمين ضمن القضية 250 الشهيرة، المتعلقة بالتمويل الأجنبي والتواطؤ مع الخارج، لتحقيق أهداف تخريبية.

وأضاف "المقرحي" أن ظهوره في هذا التوقيت، ومن قبله البرادعي، يعد نذير شؤم، ويكشف عن مخططات جديدة، لمحاولة إفساد أجواء الحياة السياسية، خاصة وأن مصر تحقق تقدما وتنجز مشروعات عملاقة، وتقترب من الاستحقاق الديمقراطي الثالث لتكتمل خارطة الطريق، ويصبح لدينا مجلس نيابي ومؤسسة تشريعية منتخبة، موضحًا أن هذا بالطبع لا يروق لا لـ"وائل" ولا لأستاذه "البرادعي"، ولا لجماعة الإخوان الإرهابية، وبالتالي لن ترضى عنه الإدارة الأمريكية التي يعملون جميعا لتنفيذ أجندتها.

وتابع: إن إدعاء "غنيم" أنه سيكشف عن أخطاءه وما لديه من أسرار، إنما هي محاولة يائسة لإستدعاء بطولة وهمية، بعد أن أيقن رجل الشارع حقيقة هؤلاء ولفظهم، مشددًا على أن عودته غير مرحب بها، حتى لو كانت عبر شبكة الإنترنت.

ومن جانبها قالت داليا زيادة مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إنه لم يعد خافيا على أحد إنتماء وائل غنيم، لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث أن ذلك مثبت بالصوت والصورة، وبتصريحات عصام العريان المنشورة، والتي شاهدها المصريون جميعًا.

وأضافت "زيادة" أن عودة غنيم للكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يتبعها عودته من الخارج إلى مصر، في هذا التوقيت، كمحاولة لتجميل الوجه القبيح للتيار الذي ينتمى إليه هو والبرادعي، أو ليصنع من نفسه بطلاً، إذا تم توجيه تهمة العمالة له، ليرفع اتباعه شعارات من نوعية، "ملاحقة النشطاء والشباب الثائر، لافتة إلى أن غنيم من الشخصيات التي تحظى بشعية كبيرة لدى أوساط الشباب في الخارج، ويقدم نفسه كوجه ليبرالى يخفى إنتماءاته الإخوانية.

وتابعت: إن عودته قبيل انتخابات البرلمان، وأثناء فترة الدعاية الانتخابية تحديدًا، تؤكد أن هناك شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان أو 6 إبريل وغيرها من أذناب البرادعي وفلول الإرهاب، قد تسربوا وتقدموا بأوراق ترشحهم ضمن بعض القوائم أو كمستقلين، متوقعة أن يسعى غنيم والبرادعي وتابعيهم من الإعلاميين، لتلميع هؤلاء والترويج لهم ودعمهم بهدف القفز على مقاعد البرلمان.

وأشارت زيادة، إلى أن فشل الإخوان في الحشد، وإختفاء فاعلياتهم التي كانت تتكرر كل يوم جمعة أسبوعيًا، بالإضافة إلى دعواتهم للتظاهر التي تحمل إسم "العودة للميدان"، دفعتهم إلى اللجوء لشخصيات محسوبة على الثورة ومعروفة دوليًا مثل غنيم وغيره للترويج لتلك الدعوات،
لافتة إلى أن الفترة القادمة ستشهد عودة جماعات 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين للشارع في محاولة لإيجاد أرضية لصالح بعض المرشحين المحسوبين عليهم من ناحية، وشن حملات ضد المرشحين الوطنيين من ناحية أخرى.

وفي سياق متصل قال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، وأحد رموز ثورتي 25 يناير و30 يونيو، يجب أن نرسي مبدأ أساسي، وهو أننا نرفض النضال من خارج الوطن، موضحًا إنه إذا كان لدى وائل أو غيره رأي أو موقف فليعلن عنه من داخل البلاد، وليس عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

وتابع "زهران": "على منتقدى وائل وباقي شباب الثورة، أن يتقدموا ببلاغات ضدهم، وعلى السلطات القضائية أن تحقق فيها، لأنه من المفترض أننا دولة قانون، فإذا ثبتت إدانته يتم الإتيان به عن طريق الإنتروبول، رافضا توزيع الإتهامات المرسلة من ناحية، وإخفاء البلاغات داخل الأدراج وعدم التحقيق فيها من ناحية أخرى".