بضغط من أمريكا.. "نتنياهو" يجمّد الاستيطان

العدو الصهيوني

بوابة الفجر



في مسعى لاحتواء التوتر المتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وارتداداته في الخارج، أرجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زيارته المقررة اليوم إلى ألمانيا بسبب "الوضع الأمني"، وفي الوقت نفسه أبلغ حكومته الأمنية المصغرة وقادة المستوطنين قراره عدم المصادقة على البناء الاستيطاني بعد إنذار أمريكي يؤكد أنه في حال مواصلة البناء الاستيطاني، فإن واشنطن ستمتنع عن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع فرنسي يعتبر الاستيطان غير مشروع. 

يتزامن هذا التطور مع استمرار الهبة الشعبية الفلسطينية وما يرافقها من هجمات فردية كان آخرها استشهاد شاب وإصابة فتاة بجروح خطيرة أمس أثناء محاولتهما طعن إسرائيلييْن.

وقتلت الشرطة الإسرائيلية الشاب أمجد الجندي "21 عاماً" من الخليل بعدما اتهمته بمهاجمة مجندة إسرائيلية وطعنها في ذراعها في بلدة "كريات غات"، قبل أن يلجأ إلى بناية سكنية حيث قتل، في حين شككت عائلة الشاب برواية الجيش، وقالت إن ولدها دخل إسرائيل بحثاً عن عمل. وفي القدس المحتلة، أطلق مستوطن النار على الطالبة الجامعية شروق دويات من بلدة صور باهر وأصابها بجراح بالغة الخطورة بعد أن طعنته في ظهره وأصابته إصابة طفيفة.

وشهدت مناطق مختلفة من الضفة الغربية، مثل أريحا وبيت لحم وبيت ساحور والخليل أمس، مواجهات أصيب فيها عدد من الفلسطينيين، جراح بعضهم خطيرة، واعتقل الجيش الإسرائيلي خلالها 44 شاباً. وكان أبرز هذه المواجهات عند مدخل مدينة رام الله، حيث كان لافتاً لجوء الجيش الإسرائيلي الى استخدام وحدات "المستعربين" التي يرتدي أفرادها الزي المدني والكوفية الفلسطينية ويتحدثون العربية، ويندسون بين المتظاهرين للإيقاع بهم.

وروى شهود لـ"الحياة" كيف اندس ستة من "المستعربين" بين المتظاهرين طالبين منهم التقدم لمهاجمة الجنود، ولدى وصولهم الى منطقة قريبة من تجمع للدوريات العسكرية، انقضوا على ثلاثة واعتقلوهم، وأطلقوا النار على اثنين منهم بعد أن حاولا، في ما يبدو، مقاومة الاعتقال، فأصابوا أحدهم برأسه، والثاني في ساقه.

في هذه الأثناء، أفادت مصادر إسرائيلية متطابقة بأن نتانياهو قرر عدم دعم البناء الاستيطاني الجديد بسبب ضغوط أميركية. 

وقال رئيس مجلس المستوطنات آبي روئيه في ختام اجتماع مع نتنياهو استغرق حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة، وحضره 18 رئيس مستوطنة: "في موضوع الاستيطان، للأسف لم نتلق أجوبة مناسبة، إذ تم الحديث عن مصاعب تجاه الخارج، تجاه أوروبا، في موضوع التصديق على البناء في المستوطنات، وهذا خطأ جسيم يمس بالاستيطان، ونحن ننوي عقد اجتماع غداً (اليوم الخميس) واتخاذ قرارات في شأن مواصلة طريقنا".

وأوضح أن نتانياهو "لم يقل لنا إن هناك تجميداً للبناء"، وإنما "عدم قدرة على المصادقة على البناء ودفعه في ظل الضغوط الحالية".

كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن نتانياهو قوله لوزرائه أن "الأميركيين أوضحوا بشكل قاطع أنه إذا تمت المصادقة على أي خطة للبناء في المستوطنات أو إعلان خطة كهذه، فإنهم لن يفرضوا فيتو على مشروع الاقتراح الفرنسي في مجلس الأمن، والذي يعتبر المستوطنات غير مشروعة". وأضاف: "أريد منع خطوة كهذه، لذلك لا يمكن دعم دفع البناء حالياً".

غير أن واشنطن نفت توجيه هذا الإنذار، ووصفت هذه الأنباء بـ"الكاذبة". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: "أنفي هذه القصة من أساسها. لم نصدر تحذيراً كهذا للحكومة الإسرائيلية"، مؤكداً أنه لا يوجد مشروع قرار من هذا القبيل في مجلس الأمن.