كيف احتفل رؤساء مصر بـ"انتصار أكتوبر"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 
أغاني وأفلام وطنية، ملأت شاشات التليفزيون وسماعات الإذاعة المصرية على مدار اليومين السابقين للإحتفال بأهم وأعظم انتصار حققه المصريين وهو انتصارات حرب أكتوبر، التي تُعد شرف كل المصريين والتاج الذي يوضع على رؤسهم.
 
واختلفت طريقة كل فرد عن غيره للاحتفال فهناك من يطلّ بعينيه على صفحات التاريخ ليتابع تفاصيل اليوم العظيم وهناك من يشاهد الأفلام التي تجسد الساعات التي قضى خلالها شعبنا العظيم على العدو الإسرائيلي.
 
وكما كان للأفراد كل منهما طريقته الخاصة للاحتفال فنجد أيضًا رؤساء مصر كلاً منهما يحتفل بطريقته الخاصة بهذا النصر الكبير.
 
 
 
 
ورصدت "الفجر" طقوس رؤساء مصر في الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر 73 المجيدة
 
السادات.. والاحتفال المتميز
 
 
كانت طريقة السادات، للاحتفال بنصر أكتوبر تتميز بطابع خاص، حيث كان يأتي الرئيس أنور السادات، مستقلا سياراته المكشوفة، مارًا بساحة العرض العسكري وكان دائمًا يرتدي بدلته العسكرية، وكانت العروض العسكرية مفتوحة لمشاركة الجماهير.
 
وفي البداية يأتي أولاً شرح للمعدات المشاركة في العرض العسكري ويستغرق ذلك الشرح أغلب الاحتفال لمدة تتجاوز الساعة، يتولى بعدها المعلق الذي يكون من القوات المسلحة، وغالبًا ما يكون العرض استعراض لمستجدات نظام التسليح المصري، وقد استمرت تلك العادة حتى مقتل السادات.
 
كما شهدت احتفالات السادات، بنصر أكتوبر، عن غيره من الرؤساء بعده حضور عدد من رؤساء الدول العربية، ومن أبرز الرؤساء الذين كانوا مرابطين على حضور الاحتفال هو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
 
وشهدت أيضًا احتفالات السادات بنصر أكتوبر تقليدًا لم يتكرر من بعده حيث شهد مجلس الشعب إلقاء "السادات" كلمة بجلسة استثنائية كرم بها عدد من قادة الحرب، ويعد هذا  التقليد الأول والأخير من نوعه، حيث أُعتاد تقديم الأنواط والتكريم في ساحة الاحتفال.
 
ومن بين طقوس احتفالات السادات، والتي اتخذت بعد ذلك نهجاً لرؤساء مصر من بعده أثناء احتفالهم بحرب أكتوبر هو إقامة نصب الجندي المجهول في طريق النصر عام 1975،
 
وأصبح النصب التذكاري قِبلة الاحتفال، وتقليد أساسي لبدء الإحتفال، حيث يبدأ بوضع إكليل الزهور وعزف موسيقى عسكرية ما يمسى "نشيد الشهيد"، ثم تقام بساحته العروض العسكرية في حضور  الرئيس والنائب وعدد من العسكريين.
 
مبارك.. بين التغيير والتزييف
 
بعد اغتيال "السادات" وتولي "مبارك" الرئاسة من بعده اختلف شكل الاحتفال بنصر أكتوبر حيث أن مبارك، جعل العروض العسكرية أثناء الاحتفال مغلقة، واكتفت القوات المسلحة بعروض الطائرات في السماء، واحتفال "مغلق" يجمع بين الرئيس وقادة الجيش، وكبار المسؤولين والسياسيين.
 
 
وكانت العادة الأشهر للاحتفال في عهد مبارك هو إقامة حفل فني يقام في مساء يوم ذكرى النصر ويذاع على شاشات التليفزيون، وكانت العروض الفنية سمة الاحتفال في عصر "مبارك"، والتي طالما كان يشهدها برفقه زوجته "سوزان".
 
وكان الفنانون وقتها يتبارون للمشاركة في ذلك الحفل الغنائي ومن أشهر الأوبريتات التي تميزت بها تلك الفترة هو أوبريت "اخترناه" والذي يبين مدى رغبة مبارك في تجسيد وتلخيص حرب أكتوبر في ضربته الجوية.
 
وعلى مدار ثلاثون عامًا، كان مبارك يبدأ الاحتفال بذكرى النصر  بالذهاب إلى قبر الجندي المجهول، وكان معتادّ الظهور ببذلة "مدنية" وسط عدد من قيادات الجيش، ثم أداء التحية لعلم مصر وسماع النشيد الوطني، ثم يشهد عروض عسكرية منظمة، يغلبها استعراض صفوف الفريق.
 
مرسي.. بين الاختلاف والحيلة
 
 
أما الرئيس المعزول "محمد مرسي" نجد أن طريقة احتفاله بنصر أكتوبر خلال العام الذي حكم فيه البلاد مختلف تمامًا عن الرؤساء الذين سبقوه حيث غابت جميع الأجواء الرئاسية المعتادة أثناء الاحتفال.
 
وظهر مرسي، في ستاد القاهرة، بعد التقليد الرسمي عند قبر الجندي المجهول، بسيارة مكشوفه، ليحيي الجمهور الذي ملأ مدرجات الاستاد وسط إطلاق الألعاب النارية، ثم ألقى كلمته على الحضور، كما قام بدعوة عدد من المتهمين باغتيال "السادات".
 
السيسي.. بين العودة والذكاء
 
أما في الذكرى الثانية والأربعين، لاحتفالات نصر أكتوبر والتي تتزامن مع رئاسة "عبد الفتاح السيسي" للبلاد، نجد أنه قام باحتفالات النصر على طريقة السادات ومبارك ولكن بعين أخرى وبذكاء تتطلبه المرحلة الحالية نظرًا لما تشهده البلاد، حسب ما أكده اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري.
 
وقال مسلم، إن اختار الرئيس السيسي، الاحتفال بالذكرى قبل يومين منها، بوضع أكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، وتوجيه كلمة للشعب والجيش من مقر الكلية الحربية، التي شهدت عودة العروض العسكرية، تدل على رجاحة عقله الذي أعاد الاحتفالات إلى ما كانت عليه قبل حكم الإخوان وبطريقة أكثر أمان وسط الإرهاب الذي يهدد أمن البلاد.