خبراء عن "الحكومة الليبية": الأطراف المقاتلة على الأرض لا تعترف بأحد

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


جاء الإعلان عن تشكيل الحكومة الليبية  الجديدة، ليفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات، حول إمكانية انتهاء الأزمة الليبية وصراعات الفصائل والفرقاء عند هذا الحد، على خلفية تمسك غالبية القوى السياسية بالأسماء التى أعلنها مبعوث الأمم المتحدة، بشأن الملف الليبي " برناردينوليون".
 
وعلى جانب آخر توقع بعض الخبراء، عدم قدرة الحكومة الجديدة على الصمود، فى مواجهة تصاعد نفوذ التيارات المتشددة، وأبرزها تنظيم "داعش" الإرهابي، وجماعة فجر ليبيا وغيرها.
 
وكان مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون أعلن في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الخميس في الصخيرات المغربية، عن أسماء حكومة الوفاق برئاسة "فايز السراج" على أن يكون نوابه، أحمد معيتيق وفتحي المجبري وموسي الكوني، كما أعلن أسماء الوزراء الذين رشحهم المشاركون، مشيراً إلى أن مجلس الدولة سيرأسه عبدالرحمن السويحلي.
 
وقال كامل عبدالله الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، المتخصص في الشأن الليبي، إن مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون، حاول الضغط على كافة الأطراف للوصول إلى اتفاق ليظهر أن هناك تقدم في الشأن الليبى.
 
 وأشار "عبدالله" إلى  أن الوضع على الأرض بخلاف ما يتصور البعض، حيث أن الأطراف التي شاركت فى الحوار الوطني، لا تملك السيطرة على الأرض، كما أن هناك أطرافًا رئيسية غابت عن الحوار الوطني.
وأكد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأطراف المقاتلة على الأرض، لا تعترف بمجلس النواب أو برئيس الحكومة، ولا بمبعوث الأمم المتحدة نفسه.
وتابع: إن الأمور قد تزداد تعقيدا،  خلال الأيام المقبلة، متوقعا أن تشهد مزيدًا من القتال على الأرض، موضحا أن مدن ليبية كدرنة وسرت تنام فيها الجماعات المتطرفة بشكل لافت فى ظل غياب الدولة، حتى أن هذه التنظيمات أصبحت تمثل قاعدة للإرهاب فى شمال إفريقيا، موضحا أن الفراغ الشاسع فى الصحراء الليبية يساعد التنظيمات الإرهابية،
 
ومن جانبه قال هاني الجمل، المتخصص في الشأن العربي أن إعلان مبعوث الأمم المتحدة عن أسماء الحكومة الليبية خطوة إيجابية تهدف للوصول إلى حل الأزمة الليبية من الداخل.
 
وأشار إلى أن تلك الخطوة تتوقف على اتفاق الصخيرات بين الأطياف الليبية، قائلاً: "إذا شكلت الحكومة الليبية من جميع الأطياف الليبية الموجودة باتفاق الصخيرات سيتم تفعيل الحكومة وستبدأ أول خطوة حقيقية لإنهاء الأزمة الليبية".
 
وأكد "الجمل"، أن هناك بعض المتآمرين الذين سيلعبون الفترة القادمة على عرقلة تشكيل الحكومة الليبية من جميع الأطياف الليبية حتى لا تنجح الحكومة وتظل الأزمة الليبية معلقة، موضحاً أن هؤلاء المتآمرين هم " الإخوان المسلمين، والجماعات الإرهابية المتأسلمة، وبعض الدول الأوروبية وعلى رأسهم أمريكا التي تسعى لكي يستمر التوتر الموجود في الحدود المصرية الليبية كما هو.
 
وشبّه حسني السيد، المحلل السياسي، إعلان المبعوث الأمريكي لأسماء حكومة الوفاق الليبية، وسعي واشنطن لحل الأزمة الليبية بـ"عزومة المراكبية"، حيث قال: "أمريكا تعلن وتسعى للمصالحة الليبية في الظاهر وتعرقلها من الباطن لتحقق حلم الاستيلاء على الشرق الأوسط".
وأكد "السيد"، أن تلك الحكومة لن تنجح ولن تستمر كثيراً، حيث أن المخربين الذين يسعوا لاستمرار الأزمة الليبية سيسعون لعرقلة تلك الحكومة أو تشكيلها من أطياف ليبية معينة لتشتعل الفتنة في الداخل الليبي من جديد.