بالصور.. الإهمال في مستشفى "بولاق".. "كلاب وقطط" بغرف الرعاية.. ومرضى على الأرض

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بين أسوار ومبانٍ اتخذتها الكلاب الضالة مأوى لهم، كما اتخذت القطط غرف رعاية المرضى ودورات المياه موطنًا تتجول فيه دون أن يستوقفها أحد، وطرقات مظلمة، وحمامات بدون مياه، يرقد مرضى مستشفى بولاق الدكرور العام بمحافظة الجيزة، حيث يتلقون الرعاية "المنتقصة" وسط "ذل" من الممرضات، وعدم اهتمام من الأطباء، الذين قليلًا ما يمرون عليهم داخل غرف رعايتهم.

واستكمالاً لملف "الصحة طريق الموت"، الذي يرصد مأساة ملايين المرضى الذين يدخلون المستشفيات لتلقي العلاج والرعاية، رصدت "الفجر" أشكال مختلفة للأهمال داخل المستشفى.
 
ممرضة تسيء لمريض طلب دخول دورة المياه

عبر الطفل مؤمن، ذو الثلاثة عشر عام، والنزيل بأحد غرف جراحة الأوعية الدموية، بعد أن أجريت له جراحة تسليك دوالي القدم، عن استيائه من تعامل المُمرضات معه، لافتاً إلى أنهم يعاملونه معاملة سيئة ويشعرونه بأن وجوده مُتعب لهم على الرغم من أن دورهم هو رعايته وتحمله، مستكملاً: "بيخترعوا المشاكل مع المرضى".

وأضاف "مؤمن"، وعلى وجهه علامات الاستياء الشديد، أن أحد المُمرضات قالت له: "أنت قليل الأدب ومش متربي"، موضحًا أن ذلك بسبب طلبه الدخول إلى دورة المياه.

واشتكى من انقطاع المياه بشكل مستمر الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة دخوله إلى الحمام بسبب انقطاعها.

ممرضات تطردن المرضى بـ"تعالى الأسبوع الجاي"

"تعالى الأسبوع اللي جاي"، كلمة ترددت كثيرًا من الممرضات خلال جولتنا بالمستشفى حينما كان يطالبهم أحد المرضى بعد حصوله على تصريح بالإقامة في المستشفى لإجراء عملية جراحية، ولكن الممرضات يتحججن بعدم وجود سرير خالي على الرغم من تأكيد المرضى على أن الطبيب وافق على حضورهم وحدد لهم الموعد، لافتين إلى أن التأجيل يكون دائماً من قبل الممرضات وبشكل مستمر وأن هذا الموقف تكرر معهم كثيراً .
"حلل طعام" وممرضات تنام على "البلاط"

وأثناء المرور بين طرقات المستشفى، وبجانب احد الغرف، وجدنا سيدة نائمة على أرضية الغرفة وإلى جانبها سيدة أخرى، وهي غرفة خالية من أي أسرة، وتحوي فقط على بعض مُستلزمات الممرضات كالحقائب و "حلل" الطعام، مكتشفين أنها غرفة راحة الممرضات، حيث أن السيدتين نائمتان على الأرض لتتخذان قسطاً من الراحة، في مظهر يدل على عدم تقدير هؤلاء السيدات اللاتي يعملن على راحة المرضى ويحتاجن أيضاً إلى اتخاذ قسطاً من الراحة في مكان آدمي.

ولم يقتصر الأمر على غرفة للمرضات خالية من الأسرة، ولكن كان هناك أيضاً غرف للمرضى خالية منها، ففي أحد غرف المرضى التي تحوي سرير فقط للمرضى، كانت تجلس احدى السيدات وينام على ساقها ابنها المريض، ليتلقى العلاج على الأرض.
قطط تتجول بين طرقات المستشفى وغرف الرعاية

وباستمرار التجول داخل أرجاء المستشفى التي كما أنها لم تخلوا من المرضى والأطباء والأهالي، إلا أنها أيضاً لم تخلوا من "القطط" التي لم تترك مكاناً إلا وتجولت فيه، حتى عنابر المرضى لترقد هي أيضاً ولكن أسفل السرير، دون اهتمام من أحد بطردها أو منعها من دخول أماكن رقود المرضى، كما تنتشر داخل أسوار المستشفى أيضاً "الكلاب الضالة".

تدخين في غرف المرضى

وبرغم من وجود لافتات "ممنوع التدخين" على الجدران بجميع أرجاء المستشفى، إلا أن الزائرين لا يلتفتون لذلك الأمر، فيصر جميعهم على التدخين داخل المستشفى وبداخل غرف المرضى، دون اهتمام لأمر هؤلاء الذين يتلقون العلاج.

أطباء يلقون مستلزماتهم على سلالم المستشفى

لم يقتصر الإهمال على ممرضين المستشفى أو حتى العاملين بها، ولكن أيضاً وأثناء مرورنا بالدور الخاص بالعمليات الحرجة، رصدنا بعض المستلزمات التي استخدمها أحد الأطباء في عملية أجراها ملقاة على السلم المواجه لغرفة العمليات، وبسؤال أحد عاملي النظافة قال إنه أمر عادي طبيعي وأن غالبية الأطباء لا يهتمون بالنظافة، متابعاً: "هي جت عليهم".