"عبدالقادر": رسالة خطيرة خلف انتهاك روسيا للمجال الجوى التركي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قال محمد عبد القادر رئيس تحرير دورية شئون تركية، إن الهدف الرئيسى من العمليات العسكرية الروسية ضد تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا هو تغيير الواقع من أجل تحسين الموقف لصالح روسيا تمهيدا للتفاوض مع خصومها  لتسوية الأزمة السورية بما يتوافق والمصالح الروسية، مؤكدا أن روسيا لا تنتوى شن حرب طويلة الأجل على الجماعات الإرهابية وإنما تريد رضوخ خصومها للجلوس على طاولة المفاوضات ولكن من منطلق القوة.
 
وأضاف في تصريحات للفجر، أن المؤشرات الأولية تشير إلى نجاح روسيا فى توجيه ضربات قاسمة لمعاقل الجماعات الإرهابية، فى الوقت الذى تتحسن فيه القدرات القتالية  للجيش السورى ، وذلك بفضل التدابير التى اتخذتها من أجل توفير الحماية الجوية له للمساعدة فى شن عملياته البرية، موضحا أنه عقب عشرة أيام من بداية الضربات الجوية الروسية ستتجه موسكو فى المنظور القريب إلى تثبيت الوضع القائم للانتقال إلى مرحلة أخرى من الهجوم، أكثر تعقيدا على الجماعات الإرهابية ، كما أوضح أن ما يسمى بالمعارضة السورية المدربة أمريكيا عبارة عن مجموعات من المرتزقة ثبت فشلهم وفشل البرنامج التدريبى الذى أعدته واشنطن مما دفعها لوقف هذا البرنامج .
 
وحول الاتهامات الموجهة إلى موسكو من قبل حلف الناتو بسبب انتهاك المجال الجوى التركى، أشار عبد القادر أن روسيا أرادت توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى خصومها سواء الإقليميين وهم تركيا وأطراف عربية، أو الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، مفادها أن موسكو لن تسمح لأحد بتغيير المعطيات الجديدة التى أدخلتها على المشهد السورى، وهى قادرة على ردع ومنع أى مساعدة عسكرية تقدمها الأطراف الإقليمية والدولية من شأنها إنقاذ الجماعات الإرهابية .
 
وحول موقف العراق من العمليات العسكرية الروسية ، أكد رئيس تحرير شئون تركية أن الوقت لازال مبكرا لكى تستطيع العراق حسم موقفها، وذلك نظرا لتجاذبات الأطراف المتقابلة، إيران وروسيا من جانب، والولايات المتحدة على الجانب الآخر، كما اكد أن المخاطر الكبيرة التى تتعرض لها العراق بسبب تنامى الجماعات الإرهابية فى الوقت الذى فشلت فيه قوات التحالف الدولى بقيادة واشنطن فى تحقيق أى انجاز ملموس على مستوى القضاء على داعش، بخلاف العلاقات الحميمة بين روسيا وإيران، والتي من شأنها أن يفتح آفاقا واسعة للتعاون العراقى الروسى، مضيفا أن إعلان العراق مشاركتها فى التنسيق الاستخباراتى بين أطراف التحالف الذى دعت إليه موسكو بحيث تم إقامة مركز معلوماتى يضم سوريا وروسيا وإيران علاوة على العراق مركزه بغداد، دلالة كبيرة على التقارب العراقى الروسي.
 
وحول الموقف المصرى إزاء تطورات المشهد السورى ، أكد عبد القادر أن مصر لها شخصيتها وقرارها المستقل بعيدا عن التخندق فى أية محاور، كما أن السياسة المصرية تتسم بالتوازن مع جميع الأطراف، كما أكد أن مصر ترقب المشهد السورى بدقة وتؤيد المواقف التى تراعى وتحقق أبعاد الأمن القومى العربى والمصالح الحيوية المصرية، ومصر لن تقبل بأية حلول لا تحافظ على وحدة وسلامة الآراضى السورية .
 
أما عن الموقف الصينى واحتمالية انضمام بكين إلى التحالف الذى دعت إيه موسكو ، أوضح أن الصين سبق لها وأن استخدمت حق الفيتو ضد مشروع القرار الأمريكي الذى يرخص القوة العسكرية ضد الجيش السورى وذلك بالتوافق مع الموقف الروسى ، هذا بخلاف العلاقات المتميزة التى تجمع بين الصين وروسيا، كما أوضح أنه يتوقع انحياز بكين إلى موسكو فيما يتعلق بتطورات المشهد فى سوريا ، واختتم حديثه  قائلا : جميع الأطراف الفاعلة فى الأزمة السورية أو الدولية لازالت ترقب الموقف الروسى ولازالت تنتظر رد الفعل الأمريكى لكى تقوم بتقييم موقفها حيال المعطيات الجديدة التى أحدثتها الضربات الجوية الروسية على داعش فى سوريا .